الجمعة، 28 ديسمبر 2007

تجربة خاصة مع التدوين الصوري

..................... ؟
- هذا الموضوع ((سري)) جداً.. ولن أتحدث مهما كانت الأسباب.. وأرجوك لاداعي للضغط أو الإلحاح لأن وعد الحر دين عليه وقد وعدت ويجب أن أكون عند وعدي.
* ..................... ؟
- إذا كان هكذا.. أنا موافق.. ولكن بشرط بدون أي تفاصيل.. نعم عقدت النية على إنشاء مدونة صورية وقريبا جداً سأطرح فيها صور بشكل يومي وهي مجهود فردي في الوقت الحالي.. ولن أقول اكثر من ذلك.
* ..................... ؟
- أنا مشغول جدا لدرجة أني لا أنام إلا قليلا.. فأنا في حالة بحث مستمرة تصل إلى ((ساعات)) يوميا.. لكن الحمد لله النتائج مطمئنة وأتمنى أن تخرج مدونة 'صورة عن قرب' بشكل يتناسب مع المجهود الكبير الذي أبذله فيها وحدي.
* ...................... ؟
- لست عارفا الحقيقة لكن الأيام المقبلة هي موعد نشر أول ألبوم صور أقوم بإعداده وتقديمه. وأعتقد أنه سيكون النقلة الحقيقية في حياتي التدوينية وربنا يسهل.
* ....................... ؟
- لايوجد وقت للفيديو حالياً لأنني بصراحة أجد التدوين الصوري فرصة أود تجربتها والمحاولة فيها ومن هنا فإن التدوين بالفيديو مؤجل لحين صدور إشعار آخر.. أو لحين وجود وقت لأني الآن مهتم بأشياء أخرى ودمنا للتدوين وياربنا لاتحرمنا منه ابداً.
* ....................... ؟
- إذا كنت تحب التغيير وتبحث عن الجديد.. فانتظرنا على مدونتنا : صورة عن قرب.
* ...................... ؟
- أكرر لك كما هي عادتي بالتفاعل مع أكتبه أسبوعيا ومن ثم الكتابة إليّ نقداً، أو تعليقاً،.. وأريد منك اليوم مقترحات عن مشروعي الجديد.
على موقعنا الإلكتروني :
http://picture-now.blogspot.com

الجمعة، 21 ديسمبر 2007

نداء الخير في العيد

في عيد الأضحى المبارك والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ينعمون بأنسام العيد ويبثون أفراحهم وسرورهم كان هذا النداء الذي أوجهه إلى علماء المسلمين في كل مكان.
إننا ننظر فنجد تفرق الأمة الإسلامية وتفككها وخلافاتها تكاد تقضي عليها وتأتي على بنيانها من القواعد. ومن يعيش هموم وقضايا أمته يعرف أن التخلص من هذه الهموم والتغلب على هذه القضايا لايكون إلا بالرجوع إلى الله والتمسك بالدين والسير على هداه.
■ توجهوا إلى الله بالدعاء لجمع شمل الأمة الإسلامية ونبذ الخلافات بين قياداتها.
■ التزموا بكتاب الله وسنة رسوله وتنفيد ما يتضمنه من تعاليم سامية وأن يكون هذا نهجكم في عملكم حتى تسود العدالة في المجتمع.
■ نطالبكم بأن تعبئوا إمكانياتكم في المدارس والجامعات والمراكز الثقافية لتكون أدوات لنشر رسالة الإسلام وتأكيدها في الحياة اليومية.
■ إنكم بصلاحكم تصلح الأمة وتتقدم على طريق الدعوة إلى الله، وبفساد بعضكم فساد للأمة جمعاء، وصفحات تاريخنا الإسلامي خير شاهد على ذلك.
■ إن الإسلام اليوم يريد منكم - وأنتم على مفترق الطرق. أن تبذلوا الجهد ومنتهاه، في بيان أحكامه بصراحة وصدق وتجرد وإخلاص وجرأة وشجاعة وأن تقوموا بحمل الدعوة وأعباء الأمانة، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتنصرون الحق وتدفعون الباطل وإلا فشلتم وحكم عليكم بالفناء.
■ إن الإسلام اليوم يريد منكم أن تعودوا إلى أنفسكم فتحاسبها ولتعلموا أن عمركم مهما طال فإنه قصير وأيام العمر تمضي سارعاً وظلمة القبر لاينجوا منها إلا الأتقياء الأمناء الأوفياء وحساب الله عسير والإيمان ينفع من خزي الدنيا ويدفع عذاب الآخرة.
■ إعلموا أن الأمانة التي تحملونها ضخمة وهائلة، وأن المسؤولية الملقاة على عاتكم صعبة إنها أمانة العلم الذي ورثتموه والخير الذي حملتموه لقد ورثتم العلم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
■ إن صلاحكم يظهر أثره في المجتمع. وإن مكانتكم وكما يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم : (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم) وفي رواية (كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب).
وعطاء العلماء العاملين منكم لاينقطع وكلامهم لاينسى وذكرهم لايغيب ومواقفهم لن تندثر.
وعلى العلماء العاملين. أن يكونوا على جانب كبير من الصدق والورع والتقوى <<واتقوا الله ويعلمكم الله>>.
■ نناديكم بالأخد بيد الأمة إلى المفاهيم الإسلامية الصحيحة والسير قدما في طريق الإرتقاء بالدعوة الإسلامية بكل قيمها وفضائلها من رحمة وحب وإتحاد.
■ إننا وإذ نرفع أكف الضراعة إلى الله ليوفق كل الغيورين على دينه لنناشد حكام المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يتيحوا للعلماء جو الحرية الذي يساعدهم على قول كلمة الحق.
ترى هل نحن على إستعداد للنظر في هذا الأمر والإستماع إلى هذه الصيحات.
ان فعلنا ذلك فإننا نسير في الطريق السليم الذي بينه لنا الإسلام - ولكن المدنية الغربية الهتنا عن أن نسير في طريقه.
بهذا نكون قد أنصفنا أنفسنا وحفظنا لمستقبلنا الأجيال التي تحقق رسالة هذه الأمة التي اختارها الله تعالى لتكون خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله.
كلمة أخيرة نوجهها من منبرنا هذا إلى علماء المسلمين أن يكونوا على مستوى المسؤولية التي ألقيت على كاهلهم وألا يكونوا ممن يتكالبون على الدنيا.
وإلى حكام المسلمين في كل مكان نقول اتقوا الله في رعيتكم وأدوا حق الله عليكم.
وعيدكم مبارك سعيد.

الجمعة، 14 ديسمبر 2007

على خلفية المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

مهرجانات .. مهرجانات
* واليوم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش
- محاولات ناجحة الى حد ما، ويجب تشجيع هذه المحاولات الفردية وليس الهجوم عليها. وتقديم النصيحة.
ويكفي انها تعرفنا على مخرجين وممثلين وممثلات عالميين. والتقاء المخرج مع مخرج أجنبي والممثل المغربي مع آخر أجنبي فرصة طيبة جدا للتعارف والإستفادة من الخبرات. كما يتيح الفرصة للأجانب لمشاهدة مراكش وآثارها وحضارتها الثقافية.
* متى يصبح الفيلم المغربي فيلما عالميا ؟
- لابد من تغيير الموضوعات التي تقدمها السينما في المغرب وعندما تقدم أفلاما جيدة. يمكن أن تصبح السينما المغربية عالمية. والمغرب يقدم أفلاما كثيرة للمهرجانات العالمية ولكن إدارة المهرجان ترفضها لهبوط مستواها.
فيجب أولا التمييز بين الأفلام الموجودة.. ثم بعد ذلك تقديم الموضوعات التي تهم العالم كله. أو موضوعات عن البيئة المغربية والمشاكل الموجودة فيها بصراحة. ويوجد في المغرب ممثلون وممثلات ومخرجون على المستوى العالمي.
وحتى يصبح الممثل المغربي نجما عالميا، لابد من أن يشعر من في الخارج بالإستفادة منه أو يحقق شيئا جديدا. وهذا اما لملامحه المميزة وقسمات الوجه. أو إذا كان ممثلا خارقا جدا في الأداء. وهذا ليس موجود الآن.
* أزمة السينما في المغرب
- هذه القضية لها أكثر من جانب.
أولا ارجاع ثقة المشاهدة في دور العرض السينمائي والتي أصبحت لاتطاق. فمن سيذهب الى السينما؟!
إن دور السينما نفسها سيئة بالإضافة الى انتشار عادات ((حذف أجزاء من الفيلم)) والسجائروالألفاظ الخارجية وماكينات العرض التي استهلكت والصوت غير الواضح. ثانيا : الإرتفاع بمستوى الفيلم ولايوجد منتج لايريد أن يكسب وفي نفس الوقت يحاول أن يرضي الجمهور.. وليس الحل هو تقديم فيلم جيد وسط حشد من الأفلام <<دون المستوى المطلوب>> ليس هذا هو الحل. والمفروض الإهتمام بنوعية الأفلام المقدمة للجمهور بأن تكون بمستوى جيد. والإهتمام أيضا بنوعية المشاهدين التي تجذبها الأفلام الجيدة. ومُحاولة الإرتفاع بمستوى المشاهدين الآخرين، وعلى المسؤولين المهتمين بالسينما أن يضعوا التنظيم والتنسيق الذي ينظم هذه العملية ويحقق الإرتفاع بمستوى الفيلم المغربي.
وفي ظل كل هذا فالمفروض أن الدور الأساسي للسينما هو تحسين المجتمع ومناقشة كل مشاكله. ولكن السينما لاتقوم بذلك. وللأسف أثرت فيه بصورة عكسية.
فما يرتبط بأذهان الناس الآن هو كلام أجوف لافائدة منه.
وحتى تقوم السينما بدورها يجب أن ترفع الرقابة يدها عن السينما، فهي تحد من نوعية الأفلام بشكل خطير وتضع السينما في نطاق محدد. ولاتستطيع أن تمس الموضوعات الجادة بحرية. وبالتالي لاتستطيع أن تتعمق في المشكلة ويخرج الموضوع ((قشرة)) لايقدم شيئا ذا قيمة.
* لماذا هجر الجمهور السينما ؟
- بسبب سوء دور العرض وما تحدثت عنه من أزمة موضوعات فالمشاهد لايذهب للسينما ليحرق أعصابه ويرجع الى منزله. ولذلك فهو يفضل اما مشاهدة الأفلام على الفيديو. واما مشاهدة التلفزيون.

الجمعة، 30 نوفمبر 2007

أين الحسنات؟

جيء بأعرابي لأحد الولاة لمحاكمته على تهمة، فلما دخل عليه في مجلسه أخرج كتاباً ضمنه قصته وقدمه له وهو يقول :
هاؤم اقرؤوا كتابيه.
فقال له الوالي : إنما يقال هذا يوم القيامة، فقال : هذا والله شرّ من يوم القيامة، ففي يوم القيامة يؤتى بحسناتي وسيئاتي، أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي.
تذكرت هذه القصة وأنا أقرأ عن الوطن العربي إن الحوار بشأنه الآن قد وصل الى حد، نفتح فيه أعيننا على الآلام والأحزان، لحظات الفرح والسعادة عندنا نادرة عابرة نقضي ايام عمرنا بالتفكير المتواصل، ونشعر بالقلق على الدوام.
تربينا على التعايش مع الواقع الأليم، وانصهرنا مع الهموم لنشكل معها كتلة صلبة لا تنفصم.
عندما نضحك يكون ضحكنا خارجا من جروح القلب، كما يقولون، بل نستعيذ من شر الضحك، متوقعين حصول الأسوأ لأننا خرجنا عن قاعدة الحزن، ولو لدقائق معدودة.
وسط هذا الليل العربي المظلم الطويل يسطع في كبد السماء نور مضيء يخفف من قسوة العتمة.. يثبت أن هذه الأمة ستبقى رافعة الرأس بحسناتها.. ولو الى حين.

الجمعة، 16 نوفمبر 2007

ليس وقت بكاء..

عندما اقام اليهود كيانهم المهزوز كانوا واضعين في صميم تفكيرهم انهم سوف يواجهون على ارض فلسطين العربية امة قوية كأمة صلاح الدين. لكن القوة كشفت لهم انهم يواجهون كثرة بشرية تسودها الفرقة فوق الوهن والضعف على ارض المجد العربي الخالد. كان هذا وضع العرب وراء التخلف عن قطار الغرب الحضاري الذي اتى عليه اليهود بالقوة ليقيموا مجازر الأبرياء ويسفكوا الدماء، ويشردوا شعبا بكامله ليضعوا امام العالم قضية صارت تعرف بقضية اللاجئين الفلسطينيين بدل قضية اغتصابهم للأرض التي شردوهم منها. حدث هذا والعرب تدور بينهم حروب الفرقة.
اسرائيل احتلت وقتلت وشردت والعرب ينظرون.. ثم احتلت الأقصى واحرقته. وأخدت تنتهك حرمات العرب ضاربة بها عرض الحائط، ثم وقعت على ضعف العرب بالمجازر الآدمية ولم يشعر بها احد.

الجمعة، 9 نوفمبر 2007

عن أهمية التدوين في نهضة المجتمع

سبق أن تحدثنا في مقالات عديدة عن مسألة التدوين في مجتمعنا وما تعطيه هذه التدوينات لاحداث الواقع من قوة تأثيرية بالغة العمق تترجم الكثير من احداثه..
ولذلك يعطي المدونون المتميزون في مجال التدوين العالمي والعربي اهمية استثنائية للموضوعيّة الجادّة باعتبارها لوحة من الواقع الحسّاس المُصوّر الذي يعكس بامانة ودقة صراع الأحداث وتشابكها لتجسمه في إطار من النزاهة والمصداقية بعيداً عن الذاتية.
واعترف ان مجتمع التدوين الطيب، مازال وليدا في مجتمعنا لم يبلغ بعد سن الرشد، لأن المهتمين بعالم التدوين والموهوبين فيه اندرجوا في صياغة إدراجات <لاتسمن ولاتغن> وهم في هذا الإتجاه معذورون لفقرهم الثقافي أو سوء فهمهم في هدف وجودهم في هذا المجتمع الإفتراضي. لكن من الإنصاف أن نتحدث انه في الآونة الأخيرة انضم الى هذا المجتمع الكبير، مدونون جادون لهم باع في الصياغة التدوينية، لأن واقعهم والمامهم الثقافي الواسع، دفعهم الى هذه التجربة الصعبة. ومع الدوافع القيمة والنتائج الباهرة لهذا المجتمع الفذ، فإن هؤلاء الجيران، ساهموا في الكتابة التدوينية لأجل القضايا المشتركة والمصلحة العامة، جعلت مجتمع التدوين يقطع أشواطاً إضافية ونسقاً جديداً، لعل أهمها (الإنتفاضات والحملات التدوينية) والتي تتناول احداثها الصحافة، لكن ما من احد اشار، مجرد اشارة للتدوين وهذا ما يدعو الى الغرابة فعلا كأنما التدوين جهد ثانوي لايستحق الإشارة الى أهميته.
ان مجتمع التدوين مدعو الى تعضيد هذه التجربة الإفتراضية الصعبة وتسليط الأضواء عليها لا بالتحليل، فهذا شأن شيوخه ومن لهم التجربة العميقة، ولكن بالإشارة إليها والإعلان عنها، لأنها تشكل رافدا جديدا في نهضتنا بشكل مختلف، (لإختلاف مشاربنا وطرق تفكيرنا) ودعوة الى تعضيد المدون الصادق الحقيقي وكفانا الإشتراك في لعبة العلاقات الشخصية.

الجمعة، 2 نوفمبر 2007

سينما العنف وثقافة التسلية

لايخلو هذا العنوان من طرافة وتشويق، كما أن موضوعه يحتاج إلى عمق في التحليل، والبصيرة الثاقبة في الوقت نفسه. لقد كُتبت مجموعة من المقالات كتبها عدد من المتخصصين عن ((سينما العنف)). وأضاف الناقدون تحليلاتهم ومنهم المؤيد والمعارض.
لكن يبقى السؤال الجوهري مطروحا والذي يجمع بين المقالات المختلفة التي كُتبت في هذا الصدد، هو هل يجب أن تزيد، أو تقل، أفلام العنف؟
الملاحظ أن موجة هذه الأفلام، ذات الميزانيات الضخمة التي تزداد باستمرار، وما يصاحبها من معجزات الأعمال الخارقة، والمؤثرات الخاصة تكتسح من طريقها كل شيء. ويتفق كل من كتبوا عن سينما العنف ان هذا البحر الزاخر بهذه الأفلام يعبر عن حدوث تحول جذري في ثقافة التسلية.
هناك منهم من يقول صراحة ((أحب أفلام العنف))، والثاني يقول ((أحب أفلام العنف الجيدة))، وثالث يشرح موقفه ((يبدو لي ان التفكير في العنف يجعلني اشعر بارتياح، ويهدئ من روعي ويطهر روحي)). ويعترف آخرون بأنه عقب مشاهدة أحد أفلام العنف شعروا باستمتاع رغم انهم يقرون في نفس الوقت بأن كل هذا العنف لايمكن إلا أن يكون مناقضا لمعنى الثقافة الراقية.
ويذكر أحد النقاد، أننا يجب أن نأخد أعمال السينما الأمريكية على سبيل المثال على مأخد من الجد فبعد انتهاء الحرب الفيتنامية، وما اسفر عن ذلك من انحطاط الروح المعنوية في المجتمع الأمريكي، اصبح هذا المجتمع في احتياج شديد لنمط جديد من الأبطال الخارقين للعادة لكي تتم من خلالهم ترميم وإعادة بناء الكبرياء الأمريكية المهيضة. وثبت أن لصناعة السينما في هوليولد معنياً لاينضب ابداً في هذا المجال. ان المشاهد المعاصر الذي يرى الأسلحة العجيبة التي في حوزة هؤلاء الأبطال، يدرك جيداً ان المسألة كلها خيال في خيال وهو يعي جيداً أنه يستمتع بما يراه من أجل المتعة فقط لا من أجل الخروج من السينما لكي يقلد من رآهم على الشاشة.
ويمضي ناقد آخر خطوة أبعد قيقول ان سينما العنف تمثل ثورة بركانية للعقائد الوثنية البدائية الموجودة في صلب الحضارة الغربية. ان المشاهد يشعر بفرح شديد عندما يجد البطل يدخل احد المحال ويقوم بتحطيم كل شيء موجود على الأرفف به وهو يتخيل أنها رؤوس أعدائه وخصومه.
لكن دعونا نخرج بخلاصة وهي : ماذا يحدث، لو أن الأفلام جسدت العنف المعتاد في الحياة اليومية بالضبط ودون زيادة أو نقصان؟.. ان المشاهد سيتوقف نهائيا عن الذهاب للسينما.
مارأيكم؟.

الجمعة، 26 أكتوبر 2007

كلمة حق يجب أن تقال

تبين اننا نصارع عدواً شرساً لايعترف بالحد الأدنى من السلوك الإنساني المتحضر. ورغم كل مانسمعه عن أهوال النازية في الحرب العالمية الثانية، وهي أشياء تختلط فيها الحقيقة بالخيال، فإن الثابت أن ألمانيا كانت تحسن معاملة أسراها وفق اتفاقيات جنيف. وهذا مالم تفعله إسرائيل. ومن الخطأ القول ان الصهيونية نسيج وحدها في العنصرية والإجرام والإنحطاط فقط، بل حتى الخداع الذي أتى هذه المرة (وليست الأولى أو الأخيرة) بمؤتمر سيعرفه العالم في الأيام المقبلة اسمه "السلام" كمحاولة مصطنعة ونوع من استيراد قوالب جاهزة معينة تحقق قدرا معيناً من التنازلات من طرف الفلسطينيين بشكل مغري وهو قيام الدولة الفلسطينية..
انها فلسفة التدرج من الخطأ الى الصواب التي يتبناها الكيان الصهيوني الغاصب في حين أن العملية عكسية في الجانب الأخر. وفي أنها تزوّد المواطن العربي العادي بشحنة يومية من الثقافة السياسية المعاشة بعيداً عن الكتب والدراسية بعيداً عن الحقائق الثابتة التي لاتتوفر للملايين من المواطنين العرب، ان هذه التجربة يمكن ان تنجح وتنضج ولو على نار هادئة تأخد الكثير من الوقت.
لماذا ؟!
اترك الجواب لكم..
وإذا كانت هناك حسنة واحدة من مؤتمر السلام المقبل فهو التأكيد على حقيقة بسيطة وهي اننا نخوض صراعا جديا مع عدونا الهمجي (بمباركة عالمية) لايحتمل شكا أو خداعا للنفس من أي نوع.
هدى الله شعوبنا وزعماءنا سواء السبيل.

الجمعة، 19 أكتوبر 2007

<<الزواج بامرأة اكبر سنا>> قضية أثارت نقاشا حاداً بين مؤيد ومعارض.. في هذه الرسالة التالية نقف في الجانب المعارض لمثل هذا الزواج - وهذه هي الأسباب:
إن زواج المرأة من الرجل الأصغر منها سنا يحدث تحت تأثير ظروف، إما مادية أو نفسية لأحد الطرفين. قد يكون هذا الزواج ناجحا، ولكنه في أغلب الأحيان يكون أقرب للفشل لأسباب كثيرة.
فمثلا هناك امرأة تشعر في وقت ما انها أصبحت غير مرغوب فيها وأنها أقل حظا ممن هن أصغر منها سنا من ناحية الزواج.. فينصب تفكيرها وتضع كل خبرتها في تعويض هذا النقص، وتحاول اثبات وجودها وأنوثتها من خلال زواجها بمن يصغرها سنا لتستعيد معه صباها وشبابها، ومن ناحية أخرى يكون هذا الشاب أقل خبرة بأمور الحياة، فيقع تحت تأثيرها ويتزوجها.
وبعد مرور الوقت وبعد أن تصقله الأيام بالمعرفة والخبرة يكتشف الخطأ الذي ارتكبه في حق نفسه بسبب عدم التكافؤ بينهما. وهو أمر حصل للكثيرين ويذوقون مرارته كل حين.
من ناحية أخرى.. قد يكون لهذا الشاب دافع مادي كأن يحقق طموحه وأطماعه من خلال الزواج بامرأة ثرية بغض النظر عن فارق السن.
والزواج في كلتا الحالتين له دوافع وأسباب وقتية ومصيره الفشل غالبا. قد تشذ القاعدة ويكون زواجا ناجحا، وكلنا يعرف التجربة النبوية المحمدية مع السيدة خديجة رضي الله عنها التي تزوجها محمد عليه أزكى الصلاة والتسليم وعمرها الأربعين عاما في حين لايتجاوز عمره صلى الله عليه وسلم خمس وعشرين!.. ولكن نادرا ما يحدث هذا. وأنى لنا أن نصل الى مرتبة سيد الخلق وهو نبي، والنبي معصوم. كما أننا لا نأخد بشواد الأمور، ولكن نرتكز على العمومية والشمولية حتى يصبح تفكيرنا أقرب إلى المنطق.
وخلاصة قولي.. هو أن ترفض المرأة كل من هو أصغر منها سنا. وأنا ارى أن الفرص المقدرة من السماء قبل كل شيء كثيرة لتلتقي بمن هو من مثل عمرك أو أكبر منك وسيكون هذا أفضل لأنك ستشعرين بالثقة في نفسك وأنوثتك أكثر.. وساعتها ستشعرين أن زوجك هو الملاذ والحماية هو الأنضج والأعقل، وهذه هي سنة الحياة.

الجمعة، 12 أكتوبر 2007

يا للصًّيْفْ الجميل في الصحراء

هأنذا ادخلنا وسط صحراء قاحلة..
بل تماديت اكثر وفتحت باب شقتي داعيا عاصفة رملية صغيرة للدخول..
ولم ترفض الدعوة.. انها عاصفة رملية مهذبة..
لست حالما.. انما هي الحقيقة.
ولو سمع المصون أبي ما اقوله لاضطر ان يرميني خارج البيت.. ففي سهول الجنوب - حيث كان يعيش أبي - يكون مسكن الرمال الصحراوية سقف السماء. بإحمرارها المثير. أما أنا فأقف على ساحة منبسطة.. إذن، ما الذي يمنعني من دعوة العاصفة الى الدخول في بيتي ؟
لنرقص على الرمال..
قبل ان ابدأ الرحلة الى الصحراء في موسم الصيف والحر الشديد ينبغي ان استغني عن ملابسي المدنية وارتدي ملابس المغامرين ولااذكر انني تسلقت تلا في حياتي، فسهول الجنوب تركض نحو الأفق دون ان يعوقها شيء..
بيد انني الآن منطلق للتعرف عن المنطقة الصحراوية ومنعطفاتها الجبلية. ومن مكان الى آخر كنت اطمئن النفس بمغامرات موعودة تجلب لي السعادة دون أدنى شك.. ثم بدأنا بالدوران على المنعطفات.. كان هذا ايذانا بتسلقنا جبلا. وفي القمة تكشف الفضاء عن سلاسل جبلية بعيدة غاصت قممها في السحاب.
ولم نتوقف..
كان المطر قد سقط قبل وصولنا بيوم ومازالت بقاياه تحتل جوانب الطريق..
وعند العصر هاجمتنا عاصفة هوجاء..
وهكذا دعوت العاصفة الصغيرة المهذبة...
والجنوب في الصيف متقلب الفصول فالحرّ مرّة، والهواء المنعش أخرى.
وهو مايدفعك للرقص على الرمال ليلا.
ونتسائل لماذا لا تكون لنا سياحة صيفية صحراوية؟
ويأتي الجواب..
- هناك سياحة صيفية الى الصحراء.. وسياحة ناجحة ومازلنا في بداية الصيف..
ومع ذلك فهذه السياحة تحتاج الى دعاية وترويج.
الصيف الجميل..
ان احدا لن يقول كيف يمكن لي أن أتصرف كسائح في مدينة حضرية؟.. لكنني اتساءل ماذا افعل في الصحراء؟ هذا السؤال ليس غريبا.. بل ينبغي ان يطرح ففي المنعطفات تطرق العواصف باب شقتي باستمرار.. والهواء الحار يمر فوق انفي بدون تحية.. وهذا كله يسير معي في الطريق..
وثمة اعتراض: يها الفتى هذا جو شاعري..

واقول: يا ساداتي ماتقولونه حق.. ولكن هذا الجو الشاعري سيجعلني اخنق ومن ثم اغضب..
ويأتي الجواب:
- لا أحد يختنق.. ولا احد يغضب.
* ولكنني تحدثت عن الصيف في الصحراء؟
- وفي الصحراء ايضا.. فخلال هذا الصيف ارتفعت الحركة الرواجية للسكن والمطعم.. وهذا يحدث لأول مرة.. فماذا يحدث في المواسم المقبلة إذا ما تحركت الدعاية والترويج؟
وهمس احدهم: لا تنسى ان هناك حافلات لمصلحة نقل الركاب تعمل في الطرق الرئيسية.
ان ماقيل لي لحد الأن لم يقنعني انني لن اعاني من الحر الشديد.. فأنا مازلت امتلك دماغا يعمل بشكل جيد بحيث لن أتورط بالذهاب الى المنعطفات والسفوح الجبلية..
وثمة اعتراض آخر: يا فتى هذا ما يجب ان يحدث.. نحن لم نعش على تقلب الفصول في يوم واحد وهكذا ينبغي ان نستغل موسم وجودها لنتمتع بهذا الصيف الصحراوي الجميل.
هذه فكرة جميلة.. آن الأوان لنا أن ننطلق على الجبال.. آن الأوان لنا أن نسير على الرمال الذهبية.. ما معنى ان نغلق الأبواب من حولنا ونستخدم اجهزة التكييف؟
تعال وترى..
في فجر اليوم الثاني اطلقت الى أعلى منعطف.. كان الكثير من السحاب قد مرّ بي تاركا قطرات من الماء على ملابسي الصيفية.. وعلى القمة كانت السماء المكتظة بالمياه المتبخرة تبدو قريبة من انفي.. وتحت قدمي كانت الرمال الذهبية تفوح بالحر.. ومن القمة كنت ارى السحب تختفي أو يتغير لونها لينهمر ماء المطر في الوادي العميق تحتي..
اية طبيعة ساحرة هذه؟ كنت اعلم ان خلفي (مدينتي) تقوم الشقق السياحية وملاعب الأطفال والمطاعم والمسابح والفنادق والسينما....
لكن هنا كل شيء مجرد..
يا لجمالك يا ارض بلادي.. كانت أشعة الشمس تبدو شاحبة ومنطلقة الى اعماق السماء من خلف سلسلة الجبال البعيد..
وتساءلت: لماذا لا نصيّف في الصحراء؟
هذا السؤال حصلت على جوابه حين قال محدثي: لقد بدأ هذا النمط من السياحة..
واجريت تخفيضات في الأسعار بما في ذلك السكن.
* متى يبدأ الموسم الصيفي؟
- يبدأ من نصف يونيو وينتهي بنهاية يوليوز من كل عام.
ومع الشمس التي طاردت فلول الغيوم التي التجأت الى اعالي السماء وسلاسل الجبال البعيدة كنت اتسلق القمم الصغيرة المبعثرة.. كان الهواء قد فقد الكثير من حرّه..
وقال لي احدهم: هل ترى ذلك المكان؟
انها ثلاثة خيام ستفتح هذا العام.
وشعرت بحرارة داخلية تزداد بشدة.
المدن السياحية..
نحن على ابواب الشتاء.. والشتاء في الصحراء شتاء ناضج مكتمل الصفات وليس مماثلا لشتاء الشمال.. فهنا في الجنوب الصحراوي تمر عليك الغيوم من كل نوع.. غيوم سوداء السحنة واخرى بيضاء ناصعة وهناك الثلوج.. وهناك الريح الرخية واخرى عصبية المزاج كالعواصف الرملية في الصيف.. وعلى السفوح تنام الثلوج متلألئة تحت الشمس الحانية..
هنا يخفق القلب امام الطبيعة التي تستبدل ثيابها في كل لحظة.. وحين يسقط المطر ينقلب المكان الى عناق بين الأرض والسماء.. كما هي اللحظة الصيفية حين ينقلب المكان عواصفا رملية تكسوها الحمرة..
وهأنذا اجلس على صخرة تطل على الوادي الصغير الذي يفصل القمة اليمنى عن القمة اليسرى..
كان خرير المياه يمر في شق صغير على سطح الوادي هادئا ودون صوت.. وهي مزية الصيف في الصحراء.. قال محدثي:
في الربيع يتحول هذا المجرور الصغير الى نهر دافق..
وادفع بنظري الى الأعلى.. يا للسماء المتوهجة بالضياء.. اي صيف هذا الذي تعيشه صحارينا وجبالنا العظيمة..
يظل الجو هو سيد الموجودات.. وضعت يديّ في جيوب سروالي وانطلقت في الطريق الذي يرتفع الى السماء.. كانت الشمس قد انزلقت وراء سلاسل الجبال في الجهة الأخرى وبدأت السماء صافية الزرقة..
ان القلب يهفو كثيرا في هذا الجو الجميل..
ويا للصيف الرائع في الصحراء.

الجمعة، 14 سبتمبر 2007

الصوم عبادة

الصوم عبادة سلوكية وروحية ونفسية كما قال رب العزة على لسان رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) في الحديث القدسي <<كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به>> وقوله صلى الله عليه وسلم: <<كل عمل ابن آدم يضاعف: الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف>> ويقسم الرسول ((صلى الله عليه وسلم)) والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)) ومن هنا ندرك أهمية الصوم فإنه يعلمنا الرقابة الذاتية التي نستقي منها الأمانة وتربية الضمير وكفى الصوم وقاية وصيانة للنفس وصيانة للسان، يقول رسول الله ((صلى الله عليه وسلم: <<إذا كان صوم يوم أحدكم، فلايرفس ولايصخب، فإن سابه أحد، أحدا أو قاتله فليقل: إني صائم>>.
هذه الكلمة تعلل وتكشف عن شخصية الإنسان المتزن، ومن هنا يقول لنا رسولنا ((صلى الله عليه وسلم)) <<الصوم جنة>> أي وقاية وحماية وصيانة وكفى أن الصوم سلاح يجعلك تنتصر على عدوك الخفي الذي لاتراه بل هو يراك، يقول رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) <<إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع والعطش>>.
وأولئك الذين يعتقدون أن رمضان هو شهر الأطعمة والأشربة مخطئون لأن الأطعمة والأشربة التي يستخدمونها أكثر مما ينبغي تخرج الإنسان عن توازنه ووسطيته قال تعالى في سورة الأعراف: {وكلوا واشربوا ولاتسرفوا إنه لايحب المسرفين} وهنا تأتي محددات الصوم الصحية فيقول رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)) <<ماملأ آدمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لامحالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه>>.
كما لايصح أن يكون في العبادة التي أمرنا بها الله عز وجل تفرقة بين شهر رمضان وبقية شهور العام، وإنما شهر رمضان يأتي ليتوج سلوكا عاما لكل مسلم طوال شهور السنة وعلى المسلم أن يستفيد من العبادة ويواضب عليها امتثالا لقوله سبحانه وتعالى: {والذين هم على صلواتهم يحافظون} ويقول الله سبحانه وتعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} وحديث رسولنا الكريم يقول: <<من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له>>.
وعلى النماذج التي تسلك سلوكا خاصا في رمضان دون شهور العام أن تصحح أوضاعها ويستقيموا أو أن يتبعوا الصراط المستقيم.
قال رسول الله ((صلى الله عليه وسلم)): رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش>>.

الجمعة، 7 سبتمبر 2007

ننشد مغرب الحداثة والديمقراطية

المغرب الآن، يَشهد خطاً جديداً ومعقلا من معاقل الديمقراطية في العالم العربي وأبهى مظاهره ورموزه المتمثلة بالإنتخابات لإنتخاب نواب الأمة.
الكل في المغرب مهتم بإنتخابات تجري وفق معايير ديمقراطية صحيحة، لذلك تميزت الإستعادادات لهذه الإنتخابات التي تجري اليوم الجمعة السابع من شتنبر 2007 بأهمية خاصة أساسها المنافسة الشديدة والمبارزة عبر اليافطات التي يحملها ممثلوا الأحزاب، وصور المرشحين التي غطت جدران الشوارع والخطابات الرنانة والمفارقات والنوادر المختلفة. وبينما يتوجه الشعب المغربي للتصويت على مرشحيه نتحدث هنا عن الوجه الديمقراطي لهذه الإنتخابات وإستعداداتها الطريفة، التي سبقت يوم الإنتخاب.
ولعل من ابرز الملاحظات، دو التلفزيون، ذاك البعبع الإعلامي المخيف الذي يقتحم كل منزل من دون استئذان فيتربع في العقل الباطن لكل مواطن.. وهنا لابد من تسجيل علامات النجاح بإمتياز للقائمين على توجيه البرامج التلفزيونية والإذاعية في سعيهم فيما يبثونه لكسب قناعة الناخبين لمصلحة الأحزاب الإنتخابية.
ومن الطرائف والمفارقات، أن أحد المرشحين وعد من صوت عليه في الإنتخابات بمكافئة قدرها 200 درهم بشرط أن يأخد له صورة من هاتفه الشخصي تشهد له بالتصويت لصالح المرشح المذكور.
مرشح وعد مرشحيه بالوصول إلى رئاسة المجلس إذا انتخبوه وأن الهدايا والمكافآت ستكون جاهزة... علما أن شعبيته محدودة ولا حظ له في المنافسة الجدية.
في أحد إستطلاعات الرأي التي تسبق التصويت سُئلت سيّدة طاعنة في السن عن أي الأحزاب ستصوت لصالحه. فقالت: المصباح !! وتابعت كلامها قائلة: لأن الدائرة المنتسبة إليها تعاني من إنقطاع الكهرباء، وبالتصويت على المصباح سننعم بكهرباء بدون انقطاع.
وفي هذا السياق ونظرا لإرتفاع نسبة الأمية فقد خصص رمزا لكل مرشح حتى يستطيع الأميون تمييزه بسهولة، ضمن هذه الرموز: الميزان، والمصباح، الحصان، الزيتون، الكتاب، الزهرة، الشجرة، المفتاح، واليد الخ.
وتنقل أحد المرشحين بصحبة حصان سار في موكبه الإنتخابي. وعلى الفور بادر المرشح المنافس إلى حمل شجرة زيتون على سيارته النصف مفتوحة.
ووزع أحد المرشحين في أحد الدوائر الإنتخابية قوالب السكر على البيوت السكنية وهو يقول: ((انتخبوني... وكل يوم سكر)) !.
قال أحد المواطنين أن أهم فائدة في الإنتخابات هي التعرف عن قرب عن نواب الأمة الذين لن يتسنى لك أن تراهم إلا بعد خمس سنين. أي في الإنتخابات المقبلة!
رصدنا شخصيا أن مرشح أحد الدوائر القريبة من منطقة سكناي وهو يواظب على الصلاة في المسجد قبل جولته الإنتخابية.
لكن في أي حال، ستمر الإنتخابات لتظل جزءا من تاريخ المغرب، ومن تاريخ انتصاراته، ومن هنا لايسعني إلا أن أتوقع أن المغرب سوف يتخد محورا جديدا بعد اليوم. أما في أي إتجاه يكون هذا التحول فالأرجح أن هذه مسألة لا تقدر في أيام. الذي تقرر هو أنني ذاهب الآن للإدلاء بواجب التصويت كجميع المواطنين. حتى نقف جميعا صفاً واحداً ننشد مغرباً في ظل الحداثة والديمقراطية في ظل دولة الحق والقانون.
وأخيرا... كل إنتخابات وأنتم بخير..

الجمعة، 31 أغسطس 2007

المدونات الشعبية

بشهادة الملاحظين تظل المدونات، النسائية، هي أكثر المدونات الشعبية، لاينافسها في ذلك منافس. لكن اسمحو لي لو سألت هل هذا بدوره يشكل شهادة ايجابية في حق المرأة، ودلالة من دلالات وعيها ومتابعتها الثقافية. أم أن الأمر على ما يبدو الملاحقة المشهودة التي إمتاز بها الرجل الشرقي على مرّ الأزمان ؟

الجمعة، 20 يوليو 2007

انتهى الأمر.. وتمزق الحلم !

مرحبا بكم أيها الأصدقاء الأوفياء
أعتقد أن الكثيرين قد سبقوني في الشكر والثناء على قرائهم الأوفياء والمتتبعين الدائمين. وأضيف وأقول شكرا لمن ساهم في وضع لبنة ولو بملاحظة صغيرة ونقد في بناء هذا الصرح الشامخ إن شاء الله الذي آمل منه أن يضيء الطريق لمسيرة شمعة لا تنطفئ.
توصلت بدعوة لحضور عرس وقضاء العطلة الصيفية خارج بلدتي.. وإجابة للدعوة سأكون منشغلا عن متابعة مدونتي هاته ومدوناتي الأخر.. إلى أن يحين موعد رجوعي بحول الله من سفري هذا.
وبهذه المناسبة كتبت هذه الكلمات العفوية أهديها لكم : " إنتهى الأمر.. وتمزق الحلم ! "
لقد اتصلت بك اليوم
لكنك كنت قد سافرت
وكان هناك على المكتب
خطاب كتبته أنت لي
مذكور فيه:
"استدعيك وعائلتك أيضا
لقضاء العطلة الصيفية في بلدي
سأكون سعيدة جدا إذا تمكنت من الحضور
سنلتقي بالعديد من الأصدقاء والأقارب
سينطلق الزفاف مساء يوم 03 غشت
تقبل هذه الرسالة بمثابة دعوتي الرسمية
لك ولعائلتك الكريمة"
لهذا فعندما ينتهي اليوم
ويأتي يوم جديد
أفكر فيك وما سأهديه لك
في المتعة التي عشناها معا
في السعادة حين أكون قريبا منك
ووا.. تلاشى الممكن
وأصبح المستحيل
وتوقف الحب.. والأمل
وصارت المشاعر مرفوضة..
مطرودة.. موءودة
وأخدت الدنيا تظلم
تبكي حالة العشاق
* * *
وها هي قد اتصلت بي اليوم
فقط لتخبرني بأنها بخير
فقط لتتأكد من توصلي بدعوتها
وسألتها كما هي عادتي: كيف أنت يا مستقبلي؟
فأجابت: حزينة لأجلك ولأجل نفسي التي ضاعت بين يديك.
لكنني بخير
أنا على ما يرام
ثم قالت: انتهى الأمر.. وتمزق الحلم !
وفقكم الله ورعاكم وأستودعكم الله

الجمعة، 6 يوليو 2007

بمناسبة مرور عام

يتزامن هذا المقال بمرور حول على إنشاء هذه المدونة وبداية التدوين بها.
فقد كانت المدونات قبل 1997 محدودة العدد والنشاط، يشرف عليها مدونون متعاونون في العمل، غير أنهم كانوا يشعرون بالعزلة نتيجة الفراغ الذي يعانيه المدون، وقد يحدث هذا الأخير نفسه هل مايطرحه في مدونته من ألبومات صور شخصية أو خواطر يلقى صدى عند المبحرين.
وهنا بدأ التفكير في الطريقة التي تجعل هذه التقنية - نظام المدونات - أو هذا الميدان يتوسع ويتطور ليصبح مناسبا لخصوصيات المجتمعات كلها..لتنطلق بوابات تهتم بتقديم خدمة مجانية، وهي إنشاء مدونة لكل المشتركين بها، - التي تكون غالبا عبر إستمارة تعبـأ على موقع أحد البوابات المتخصصة في هذا المجال - أو مدفوعة.
وهكذا تضاعفت المدونات وأصبحت تغطي جل العالم، وارتفع عدد المدونين، وتنوعت تدويناتهم: فمنها المدونات التربوية والوطنية والإجتماعية والإبداعية والرياضية والتقنية... والكثير من التخصصات والمجالات، فأجادوا وأبدعوا فيها وأبانوا عن مواهبهم وقدراتهم !
غير أنه وكما يلاحظ فإن المدونات وخاصة العربية لم تبلغ بعد المنزلة المرجوة منها، ومن اجل ذلك فإن احتفالي بهذه الذكرى يجعلني أدعو جميع المدونين العرب إلى بذل المزيد من الجهود للحفاظ على الهوية (لغة الضاد) وإنشاء مدونات باللغة العربية، لأنها موجهة بالأساس إلى المبحرين العرب.
وعلى سبيل المثال لا الحصر. فإن ثلة كبيرة من المدونين المصريين يكتبون بالعامية المصرية وهذا ما يجعلنا نقول أن تلك المدونات تبقى محددة بالأساس بمن له علم مسبق بهذه اللغة وقواعدها. رغم أن هؤلاء المدونين الكرام يهدفون بكتاباتهم الجميع وليس الأقلية الذين يتحدثون الدارجة المصرية.. فلنستعد أيها المدونون العرب لتدارك الموقف ولنتشبث بعروبيتنا، ولنغير سلوكياتنا ! .. وذلك لبناء أسس مبادرة قوية لمجتمع تدوين عربي يكتبون باللغة العربية..
تحية تقدير للساهرين على نشر التوعية وأستهدف هنا بالأساس من يتعاطى التدوين زيادة الدعم الجانب الأخلاقي والثقافي.

الجمعة، 22 يونيو 2007

الإجازة

مع الصيف يبدأ موسم الإجازات. والمدونون كغيرهم من - عباد الله - يحتاجون إلى الإجازة، ربما أكثر من غيرهم.
وآخر الدراسات الطريفة تقول : أن الكتابة والتدوين أكثر مشقة، وأن الكاتب من أقصر الناس عمرا. لذلك، فهو محتاج للإجازة كغيره، وربما أكثر.
ولكن المشكلة في التدوين أن التدوينات لا بد من أن تنشر في وقتها المحدد، وهنا أتكلم عن المدونات المتميزة التي تعرف المسؤولية الملقاة على عاتق المدون. وتوصيلها لقارئها الذي < يستمتع > بالإجازة، وهو يقرأها. أي أن إجازته تكنمل عندما لا تحصل المدونة على إجازتها.
بل ويطلب القارئ في العادة أن تكون تدوينات الصيف أكثر زخما وتشويقا من أي تدوينات أخرى. انه الآن << متفرغ >> للقراءة، وليس كما كان طيلة العام.
زملاؤنا المدونين ينتظرون اجازاتهم بفارغ الصبر، ليجددوا حيويتهم، ونشاطهم، فيصبحون مستعدين لاستئناف البحث عن المتاعب بقية السنة. - خاصة أصحاب التدوين اليومي.
ولأن الإجازة غالبا ما تقع في شهر يوليوز وغشت فإن عدد الزميلات والزملاء الهاربين إلى شاطئ البحر أو قمم الجبال، يزيد كثيرا في هذين الشهرين.
كيف نحل المشكلة إذن بين القارئ والمدون ؟
سبق أن طرحت هذا السؤال على بعض زملائي المدونين. فكانت إجاباتهم مقنعة. وهنا أتذكر إقتراحا يقول : << لو وجدت هناك تقنية نشر التدوينات بنظام تحدده تلقائيا لكان حلا صائبا لمشكلتنا هذه، بيننا وبين القارئ الكريم >> .
نرجو من المبرمجين أن يحاولو التفكير في عمل برنامج أو برمجية لنشر المدونات تلقائيا.
ولأصحاب المدونات التقنية أن يناقشوا هذه الفكرة..
ويبدو أن النتيجة تقول بأن فصل الصيف لا يقل نشاطا عن بقية الفصول.
مارأيكم ؟

الجمعة، 15 يونيو 2007

لابد من وقفة

والحق أن ترويض النفس على الكمال والخير وفطامها عن الظلال والشر يحتاج إلى طول رقابة وطول حساب.
إن عمارة دار جديدة على أنقاض دار خربة لا يتم طفرة، ولا يتم عن إرتجال وإهمال، فكيف ببناء نفس، وإنشاء مستقبل؟!
أترى ذلك يتم وليد غفلة وزهو ؟!
كلا، لابد من حساب دقيق يعتمد على الكتابة والمقارنة والإحصاء واليقضة، فإذا شئت الإفادة من ماضيك، بل من حياتك كلها، فاضبط أحوالك وأنت تتعدد نفسك.
اضبطها في سجل أمين يحصي الحسنات والسيئات. ويغالب طبيعة النسيان في ذهن الإنسان.
لابد من وقفة مع كل يوم يمضي، ليحاسب الإنسان فيه نفسه، ماذا عمل فيه، ولماذا عمل، وماذا يترك؟ ولماذا يترك؟ وحبذا أن يكون ذلك قبل النوم.
* دعاء :
ربي أعني ولا تعن علي..
وأنصرني ولا تنصر علي.. وأمكر لي ولا تمكر علي.. واهدني. ويسر الهدى لي.. وأنصرني
على من بغى علي.. رب اجعلني لك شاكرا.. لك ذاكرا.. لك مطواعا.. لك مخبتا.. إليك
منيبا.. رب تقبل توبتي.. واغسل حبوتي.. وأجب دعوتي.. وثبت حجتي.. وسدد لساني.. وأهد
قلبي.

الجمعة، 8 يونيو 2007

حرية صحافة المواطن.. من أي نقطة البدء !؟

أيام زمان، وفي أكثر من بلد عربي، فهم القادة العرب عندئذ، أن الضغط إن تجاوز حده إنقلب إلى ضده ووقع الإنفجار، فعمدوا إلى سياسة التنفيس. فسحة من الحرية يتمتع بها المواطن. فأتيح للصحافة أن تصول وتجول في حدود المقبول وشرط ألا تتجاوز المحرم وإلا صودرت قبل أن تصل إلى يد القارئ .
غير أن ذلك لم يدم طويلا، إذ سرعان ما انقلب كل شيء ودفع الأنظمة العربية إلى الإنغلاق .
وهو ما يقع اليوم في عالم التدوين من حجب للمدونات، وبات شغل الحكومات العربية الشاغل تجنيد ممثليها بهدف تحقيق هذا الغرض، واتبعت شتى الوسائل، الشريفة منها والقذرة.
إستغلت كثير من الحكومات العربية هذه الأوضاع التدوينية - وبداية الوعي عند المدونين في فضح بعض الخروقات التي يشاهدونها في بلداتهم ونقلها إلى العالم - لتصفية الخصوم، فركبوا الموجة. ركبها كل على طريقته، ووفقا لحساباته، ووصل بهم الحال إلى الإعتقال والتعذيب. وتحت شعار : حماية الأمن الوطني من خطر المساس بالمقدسات والإساءة للدولة والمغالات والتطرف والإرهاب والقذف الجارح بالشخصيات الرسمية، كذريعة أجادت لها شرعية عن طريق تسفيه المفاهيم الإنسانية المتعلقة بالحرية والديمقراطية.
صحيح أنه حين يتعلق الأمر بحجب المدونات، فلا بد من إعادة النظر لما ينشر على المدونات وحدود الأفكار والشروط والأحكام، وقد ترد في هذا بعض الأفكار التي تصاحب دائما مثل هذه الضجات كحقوق أو حرية التعبير عند البعض.. وفي المقابل المحافظون الذين يتحدثون عن حدود الكلمة والخطوط الحمراء..
لكن المعروف علميا أن إلقاء حجر في بركة ماء يخلق دوائر متتالية، تتسع حلقاتها حتى تتلاشى. بمعنى لو إعتمدنا هذه المقولة في الحياة العامة. لوجدنا أن المواطن في البلدان الديمقراطية هو نقطة البدء. منه تبدأ الحياة العامة وإليه تنتهي، أما في كثير من البلدان العربية، فالقضية تسير بإتجاه مغاير. والسلطة هي نقطة البدء، منها تبدأ الحلقات وحولها تدور. حماية كيانها هي مهمتها وهدفها. وإن كان الهاجس الأمني هو ما يقلقها ويقض مضجعها.
لذا بات من الممكن إسقاط أي صرخة ضد آلية إدارة الدولة، وأصبحت صحافة المواطن والمدونون أنفسهم هدف للحصر والتصفية في زاوية الثورة المضادة.
وهكذا ستصبح الحياة التدوينية في كثير من البلدان العربية على خط متباين عما إعتادته الشعوب الحرة في حياتها العامة.

الجمعة، 1 يونيو 2007

الحق على .. الدكتور

غريبة.. مراكش ! .
قنينة ماء فيها بست دراهم.. وفنجان قهوى بخمس دراهم ! .
لذا.. عندما أدعو ضيفا إلى أحد المقاهي فانني أطلب له فنجانا من القهوى على الفور، على إعتبار أنه أرخص مشروب.. في العاصمة السياحية ؟ .
وهذا ما حدث لي مع سونيا.. وهي فتاة شقراء إلتقيت بها في أحد المقاهي، وأخدت تغازلني حتى أقنعتني بدعوتها لتناول فنجان من القهوة..
ولأنني لست وسيما، ولا صاحب شهرة واسعة فقد اعتقدت بأن ما دفع هذه الفتاة الشقراء إلى مغازلتي، هو إعتقدادها بأنني قد أكون شابا ثريا، قادر على تلبية رغباتها، وشراء ما يحلو لها من الفساتين، والحلي، وغيرها ! .
وأحببت أن أضعها في الصورة الحقيقة، وهي أنني فقير، بل مديون.. وانني لا أملك من المال إلا ما يكفيني للوصول إلى البيت..
وبعد أن سمعت سونيا حكايتي مع الفقر والحظ التعيس، والنحس الذي لا يفارقني أبدا، ضحكت طويلا، ثم قالت لي :
* لا تخف يا عزيزي.. فأنا لا أسعى وراء نقودك.. لأنني أعلم بأنك مفلس، بل في منتهى الإفلاس..
- وكيف عرفت ذلك ؟ هل أنت عالمة فلكية ؟!
* لا.. ولكنك عندما طلبت لي فنجان القهوة، قبل أن تسألني ماذا أريد، عرفت بأنك لا تملك ثمن قطعة من الكارتوه مثلا..
- يا لك من فتاة ذكية.. والآن.. ماذا تريدين مني ؟!
وفهمت من ضحكتها، بأنها تريدوني أن أكون رفيقها تلك الليلة، وفعلا، ذهبت إلى شقتي، وقضينا وقتا ممتعا، وفي الصباح اليوم التالي، سألتها عن السبب الذي يجعلها تبحث في المقاهي عن رجل يستضيفها في شقته، أو تستضيفه في شقتها...
لا فرق ! .
وكان أن روت لي هذه الحكاية :
* كنت مريضة بداء نفسي، يجعلني لا أطيق رؤية الرجال.. وذهبت عند أحد الأطباء الماهرين.. وأخد يعالجني بأدوية عديدة، بينها دواء يقضي عى خوفي من الرجال، بل يجعلني في شوق دائم إلى اللقاء بهم، ولكن لهذا الدواء مفعول مؤقت، ما أن أتناول حبة منه حتى أبدأ بالبحث عن رجل، أي رجل، وعندما ينتهي مفعول هذه الحبة أعود إلى حالتي الأولى، ولا يعود باستطاعتي رؤية أي رجل..
وسأتها.. بدهشة :
- وكم يستمر مفعول هذه الحبة ؟! .
فأجابت :
12 ساعة فقط !!
ونظرت إلى ساعتي.. وعملت بأنها أمضت في ضيافتي ما يقرب من هذا الوقت، وعلى الفور نهضت، وفتحت لها الباب، وأنا أقول لها :
- تفضلي.. إذهبي في سبيلك، قبل أن ينتهي مفعول الحبة، وتتحولي إلى عدوة الرجال رقم... واحد !! .
وكانت آخر كلام قالته لي وهي تخرج من شقتي : - الحق ليس علي أنا.. بل الحق - كل الحق - على .. الدكتور ! .
بتصرف..

الجمعة، 18 مايو 2007

من فتى غيور إلى الفتيات

أرجو من أخواتي الفتيات أن يتقبلو مني هذه الرسالة.
إلى كل غيور على دينه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن الله قد حفظك وحماك بالحجاب..
فاصبري على تكاليف الشرع فالحجاب تعب ومشقة ونحن نعرف أن الفتاة تخرج إلى السوق وعليها حجابها خاصة في الأجواء الحارة فيسيل منها العرق لكنها مؤمنة تريد أن تدخل الجنة، وتريد أن تكون من أولياء الله في الآخرة، فلا بد من ان تصبري على امر الذي أمرك بالحجاب، قال جل علاه : "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" هذا كلام الله فلتصبري ولتعلمي أنها مثابة من عند الله وأن الأجر على قد المشقة.
أي تكريم أعظم من هذا!!.
فلا يليق بمؤمن ولامؤمنة (إذا قضى الله ورسوله أمرا) من الأمور وحتما به وألزما به (أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) أي يفعلونه أم لا ؟ بل ليعلم المؤمن والمؤمنة أن الرسول أولى من نفسه فلا يجعل البعض أهواء نفسه حجابا بينه وبين أمر الله ورسوله.
إن الله منحك الحجاب من فوق سبع سماوات وحماك بالحجاب، وأمرك بغض البصر وحدد لك من يجوز أن تكشفي له عن زينتك أمامه، وذلك يجعلك في مأمن من الأعين الخائنة، والنظرات المسمومة، والأيدي..
إن الذين يكرهون الحجاب لأنهم أنجاس لايستطيعون العيش في جو الطهر والعفاف، فالجراثيم لاتوجد إلا في الأماكن القذرة فإذا وضعتها في مكان معقم وطاهر ماتت، فهؤلاء جراثيم يفسدون جسد الأمة..
إن من يرضى بهذا فقد عبر عن إنهزامه وإنسلاخه من حياة الإيمان والطهر والعفاف.
بيد العفاف أصون عز حجابي // وبعصمتي أعلوا على الأترابي
إذا تتبعت الأيات القرآنية، والسنة المحمدية، في هذا الموضوع تبين لك أن الفتاة إذا خرجت وجب عليها لبس الحجاب بشروطه. ( فيه مقال ).
ما دمت عاقلة مكلفة، وقد خاطبك القرآن بالحجاب، ونوع أساليب الخطاب..
فأنت مسؤولة -أمام الله عز وجل- عن الحجاب ليس لك أن تتخلي عنه، ولو رضي ولي أمرك بنزعه، وحثك عليه. ( فيه مقال )
وإذا كان حجاب المرأة هو من كبرى القضايا الإسلامية التي يجب أن يتوارثها الخلف عن السلف وألا يتنازع فيه إثنان ولايتناطح فيها عنزان كما يقال. فإنه لاينبغي أن يطرح في محل نقاش ولا في محل تسائل ولا يحتاج إلى مثل هذه الرسائل التي يقيمها علماء الدين في وجوب الحجاب.
فإذن نحن إذا أردنا أن ندرس هذه القضية دراسة كاملة وكافية فعلينا أن ننطلق من نصوص القرآن ومن نصوص السنة.. فلهذا أنا الآن لايمكن لي في هذه الرسالة أن آخد كل نص من نصوص القرآن ومن نصوص السنة وأبين مافيه من الحجاب فهذا يحتاج إلى محاضرات متتاليات حتى يعلم فتياتنا ما لهذا الموضوع من خطر ومابينه الله وما بينه رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولعلني أشرت إلى بعض الأمور التي يمكن أن تكون عبارة عن تنبيه، والقضية في الحقيقة هي قناعة بالإسلام أكثر من أي شيئ، فمن إقتنع بالقرآن والسنة فلا يماري في قضية الحجاب ولايجادل فيها.
فالآخرة خير للذين يتقون أما الدنيا فستفنى مهما طال عمرها.
ولهذا عليك أن تلتزمي بنصوص القرآن ونصوص السنة وأن تفهمي الحجاب على أوسع نطاق.
نسأل الله تعالى ان يهدي فتياتنا وأن يجنبهن الزلل.
والله أعلم.
والسلام عليكم ورحمة الله.

الجمعة، 11 مايو 2007

من أجلك يا فلسطين

كنت مسترسل في أفكاري، أحاول أخد زمام المبادرة وأمسكت بالقلم لأكتب، لاأجد الكلمات.. تهرب مني تبتعد ويظل رنين ضحكاتها الساخرة يتردد في مسامعي، تتحداني..
وعدت الى الشبكة العالمية للمعلومات، وعالم المدونات الجاد الطيب..
لم أستطع التحديق في الأوجه المصورة على صفحات بعض المدونات الداعمة بالكلمة لمحنة أهالينا الفلسطينيين، فالصور المنشورة بالدماء والأشلاء والأطراف المتناثرة تعبرعن الفظاعة والهمجية التي يمارسها الصهاينة الأعداء، قلبت صفحاتها حتى وصلت الى تدوينة " من أجلك يا فلسطين " هذه المرة السابعة عشرة في هذا اليوم، التي أفتح فيها هذه المدونة وأقرأ إسم ( من أجلك يا فلسطين ) وأحاول مجرد قراءة العنوان دون جدوى، فأثار في نفسي ما أثار من ذكريات وشجون، وأثار في ذهني خواطر يصعب حصرها وتسجيلها في مثل هذه الحال.. وقرأت مقالات بعين القلب والآلآم لمدونين يتحدثون عن قضية المسلمين (القدس الشريف) حين تفرقوا شيعاً {كل حزب بما لديهم فرحين} !
القدس، تلك المدينة، التي يرن صدى إسمها في آذان معظم سكان الأرض، تمر حاليا بمرحلة انعطاف كبير حيث يخطط الصهاينة لإقتطاعها نهائيا من أيدي المسلمين..
وقفت قليلا وأعدت القراءة مرة .. ومرات، وحجبت دموعي عني السطور.. فما عدت أفهم شيئا.. صرت أبكي بمرارة هذه الكلمات التي يكتبها المدونون والتي أجد صداها في نفسي فتملؤها جراحا على جراحها! هذه الكلمات التي ينذر أن تفهمها الشعوب العربية الإسلامية لأنهم لم يعانون أبدا ماعانه ومايعانيه الشعب الفسطيني.. أجيال قضيتها والفلسطينيون يصرخون ويكتبون عن محنتهم مع الإحتلال فما يجدون أي صدى لكلماتهم.. وقررت إلقاء القلم !
تعبت وامتد التعب إلى أوصال روحي بسبب هذه القضية،.. أجيال بالنسبة لفلسطيني يهوى استرجاع أرضه ومقدساته، ويرفض إذا أتى ما يزلزل كيانه التي استصحبها أمدا طويلا باسم التحرير، أجيال مثل هذه تعني أجيال من الحرب المتصلة بما فيها من خطأ وصواب !!!
تساءلت : من أنا؟ وماذا تفعل كلماتي في هذا الضجيج الذي لايفتأ يعلو، بارهاب صهيوني عنصري بتقتيله آلاف الأبرياء بتشريد أكثر من خمسة ملايين فلسطيني بالحصار وتهويد المقدسات، والذي أرى فيه بعض المسلمين الدعاة يسيؤون الفهم، كما أرى فيه كفرة يشاقون الله ورسوله ويريدون تدمير كل شيء .. وبين هؤلاء وهؤلاء تقف المسيرة مراوحة فلا تتقدم إلا ببطء !! فأتاني الجواب : <<اعلم أن جهدك واجتهادك وجهد المدونيين أصحاب القلم الغيوريين واجتهادهم رصيد للأمة فلا تحقر نفسك ولا تحقروا أنفسكم>> !
هكذا راودتني مخيلتي هذا الصباح، وأمسكت قلمي فخانتني أفكاري وقوتي، وزادت في ذلك دقات الساعة وهي تذكرني بضرورة الإستعداد لأداء صلاة الفجر، ولكن رغبة جامحة للكتابة قد تملكتني ... لن ألقي هذا السلاح.. ما دام هذا الجهد وهذا الإجتهاد لله، فلعله ذات يوم مع أمثاله يصنع شيئا، لن ألقيه من أجل الذي مضى، ومن أجل ما نعيشه اليوم، ومن أجلك يا فلسطين لكي تعيشي محررة الأرض وتضمين لك قدسك الأسير، كما نريد لا كما يحلو لبعض أبنائه أن يضيقوا على أبنائه ! من أجل الإسلام العظيم وفهم واضح لكتاب الله وسنة رسوله ينقدنا مما نحن فيه من هم وكرب عظيمين..
ولابد من التأكيد على أن موقفنا كأمة ساهم، ومايزال، في تهميش دورنا في تحرير الأرض، وبقيت القدس مرتهنة بأيدي الصهاينة. فرغم الخطابات والتصريحات، فإن التناحر الداخلي وإلغاء دور الجماهير في عملية التحرير.. كل ذلك يضعف شوكتنا عربا ومسلمين وقلل من أهميتنا في المواجهة المحتومة بين أمتنا والكيان اليهودي الغاصب. ومالم يتغير هذا الوضع فستظل القدس أسيرة بأيدي الظالمين.>
علينا أن نتابع الطريق مهما قلت امكاناتنا، مهما كانت أصواتنا ضعيفة، ينبغي أن نتابع الطريق بإذن الله ولو كثرت السدود وارتفع الضجيج..

الجمعة، 4 مايو 2007

روح جديدة

وعدتكم أن أطرح في هذا الحيز من <<المدونة>> الى بعض المواضيع العامة التي تستحق التعليق، ولقد كان "التدوين" هو الشخصية التي أثارت الكثير من الإهتمام والكثير من الكلام في الفترة الأخيرة.
فعلى صعيد التقنية يقول جميع الذين تعاملوا مع نظام المدونات. أنهم وجدوا مستوى من التنظيم والإدارة لم يتصوروا أن يجدوه في أي نظام إداري آخر للمواقع.
ولكن ليست التقنية التي نجحت إداريا كانت وراء الضجة التي ثارت حول التدوين، وإنما المسؤولية تقع على عاتق من يستعملها.
وبصراحة لم يكن في نيتي وأنا أكتب هذا الكلام أن أجدف بعالم التدوين فليس بيني وبين أي علاقة تدوينية أو معرفة خاصة إلا الود والإحترام، لكنني وجدت فيه مثلا يستحق التعليق عندما أخد بعض الشرفاء يدافعون عن أنفسهم يريدون حمايتها من الهالة التي نسجها المدونون أنفسهم.
فلقد طلبوا إليهم، وهم ((الإنسان)) الذي يضعف أمام أشياء كثيرة، أن يترفقوا في معاملتهم، فلا تجعل الأعمال والكتابات التي يقومون بها كواحد يفرض عليه واجبه القيام بها فتوحات وانتصارات لايستطيع غيرهم الإقدام عليها، ولاتترجم وتفسر الإصلاحات التي ينادون بها والأفكار التي يعتقدونها على أنها من الخوارق.
إنهم ببساطة يريدون من المدونين أن يتركوهم وحالهم يعملون ويكتبون في جو طبيعي، ويعترفون أيضا أنهم بشر وإنسان لايريدون أن يضعفوا أمام موجة الإعجاب والهتاف والتصفيق التي تقابلهم عند كل تحديث بالمدونة.
كلام كثير يمكن أن يقال عن هذه الروح التي يريد شرفاء التدوين من المدونين أن يعاملوهم بها وهي بكل تأكيد روح جديدة لم نعهدها في كثير من المدونين من قبل، وفي ظني أن المدونون أنفسهم يستطيعون مساعدة بعضهم البعض بوضع أيديهم على مواطن الضعف، ومساعدة أنفسهم على تلمس طريق الإصلاح بأسلوب النقاش الهادئ وطرح الآراء المختلفة في مدوناتهم التي يكون هدفها الأول محاولة الوصول الى الحقيقة لأن ذلك يساعدهم أكثر من كيل المديح بينهم، وإطراء أعمالهم قبل أن تحقق فائدتها وتثبت نجاحها.
وعلى كل حال فهذه روح جديدة لم أستطع أن أقاوم نفسي من تسجيلها والإشادة بها.
والله الموفق ، ، ،

الجمعة، 20 أبريل 2007

الإرهاب وحقائق الإسلام

الإرهاب والتطرف ظاهراتان عالميتان.. هذه حقيقة.. ومظاهر الإرهاب والتطرف، موجودة في كل مكان.. وطبيعة الحياة أن يكون فيها أخيار وأشرار، وعقلاء وسفهاء، وعلماء وجهلاء.
لذلك وجب على المسلم أن يبين للناس أن الإسلام ضد الإرهاب والتطرف، وضد سفك الدماء والمغالات، وضد الظلم والفواحش ماظهر منها ومابطن.
إن المسلم مطالب بأن يحارب الإرهاب والتطرف والظلم والتخريب والإفساد في الأرض. والقرآن يقول: {ولينصرن الله من ينصره إن الله قوي عزيز}.
وقد حرص الإسلام على الحياة البشرية وحرمة النفوس، حتى جعل الإعتداء على النفس من أكبر الجرائم عند الله بعد الكفر وقرر الله تعالى: أنه {من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا} وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن كل عمل يؤدي الى القتل أو القتال. ولايقف الإثم عند حد القاتل وحده بل يشمله كل من شاركه بقول أو فعل فيصيبه من سخط الله وغضبه بقدر مشاركته.
ومن الحقائق الثابتة في الإسلام، أن المسلمين يرجعون الى المتخصصين في فهم الرسالة، وحقائقها، وهم فقهاء الشريعة المقدسة، فإن من الثابت لدى العقلاء أن الأفراد العاديين ليس بوسعهم أن يفهموا حقائق الدين، فضلا عن تفضيلات الشريعة، وهكذا أصبح مصدر التعرف على مفاهيم الإسلام، وأحكام شريعته محصورا بالذين يتمتعون بملكة الإجتهاد، والفقهاء من أبناء الأمة المسلمة.

الجمعة، 13 أبريل 2007

الراب"... ثورة جيل اليأس على المجتمع المغربي"

من خلال تأمل الواقع الذي نعيشه. وفي ضوء مانراه حولنا من سلوكيات شائكة، وجرائم تثير العجب والحيرة والتساؤل.. خطر لي خاطر.. ماذا جرى للناس؟ ما الذي ابتليت به نفوسهم وعقولهم؟ .. لقد أصبحت حياتنا اليومية تعج بمشاكل مريرة طاحنة. والأيام الأخيرة لخير دليل على ذلك. والغريب أن بعض هذه السلوكيات والجرائم كقتل عباد الله من طرف المتطرفين المتعصبين المجبولين على روائح الدم.. يؤمنون أن أعمالهم التخريبية وتفجير أنفسهم سبب بدخول جنة نعيم والحقيقة أنه ليس لهم إلا نار جحيم. والذي لابد من ذكره هو أن كل عمل يؤدي الى القتل او القتال، لايقف إثمه عند حد القاتل وحده بل يشمله كل من شاركه بقول أو فعل فيصيبه من سخط الله وغضبه بقدر مشاركته.
وأمور أخرى تافهة لاتستوجب غلظة قول أو فورة غاضبة عارمة وخيمة العواقب.
والحق، الحق لابد من وقفة ..
هذا الأسبوع نتحدث عن جيل جديد بدأ يأخد مكانه في هذا العالم، هم شباب يافعون ليسوا كشباب عهدنا الأول فهم شكل آخر.
فقد جهلوا فوق جهل الجاهلين كما قال الشاعر العربي.
إنهم ليسوا عاجزين عن المسؤولية، وإنما يرفضونها. والرفض هو طابع هذا العصر الصاخب بالضجيج والملل، والضجر، واليأس، والكآبة. ربما ان كل جيل يرفض على طريقته، فرفض شباب اليوم، يتخد أشكالا ومظاهر عجيبة غريبة تتجسد بين فترة وأخرى بحركات لا هي سياسية، ولا هي اقتصادية وانما هي انعكاس لهما.
هذه الحركات تعبر عن نفسها بأساليب خارجة عن المألوف، فلغتها الوحيدة المعتمدة هي الموسيقى وكتابتها هو الرقص، وايديولوجيتها هي الغموض، ورسالتها رفض شعارات المجتمع ونواميسه التقليدية المألوفة.
أما عناصرها فهي جحافل أبناء هذا الجيل، انهم جيل العلم الناقص والفرص الضائعة، الجيل الذي لايرتوي ولايشبع، انهم الجيل الذي يتطلع الى الحياة بنهم وكلما أخد منها يطلب المزيد. انهم الجيل الشبعان الجوعان الذي يتعطش الى اللذة الهاربة منه باستمرار في عصر الإباحية والإنفلات الأخلاقي.
انهم بإختصار "مجموعات الهيب هوب" أو "راب المغرب" أو "الراب على إيقاعات شعبية" ومهما اختلفت التسميات فالمصدر واحد : خروج عن المألوف.
قيل قديما، عن العرب، أن الطبل يجمعهم والكلمة تفرقهم، واليوم فالطبل هو سيد الأحكام في منطق الجيل الجديد، والكلمة تبدو عاجزة وغير معترف بها. ولذلك فإن قادة هذه الحركات وملهميها هم الضاربون على الطبول أو الناقرون على الأوتار أو الصادحون بملء أشداقهم انهم أساطين النغم المبهم والحناجر المهدجة والاوتار المشدودة. انهم بعبارة أخرى (هداوى) هذا العصر يهزون برؤوسهم، ويترنحون بأجسادهم ويتمايلون بخصورهم لعلهم بذلك ينتقلون من "غربتهم" في هذا العالم الى الواقع الآخر الذي ينشدونه، عالم النشوة التائهة..
و"فرقة الراب" هم رواد "الموجة الجديدة" وقد تحولو الى ظاهرة إجتماعية تنتشر بين أبناء الجيل الجديد في المغرب ولا سيما مراكش والدار البيضاء كانتشار النار في الهشيم. ليست لهم معتقدات واحدة ولانظريات فلسفية في الوجود والكون ولكن لهم ميولا واحدة وأمنية واحدة وميولهم هي الخروج عن المألوف والتمرد على الحياة الرتيبة في المجتمع المغربي وأمنيتهم هي التقرب الإجتماعي التي تنطلق بها موسيقاهم متحدثين عن قضايا الوطن عن البطالة عن العمل عن الثقافة الناقصة عن اليأس الضارب اطنابه في المجتمع في بيئة اللاهثين وراء الرغيف والمعانات اليومية وسط الرخاء الإقتصادي.
هذه المظاهر الغريبة على المجتمع المغربي أصبحت مألوفة وعادية في شوارع المدن الكبرى المغربية، ولا أحد يدري الى أين سينتهي بنا المطاف في هذا العالم الصاخب الذي يسيطر عليه الضجر والملل واليأس.

حوار محبة قراء
حوار بين "أسامة" عضو من
أعضاء أحد فرق الراب
مدونة
أوراق متضاربة تسأل. والضيف يجيب.

في البداية كان لابد من طرح السؤال الذي يفرض نفسه :
ماردكم على من اتهمكم بالخروج عن المألوف ؟
حملتم أنتم القلم (يقصد المدونيين) ونحن الموسيقى مصلحتنا واحدة، صحيح أننا خرجنا عن المألوف ولكن مزجنا الموسيقى الغربية بكلمات الدارجة المغربية وسرنا على هذا اللون ونتمنى أن نرضي المغاربة جميعهم.
مما يقال عنكم أنكم أسأتم للأغنية المغربية ؟
هذا بين حين يكون هناك خروج أو تغيير لرونق الأغنية، فلا بد أن نسمع هذا ولكن على أي أننا حاولنا فهم الناس بأسلوبنا وأتيحت لنا الفرصة لمواجهة الجمهور عن قرب في المهرجانات التي أقيمت مؤخرا وأيضا في الإذاعة والتلفزة المغربية.. ومما قلناه أن الأصل هو الأصل والتغيير فقط في القشور الخارجية. والحمد لله موسيقى الراب والهيب هوب بدأت تتقدم ويتقبلها الجمهور.
كيف ترى من وجهة نظرك هذا الصراع الحاصل بينكم وبين الأغنية المغربية ؟
صراع طبيعي.. بين جيل والجيل الذي يأتي بعده، لابد أن يكون الصراع وحتى بيننا كفرق يكون هناك تنافس لكن في الحقيقة وبمعنى أدق فالأعمال هي التي تتنافس.
ماحقيقة مايشاع عن الكلام الجارح في أسلوب أغانيكم ؟
فعلا هناك فرق سامحهم الله لايقننون حدود الكلام، وحتى رافضيننا يفهمون غلط.
نتمنى أن لاتقول أننا فهمناك أيضا غلط، ونعطيك مساحة بوح لتوضيح لنا وللقراء وجهة نظرك .
الكلام ما أسميته بالجارح في هذا الوقت يؤكد العجز والسهافة، لكن من وجهة نظري الجمهور لايسامح. المناخ الفني (مفربك)، ونحن الشباب بإمكاننا مسايرة الجو، وأتمنى أن ينسحب الذين يريدون تشويه صورة الراب والهيب هوب المغربي فالفن ليس حرفة ونحن قادرون على العطاء.
كيف علاقتك بمدونة أوراق متضاربة المغربية ؟
قلت لك في سابق حديثنا أن المصلحة واحدة. لذا فنحن معكم..
وهل تتابعها، وتتابع مايكتب عنكم ؟
بالطبع نعم، وسنقرأ كل مايكتب عنا، ومايريدون أن يقولوه سوف نتركهم يقولونه.

الجمعة، 6 أبريل 2007

أفتنا في الموهبة

من المناسب اليوم أن نتطرق الى مشكلة تواجه واقعنا الثقافي والتصدي لها بإعتبارها مشكلة قديمة وحديثة في الوقت نفسه.
أعني بها عدم فهم الموهبة وحدودها في التعامل الثقافي أو المعايشة لحركة نمو الثقافة والواقع..
ذلك ان هذا الأمر قد وصل الى ما يشبه مرحلة الحسم، ونفض النقاد أيديهم منه منذ زمن.. غير أن هناك تطرفات حادة في الفهم، وتحديدات ضيقة تلوح في هذا الأفق تنبئ عن تعسف وتحديد ضيق في الفهم ممن هم خارج دائرة هذا الإهتمام فطالما كنا نواجه العديد من (الزملاء) الذين يضعون أنفسهم (قضاة) في الحكم والتصريح والحديث عن الأعمال الأدبية والثقافية، كما نلمس ذلك ((التفلسف)) وطرح الرأي الذاتي، بصورة تبدو غالبا متجنية أي أنها لاتحمل قدرا معقولا من الموضوعية.. وهذه الظاهرة ليست في (النقد) فقط، وإنما في العملية الإبداعية ذاتها.. ونلمسها أيضا في عدم معرفة (الموهبة) والتحرك وفقها أو ضمن شروطها وتطويرها بما يناسب مسارات الثقافة وتتطورها العام..
والمشكلة تبدو في ((التهريج)) الفارغ الذي لايستند الى فهم في هذا المجال، وإنما يعبر عن أفق ضيق محدود...
... وحتى نضيف كمية ضوء أخرى الى هذه القضية نعيد الى الذهن بعض المعايير الحادة الصارمة، لاتقل على ماقلناه أعلاه وتبدأ من الخلل الحاصل في عدم معرفة الموهبة وتميزها، ومعرفة أدق خواصها أولا، وعدم معرفة حدودها في العمل والتطور والإنسجام ثانيا.
ووعي هذه الحقيقة وإدراكها يقودنا بالضرورة الى معرفة قوانين الإبداع وشروطه التاريخية ومايميزه من تحد وقدرة على الخلق والتجاوز.. ولكن هذا لا يحدث بدون وعي عميق وأصيل للموهبة وتحركها المرتبط بالقوانين العامة..
... إذا... من هذا المنطلق فنحن نتحمل مسؤولية واقعنا الثقافي ويتحتم علينا الآن المبادرة الى خلق التجاريب (الفذة) التي تكتسح النتاج (الردئ) لصالح الصورة التي تناسب موروثنا الفذ وطموحنا الثقافي غير المحدود.
يمكن أن ننطلق بهذا لو تأمل المتأملون أصحاب المنهج والأداة...

الجمعة، 30 مارس 2007

مولد الرسول الأكرم

ولد الرسول صلى الله عليه وسلم، يوم الإثنين من شهر ربيع الاول في مكة المكرمة عام الفيل 571 م من أبوين معروفين : أبوه عبد الله ابن عبد المطلب، وأمه آمنة بنت وهب، سماه جده محمدا، صلى الله عليه وسلم ، وقد مات أبوه قبل ولادته.
ولد الهدى فالكائنات ضياء // وفم الزمان تبسم وثناء
إن من واجب المسلمين أن يعرفوا قدر هذا الرسول الكريم، فيحكموا بالقرآن الذي أنزل عليه، ويتخلقوا بأخلاقه، ويهتموا بالدعوة الى التوحيد التي بدأ بها رسالته متمثلة في قوله -تعالى- : {قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به احدا} سورة الجن 20 .
جعلت سياج هذا الدين عدلا // وعدل الله لا ياتيه خرق
عبد الملك البغيتي
إن من واجب المسلمين أن يشكروا الله على بعثة ومولد الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، فيتمسكوا بسنته، ومنها صيام يوم الإثنين الذي سئل عن صومه فقال : "ذاك يوم ولد فيه، وفيه بعث، وعلي أنزل". (أي القرآن).
يقول البغيتي:
رسول الله يومك خير يوم // له في الفضل منقبة وسبق
إن خير مابذلت فيه الأوقات، وشغلت به الساعات هو دراسة السيرة النبوية العطرة والأيام المحمدية الخالدة.
يقول البغيتي :
يذكرنا، وفي الذكرى اتعاظ // لمن لهمو بهذا الدين حذق
أما الإحتفال بيوم مولده، صلى الله عليه وسلم، الذي أحدثه المتأخرون، فلم يعرفه الرسول والصحابة والتابعون ولو كان في الإحتفال خير لسبقونا إليه، وأرشدنا إليه الرسول، صلى الله عليه وسلم، كما أرشدنا في الحديث السابق الى صوم يوم الإثنين فليس الفرح بأولى من الحزن على موته صلى الله عليه وسلم. وهذه حجة من هم ضد الإحتفال.
يقول البغيتي :
ومن ذا، يارسول الله، فينا // لهذا اليوم لم يغمره شوق؟
وأضافو أيضا : أن الأموال التي تنفق في الإحتفالات، لو أنفقت في بيان شمائل الرسول، صلى الله عليه وسلم، وسيرته، وأخلاقه، وأدبه، وتواضعه، ومعجزاته، وأحاديثه، ودعوته التوحيد التي بدأ بها رسالته وغيرها من الامور النافعة، لو فعل ذلك المسلمون لنصرهم الله كما نصر رسوله صلى الله عليه وسلم.
والإبتداع وكل أمر محدث // في الدين ينكره أولو الألباب
إن المحب الصادق للرسول، صلى الله عليه وسلم، يهمه اتباع أوامره، والعمل بسنته، والحكم بقرآنه والإكثار من الصلاة عليه، صلى الله عليه وسلم.
أعني الرسول فـإن الله فضله // على البرية بالتقوى وبالجود
فينا الرسول وفينا الحق نتبـعه // حتى الممات ونصر غير محدود
حسان بن ثابت
بيد أن في بعض الدول العربية الإسلامية يحتفلون بعيد المولد النبوي بحجة إظهار الفرح والسرور لصالح صاحب الذكرى في وقت طغت فيه الماديات على الروحانيات في شتى المجالات الفكرية والسياسية ولهذه الأسباب استحب بعض العلماء الإحتفال بعيد المولد النبوي رغم إجماع معظم العلماء والفقهاء بأنها بدعة إلا ان من استحبوها ذكروا ان يكون الإحتفال من أجل بيان أعماله الصالحة وفضائله ومعجزاته، صلى الله عليه وسلم، ونشرها بين الأنام حتى تكون حافزا للأجيال الصاعدة.
والدين يسر والخلافة بيعة // والأمر شورى والحقوق قضاء
أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى // فالكل في حق الحياة سواء
ظلموا شريعتك التي نلنا بها // ما لم ينل في رومة الفقهاء
صلى عليه الله ما صحب الدجى // حاد وحنت بالفلا وجناء
أحمد شوقي
نقف عند سيرته وحسن سلوكه والصبر على البلاء والمصائب والتواضع حتى يكون نبراسا لمن يريد الإقتداء بالرسول الأمين في الدنيا هدى وفي الآخرة شفاعة.
إن فاتكم أن تروه بالعيون فما // يفوتكم وصفه هذه شمائله
مكمل الذات في خلق وفي خلق // وفي صفات فلا تحصى فضائله
وما أحسن قول الشاعر :
وإنما الأمم الأخلاق مابقيت // فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
اللهم ارزقنا العمل بكتابك، وسنة نبيك، وارزقنا حبه واتباعه وشفاعته، صلى الله عليه وسلم، يوم القيامة.
ونبقى مع هذه الأبيات في حق الرسول محمد عليه أزكى الصلاة والتسليم :
يامجدها بهدي الحبيب المجتبي // وبنور خير الكائنات محمد
ياعزها يافرحها بالحبيب // بالبشريات وبالمنى، والسؤدد
اليوم يوم البعث للدنيا // ومايسري بها من وقف ومرقد
هذا رسول الله جاء // مبشرا بسعادة الدنيا يوم المولد
جمع الفضائل في شمائله // على خلق عظيم سيد من سيد
أدب تبارك من أقام لوائه // لمحمد وحبا أكرم مقعد
ذ / مصطفى مراد صبحي

الجمعة، 23 مارس 2007

نظرات في الجمال

الجمال قوام الوجود، والخيط الذي ينظم حباته عقده. وهو على أنواع. فهناك الجمال الأدبي أو الفني، والجمال البشري أو الطبيعي. الأول يحتاج - سواء في تذوقه أو توليده - الى مهارات وخبرات خاصة. فتذوق الجمال الكامن في لوحة تشكيلية أو قصيدة أو مقطوعة موسيقية يستلزم ثقافة وإلماما ودراية، وهذا مالا يتوفر في الإنسان العادي. أما الشعور بالجمال البشري - جمال المرأة - فهو حاسة فطرية مطبوعة في النفس البشرية . وهو أمر لايختلف فيه إثنان، العالم والجاهل. وفي الوقت الذي نقف فيه مبهورين بحمال الطبيعة أو مأخودين بجمال الفنون والآداب .. نتذوقها بحاسة أو أكثر. نرى أن كل حواسنا، تقريبا تستنفر وتنشط وتتآزر في حضرة جمال المرأة.
والجمال المثالي في أحسن تعريف له هو : " نفس جميلة في جسد جميل" كما يقول (تولستوي) وهو يتركب من النظام والتوازن والتناسق بين أجزاء الموضوع أو الشيء. وينجم عنه بالضرورة إحساس بالراحة والمتعة. وهو موضوعي ما لم يتدخل فيه عامل الثقافة أو الخيال. وفي هذا المعنى يقول الشاعر : ( إذا الحاجات آدت / فاطلبوها الى من وجهه حسن). ويقول آخر : (وإذا لم يكن من العشق بد / فمن العجز عشق غير الجميل) .ولا أحد ينكر أن قوة المرأة في ضعفها، وجمالها، وضعف الرجل في قوته، وإلا فما سر تصدع وانهيار هذه القوة في مواجهة جمال المرأة. ولأن الحياة جوع لايشبع فسوف يظل سر الجمال الواحد .. المتعدد، ساكنا في أغوار ذلك البحر الذي كلما شربنا منه ازداد عطشا، وليس سعي الإنسان وتطلعه الى الجمال إلا لأنه يتوق الى الكمال والوحدة والترقي. الى منبع الجمال كله.
الجمال باختصار : هو كل مايجعلنا نهتف من أعماقنا ونقول : (( الله)).

الجمعة، 9 مارس 2007

تأملات بعد الظهيرة

ما أن يذكر أمامي العالم العربي اليوم حتى تتنازع فكري أنباء الصراعات وسياسة القوى العظمى والإتفاق أو الإختلاف في وجهات النظر ومحنة الفلسطينيين في الضفة الغربية والشعب العراقي ولبنان وأفغانستان. تلك هي الصورة التي تقترن بذهني حينما أفكر في تلك البقعة من العالم بإعتباري مهتم بأخبار هذا الوطن. إنه عالم واقعي مر تزداد صورته كثافة إذا جال المرء بفكره المجرد وعقله المتزن وأضاف إليها تقريرات المحلليين وإنطباعات الصحفيين.
لكن دعني أستحضر الذاكرة وأشحذ حواسي لأعود إلى أيام طفولتي في مراكش. تلك الأيام الحلوة التي عشتها تحت سماء لايخالط زرقتها أي لون آخر. إنني أرى الحياة البسيطة بين أحضان أزقة مراكش الضيقة ": لعب الصبا، نخيل متفرق هنا وهناك يسطع بخضرته يستهوي أبناء مراكش بشموخه، نساء يرتدون الجلاليب، ورجال محافضون، حلاقات جامع الفنا، وهناك روائح غريبة.. أتذكر الآن الطنجية المشهورة عند المراكشيين. أو الأكلة المفضلة عندهم.
ثم أقطع بسرعة ثلاثة عشرة سنة تلت تلك الفترة فتعود بي الذاكرة إلى المنطقة ذاتها إلى قلب مراكش ببهرجها ومرجها ويطبق على الجو ستار من السكينة والصمت تحت حر الصيف بعد الظهيرة، سرعان مايتلاشى مع تقدم النهار ومن لحظة إلى أخرى تتغير الضياء بلون المساء مساء مراكش الأصيل صفراء وبيضاء وأرجوانية.
كنا نقضي إجازتنا وأردنا بعد أن سئمنا شغب الدراسة إلى جانب المذاكرة المتواصلة أن نقوم بزيارة المآثر التاريخية للمدينة والتمتع بها وفسحة تجوال عابرة لأقطار مراكش. وكان أكبر حافز لنا على هذه الفكرة هو إستحضار أمجاد الأجداد ومعالمهم الباقية مدى محافضتنا عليها، لقد خرجنا في هذه الجولة بمشكلات كبرى وتمدد حواراتنا لتشمل الأصيل والمعاصر وبين الحفاظ على ماضي الأجداد أو إقصاءه هذه النتيجة التي تولدت عن مشكل إندثار وإختفاء عدد من معالم مراكش التي كانت تعرف به. وقد حاول أحد المختصين في هذا المجال أن يحدد لنا عدد الأبواب - أبواب مراكش - وكان الإختلاف، فتراوحت بين 7 و 25 باب. ولعل مرد ذلك إلى عدم التمييز بين الأبواب الداخلية والخارجية، وإلى إختفاء عدد كبير منها كباب تاغزوت، باب مسوفة، باب الراحة، باب نفيس، باب الصالحة.. وحل المساء وقضينا الليلة تجمعنا جلسة شاي، وإعادة شريط الجولة، وتساءل أحدنا عن الجدوى من وراء التطرق لهذه المعالم والمآثر والتي إندثر معضمها!. إلا أنني أرى بأن هذا هو دور التاريخ، فهو يحفظ لنا ما اختفى أو مافات لنحفظه نحن بدورنا، حماية له من الضياع في بحور النسيان والتهميش.
وأسوء الحظ أننا لم نؤدي دور الحماية وهكذا ترى مراكش بدأت تفقد ملامحها ورمزيتها وهويتها وسحرها الجميل.. ينتابني التحسر حين أمر على بعض شوارع مراكش وأزقتها وأتذكر أن هناك كانت قلاع وحصون في عهد ما وهنا تأسست جامعة كذا في عهد كذا. وآخر مكافأة عظيمة خفقت لها القلوب المعلمة التاريخية الكبرى جامعة ابن يوسف التي ألقت حتفها الصيف الماضي، وإني أبكي سوء حظ هذه المدينة الحمراء التي تغيرت سماء مآثرها إلى الرمادي والأسود .
إن المرء يعتز حين يشاهد ماضي أجداده ويحفظه بجميع الوسائل حتى لا يغرق في بحور الأزمان. والعكس يشاهده أبناء مراكش وجيشه مسلح لتدمير معالم بلدته وتهوين قواعدها وطمس حضارتها تحت صمت رهيب. ساعتها أدركت أن المعركة ستكون خاسرة، لأن جيشنا لايعلم أنه يرفق بنا كي يقسو علينا ولأن ضميره الذي يتحدث عن السياحة في أرض مراكش عرضة لأمراض الجيش الآخر ومن في قلوبهم مرض والتي تسري في جيل مراكش الجديد. إنني مازلت أتمثل هذه الجولة بتساؤلاتها ونتائجها الحية في مخيلتي.
وسرعان ماتتبخر ذكريات الأمس الحلوة وتتبدد حينما أفكر في واقع اليوم: في مراكش دائما وحينما أتذكر الدعوة التي توصلت بها وجولة جديدة مرة أخرى لإستطلاع آخر عن معالم مدينتنا. وما الذي سأحضره بهذه المناسبة.
وماذا عن غدي: آه الجمعة .. ويوم الأوراق المتضاربة. سأقرر موضوعا ذا أبعاد عالمية. ولما لاتكن جولة الأمس.. سأصب عليها كل اهتمامي وأوليها فكري حتى الصباح. ولكن مهما استغرق مني التفكير فلن أنس أني أعده لقرائي الذين سيقرأونه غدا في المدونة.

الجمعة، 2 مارس 2007

مقهى الدموع

لي صديق حزين دائما وأبدا.
ويبدو لي أن في دواخله اليأس التام.
يكفي أن تطل عليه في الصباح وتقول له: "تحية طيبة ... ما الأخبار؟ " حتى يبدأ بقراءة نشرة أخبار العالم: "فلان إنتحر في أمريكا، زلزال في الصين، وإغتيال في العراق، الإنفلونزا في السعودية، غلاء في المغرب، إنقلاب في لبنان... " وتصم أذنيك عما تبقى، حتى يهدأ ويلتقط أنفاسه. فإذا إلتقطها سألك: "ماذا تحب أن تشرب؟ " فإذا قلت له ((قهوة))، قال لك: "وكيف تحبها؟ حزن زيادة ... أم كآبة قليلة؟ ".
وتوشك أن تضحك وأنت تتوهم أنه ينكت، لكنه لايدع لك مجالا للشك، والوهم، إذ سرعان ما يبدأ بسرد نشرة أخبار العالم العربي، وكأن هذا الوضع بات مرتبطا لديه بسواد القهوة، أحدهما يذكر بالآخر.
وهو إذا حدثك عن العرب، فإن عباراته لا تخرج عن نطاق الكلمات التالية: إنحطاط، إنهيار، ذل، هوان، هزيمة، خلاف، شقاق، نفاق...
ولايتوقف حتى يجثم على قلبك جبل من الهموم، وينشر غربان اليأس في سماء أملك، وتكاد الدموع تطفر من مقلتيك، فتسارع إلى مغادرته دون أن تشرب فنجان القهوة، خوفا من البقية الباقية من قدرتك على الفرح.
لكن، وقبل أن تبتعد، يناديك مذكرا: (الحقيقة مؤلمة دائما)، والأخبار دائمة غير سارة. لاتؤلمني الحقيقة، بل يؤلمني أن يكون بيننا من فقد الأمل من مواجهتها.

الجمعة، 23 فبراير 2007

استفتاء عن الحب

سبق أن طرحت "مدونة أوراق متضاربة" مع مقالها الثلاثون- بدء السنة الأولى- ولأول مرة مجموعة من الأسئلة لإستطلاع الرأي من أجل تقييم تجربة التدوين وإثارة لكثير من القضايا والمشكلات والأفكار والإقتراحات، كمحاولة جديدة وضرورية في مجال التدوين الإلكتروني، ولاشك أني أفدت كثيرا من نتائج إستطلاع الرأي الذي إنعكس على عملي ونقله الى مواقع متقدمة على طريق تأصيل الثقافة، ومعالجة القضايا.. لذلك كان لابد من العودة الى إستطلاع الرأي مرة ثانية، وسوف تكون ثالثة ورابعة.. مستقبلا إن شاء الله، لأنني أعتبر ذلك من معالم عملي الرئيسية.
فالشورى من مقومات المجتمع، وحتى لايفكر أحد بتجاوزها أو التهوين من شأنها.. فالشورى إجتماع للعقول في عقل عام وإستفادة من كل الخبرات والطاقات، وتكاد تكون اليوم غائبة غيابا تاما عن مجتمع التدوين ومجالات نشاطنا المختلفة، وقد يكون ذلك بسبب الأثر الثقافي السيئ والذي أدى إلى نزوح معظمنا الى الفردية والإستئثار بالرأي.
ويكاد الجدل حول مفهوم الشورى وهل هي ملزمة أم هي معلمة؟ يستهلك جهدي ويحولني عن العمل لتأصيلها وممارستها. ولقد سبقنا كثير من الأمم على مختلف الأصعدة - في إجراءات إستطلاع الرأي في معظم الأمور - والشورى من أصل ديننا!
إن هذا الإستقصاء الحر.. أو هذا الإستفتاء عن الحب كان عن حب القراء والقارءات للمدونة والتي تستحق التطوير لأني أرى إقبال القراء عليها يزداد أسبوعا بعد أسبوع.
إني لن أتحدث عن التطوير الذي حدث.. ويحدث في مستوى الأبواب الثابتة.. والموضوعات. فكل ذلك أتركه للقارئ الذكي والقارئة الذكية.. وكلني ثقة أنه سيلقى إعجابهم وإعجابهن.. ولكن في نفس الوقت أتمنى أن أسمع الرأي الآخر.. فمدونة أوراق متضاربة أولا وأخيرا ملك لقرائها ولقارئتها!!
إن ' ' مدونة أومرزوك' ' تخطو - ولاأقول تحبو - واثقة الخطو شديدة الإندفاع والحيوية.. لأن العبء ممتع.. أو هذه المسؤولية رائعة.
إني شعرت بسعادة لما توصلت به من قراء المدونة من الذين أجزت تعليقاتهم للنشر والذين راسلوني على البريد الإلكتروني وحتى أصدقاء القرب، وعائلتي الكريمة..
أشكر أخي الشقيق يوسف الذي إنتقدني بشدة ولما أقدمه، طالبا التطوير والتنويع أكثر، وأتمنى أن أوفق في تحقيق ما طلبته مني. وأن أبقى دائما عند حسن ظنك بي.
الأخت ليلى من مدينة فاس شكرا لك على عواطفك النبيلة وأتمنى أن تظل المدونة عند حسن ظن قرائي بها. وأنا مقتنع برأيك.
أستاذي في التاريخ، وقد تحدث عن المدونات والتدوين كآفاق بديلة للمستقبل. وقال موجها كلمته لزملائي في الصف: "المدونة صحيفتك على الإنترنت تنشر فيها آرائك ومواقفك، وقد جاءت هذه التقنية في وقتها المحدد، فصعب جدا في الوقت الراهن أن تعبر عن آرائك المختلفة في الصحافة المكتوبة.. لذلك فظهور المدونات إلى حيز الوجود أفسح المجال أكثر ليعبر كل شخص عما يريد.. وقلل من جهة أخرى لعدم إهتمام الطلاب بإبداعاتهم وأفكارهم، لإنشغالهم بعوالم الهواتف النقالة، والكاميرات الرقمية، والأجهزة القارئة لتخزين الموسيقى بشكل مضغوط. أشكرك على غيرتك، وعلى تشجيعتك الوافية، وأقول لك (أستاذي العزيز) أني أرحب بكل ما يصلني منك من توجيهات وإنتقادات، لأن ذلك يساهم في تطوير المدونة.
الصديق عدنان: يقول.. أنا من هواة مدونتكم أتتبعها أسبوعا بأسبوع، إلا أنني أريد منك أن ترشدني كيف أحصل على مدونة.
والزملاء أمين وأسامة ويوسف وإبراهيم و... ذكروا في لقاء بيني وبينهم أنهم جد متعلقين بما تطرحه مدونة أوراق متضاربة. أشكرهم جميعا.
الأخت الغالية دينا يوسف، أجابت عن الأسئلة المذكورة في المقال، وذيلت بملاحظة تقول فيها: "أرى بأن مدونتك هذه تحتاج لبعض الترويج لأنها تستحق القراءة من قبل الجميع .. وربما عليك أن تدخل إلى عدد أكبر من المدونات وتدلي بتعليقاتك فيها كي يعرف مدونتك عدد أكبر من المدونين ويطرقوا مدونتك الهادفة هذه.." إنني إذ أشكرك لك ثقتك وحلك هذا الواجب فإنني أقدر توجيهك الهادف وأحييك على صدق القول. وفيما يخص الإقتراح الذي تقدمت به، أعدك بالنظر فيه.
والأخت الفاضلة سلوى القاسمي. إستوفت الأجوبة جميعها وأضافت تقول: "هذه المدونة.. قد لاتصدق ولكني أرى فيها التفكير الصادق السليم الذي به صراحة قل أن أراه في الكتاب والكاتبات (مدونين ومدونات) في شتى المواضيع التي تطرحها سيدي الكريم ولم أذكر أني رأيت تدوينة تخالف أفكاري أو معتقداتي". أشكر لك إجابتك الوافية الصادقة وبخصوص مشكلة التصميم سأعالجها لاحقا شكرا جزيلا لك ولتشجيعاتك.
الناقد الكريم سلمان السكري: تحدث عن هدف المدونة فقال: "يشار فيها إلى مكمن الخطر.. أو يكشف فيها قناع عن وجه عدو للأمة ومقوماتها"، وأضاف أيضا: "أو يبصر برؤية ويسد طريقا ويقوم منهجا. تحت عنوان ماقل ودل.
وإقترح توظيف الإبداع الشعري، والإستزادة من القضايا الثقافية راجيا أن تصبح المدونة يومية. أقدر تعليقك، وأشكرك على غيرتك على المدونة وأقول لك أنني أرحب بك وبهذه اللفتة لتقييم تجربتي التدوينية. بخصوص مقترحاتك أعدك بالنظر فيها مستقبلا.
الأخت الكريمة فاطمة ذكرت في تعليقها تقول: ".. لايوجد بموقعك رابط للتواصل وهو ما اضطرني لكتابة تلك الملحوظات هنا، كما أن روابط مواقع الزوار لاتعمل بشكل جيد.."، وتضيف: "مدونتك جميلة وتستحق أن تكون متكاملة"، وتورد في أحد تعليقاتها السابقة: "التغيير يبدأ من الداخل بداية بالتمسك بالهوية، واستخدام التقويم الهجري في مدوناتنا". أشكرك على تلك الملحوظات رغم أنك ضمنت تعليقك عدم نشره فقد أجزته للنشر، بخصوص رابط التواصل تجدينه في أحد قوائم المدونة والمعنون بـ' للمراسلة '، أما عن مواقع الزوار فسوف أقوم بتصحيحها، لك جزيل الشكر وأهلا بك.
بخصوص ردود المدونين التي تم نشرها في مدوناتهم:
فتقول الصديقة السعودية سارة ليل الجمل: "طبعا مافيش أي داعي لأؤكد على حب الشديد لعقلك هذا أولا.. ويشهد الله على ما أقوله.. إني أحسدك جدا جدا على قوتك وعنادك واصرارك.. أحب شخصيتك جدا"، وتضيف في رد آخر:"أتمنى أن أراك مثقفا تعرفك الناس كلها.. بل يعرفك العالم كله.. أتعرف لماذا؟
ثقافتك التي تغرني بالتنقيب عن عالمك.. تجعلني أتمنى ان أراك من الأسماء اللامعة في مجتمع الثقافة والأدب".
ومن باب التلميح والتصريح ذكرت في أحد الردود في مدونتها لي قائلة:"إني أجد أن الكثيرين من المدونين يطوفون كل المدونات بحثا عن أصوات لتعلق على مدونتها ورغم ذلك فهم أحرار في أسلوب تسويقهم لكتاباتهم..!
ومن بين ما تعتقده: "إننا في مرحلة إبداع ولسنا في مرحلة توجيه".
أما الأستاذ محمد الجرايحي فذكر في أحد تعليقاته الدائمة قائلا: " أشكر لك أخي هذا الطرح الجاد وإهتمامك الطيب بالأدب والثقافة.. وإشاراتك الدائمة إلى نواحي القصور".
والمسمى بالتعبير الحر ذكر في تعليق في أحد مواضيع المدونة ينتقدني ساخرا: ".. إنها حرية النقد؟ إنه القرن 21 وإنه وقت محاولة إستعمال فكرك في مكان قبول الحكايات القديمة للفلكلور بدون تحليل ولا تفكير".
والأخت أنيما بنت بلادي ذكرت في أحد تعليقاتها: "أنا كتعجبني مدونة أوراق متضاربة". وإني شاكر لك مداومة اللقاء.
الصحفية أروى تتعهد على العودة دائما للمدونة لقراءة المزيد.
نزهة الفاضلة تحيي على الجهود التي أبذلها وأتمنى أن أوفق فيها.
والأستاذة نبيلة غنيم تقول ردا على أحد حواراتي: "لقد تفوقت على نفسك في إدارة الحوار".
لكم جزيل الشكر. وللإخوة(الذين لن أنساهم أيضا) منهم: إيمان حسان، بلافرنسية، بنان، الأسعد المصطفى، والعاشق أمين، سعاد الصالح، رضوان تروان، سلوى، عاشقة الجنة،.. ورئيس التحرير جريدة دليل الإنترنت سعيد السليماني، الذي رحب بي في عالم التدوين، وكان له الفضل للتعريف بمدونتي في أوساط المبحرين المغاربة الذين يطالعون هذه الجريدة الموقرة.
لو أمكني نشر كل مايرد في إستطلاع الرأي وعدم الإكتفاء بتحليل النتائج وإعلانها لفعلت، وذلك يسهم في توقف الحراثة في البحر، وتحذف من حياتنا النشاطات غير المجدية والجهود غير المثمرة، ويتحقق الإحساس والإستجابة لحاجات الناس الحقيقة.
وقد لايكون المطلوب السبق في إجراء عمليات إستطلاع الرأي أو التقليد في ذلك، وهو السهل، وإنما المطلوب العمل على تحليل النتائج ووضعها في المكان المناسبة من خطة العمل وترجمتها إلى حقائق ملموسة توجه السير، وما توصلت به من الملحوظات والإنتقادات والإقتراحات والتزكيات والتشجيعات، سوف أعتبرها من أغلى ما أملك لتبقى مرجعا لعملي ومرشدا لطريقي وهاديا لمنهجي الذي ألزمه.. والله يقول الحق ويهدي إلى سواء السبيل.

الجمعة، 16 فبراير 2007

يوم النفير الإلكتروني لمناصرة الأقصى المبارك

إن قبلة المسلمين الأولى وموطئ قدم الرسول صلى الله عليه وسلم في معراجه الذي خصه به الله تعالى دون بقية رسله، ماتزال أسيرة الإحتلال الصهيوني الغيض وعرضة لدنس اليهود، تحوطها المؤامرات من كل جانب ويبذل العدو قصار جهده لتهويدها ومحوها من خارطة العالم الإسلامي. وتؤيده في ذلك أطراف عالمية. وهذا كله تواطؤ عالمي ضد المسلمين.
آن للمسلمين اليوم أن يتجاوزوا همومهم الذاتية وأن يسعوا إلى مشاركة إخوانهم من أهالي القدس في المأسات التي يعيشونها. ووجب عليهم أن يتحسسوا بصدق أبعاد القضية والأطراف الداخلة فيها والبرنامج الذي تتبعه في تحقيق أهدافها. وأن المعركة التي نعيشها حاليا هي معركة الذاكرة والتاريخ والإرادة. الذاكرة التي يحاول اليهود إلغاءها بمساعيهم لتهديم المسجد الأقصى وإجراء الحفريات تحته لتهوين قواعده وتعديهم على قدسية الحرم الشريف.
إن اليهود يعلملون على طمس الهوية الدينية والحضارية للقدس وتزييف تاريخها ولا يقف مخططهم عند حرمة مسجد أو قيمة أثر ديني أو قطعرة فريدة من التاريخ. وهم يريدون إلغاء الأرض والإنسان والحضارة ولابد للمسلمين من عمل معاكس تماما يكشفون به تشبتهم بالأرض وإنتصارهم للإنسان المظلوم ويعملوا لإبراز أمجاد حضارتهم. وقد بدت بعض الخطوات الصائبة على طريق التوعية الجماعية بالمشكلة، فقد خصص مجتمع التدوين اليوم الجمعة 16 فبراير 2007 م - بجعله يوما للقدس ويوم نفير إلكتروني لمناصرة الأقصى المبارك.
إن هذه الحملة لمناصرة الأقصى المبارك ليست رمزية بل محاولة إحداث يقضة جماعية في الشعور العام للأمة. ولتحقيق هذه المشاركة الوجدانية والعملية أساليب كثيرة وقد حرصت على إبداء مساهمتي كأحد المدونين المنتفضين من أجل الأقصى.
آمل أن يكون هذا قد وفى بعض الشيء من الواجب تجاه القدس وأهلها المجاهدين. ولايسعني هنا سوى الإشادة بالجهاد الكبير الذي خاضه ويخوضه أبطال ثورة الحجارة يوميا من أجل إثبات الهوية وإسترداد الحقوق المغتصبة، فليس إذن أقل علينا من أن نشاركهم بالقلوب وما نستطيع عليه من مال، إن عز علينا ماهو أكثر وأن يسأل كل مسلم منا نفسه: أي نحن من القدس وقضيتها يامسلمين؟!.

الجمعة، 9 فبراير 2007

حوار

* الو..
- الو..
* حضرت أمس البارحة لندوة ممتعة، وتمنيت لو أنك تكونين معي..
- مع من ذهبت؟
* مجموعة من الأصدقاء!
- والصديقات!
* ثلاثة فقط! ..
- أظن واحدة تكفي!
* يعني؟
- لتظل تحدثها طوال الندوة !
* يا أختي حرام عليك!..
- حلال أم حرام.. المهم لماذا تذكرتني!
* لأن ماطرح من القضايا والآراء من النوع الذي تحبينه.. فن.. وأدب.. وفلسفة.. وشعر! .
- والسيدات الفاضلات في أي مجال من المجالات هذا كله .
* احداهن اديبة؟.
- والثانية! .
* والثانية شاعرة!.
- والثالثة!؟؟.
* باهرة !..
- باهرة الجمال!
* لا.. باهرة الثقافة؟
- يا سلام .
* مدونة تعيش في المملكة المتحدة !
- وحدها؟
* نعم ..
- ياعيني !.
* ربي يقي عينك! ..
- ولماذا تذكرتني مادامت السيدة المبدعة مدونة باهرة.. و..
* عمرها خمسون عاما!..
- يعني !..
* يعني مايعنيه.. انني لا اتعامل مع الأثار!..
- ليتها تسمعك!!..
* ليتها تسمعني.. لقد بدت لي في العشرين حيوية.. وابتهاج.. وأحلام للمستقبل! ..
- مستقبلها!؟.
* لا.. مستقبلي!
- أنت رجل بلا مستقبل ..
* أنت مستقبلي!
- يا ..
- يا ..

الجمعة، 2 فبراير 2007

تأملات في أوراق متضاربة - الجزء 2

مدونتك أطلقت عليها ((أوراق متضاربة .. رسائل في زمن الواحد والكل)) فماذا تعني هذه التسمية بالنسبة لك؟
كنت أطمح أن أصل بانسانيتي كانسان ينتمي الى مجتمع معين.. أطمح أن يصل هذا المجتمع أيضا الى مستوى أفضل ولكوني إنسانا أعيش في العالم ككل كنت أتمنى أن يعيش العالم في إستقرار وهدوء وسلام وكلها أشياء نفتقدها وغير موجودة، في عالمنا العربي لم يصل الإنسان إلى أهدافه التي يطمح لها ولم تصل مجتمعتنا الى المكانة التي كنا نتمنى أن تصل لها.. هناك الحروب والتقسم والإنشقاق إن طموحي بالنسبة للمجتمع الإنساني في مثله مثل الإنسان الذي يعاني من الإضطراب الفكري وأقصى أمانيه أن يمتلك أوراقا ليفرغ فيها مايحز ذاته في وسط أجاج.
هذه تفاعلات مجتمعية أعتقد أنها خلقت عنوان مدونتي.. هذا العنوان نفسه هو عنوان لعدة تدوينات تعبر عن قضية أوراق متضاربة .. رسائل في زمن الواحد والكل وما أغلى هذا الواحد في زمن كله أجاج.
أوراق متضاربة .. رسائل في زمن الواحد والكل. يمكن أن ترى من مستويين. المستوى الأول هو المستوى المباشر البسيط. حيث يمكن أن تكون اللغة والمفردات مقصورة على دلالتها الأولية وهنا سيكون عنوان المدونة يعبر عن القساوة القلمية -على صعيد الكتابة- أمام تغير الزمن السائد.
المستوى الثاني هو المستوى ((الرمزي)) غير المباشر، وهو جوهر العملية الكتابية، حيث يصبح العنوان هو عنوان التعبير عن الصراع بين الموجب والسالب، بين القيم النبيلة وبين القيم الخسة، بين التخلف والتقدم.
وفي هذا الصراع فإن التخلف والخسة والسالب يقهر التقدم والنبل والموجب ويطرده -مؤقتا- من موقعه الذي كان يفيض منه بالخير على الجميع: المجد الغابر العربي، فلا شك أننا نحن أهل الثقافة والعلم والمعرفة ولكن ينقصنا من يعمم هذا على الملأ وينشره بالعالم العربي والغربي.
أوراق متضاربة .. رسائل في زمن الواحد والكل. -إذن- هو كل معنى يبعث في نفس المثقف الثقة بالنفس لتحفيزه وسيره نحو طريق علمي يخدم الوطن العربي والعالم أجمع.
على أننا لابد أن نقول أن هذه الفكرة -وعذرا للتعبير غير الدقيق- هي فكرة تقليدية ومألوفة. ولذلك فمن المنتظر أن يكون تجسدها الفني تقليديا مألوفا هو الآخر، وتكاد أن تصبح ((ثباتا)) جديدا.
فالعنوان كله يكرر نفس المعنى بتعبيرات مختلفة، إلى الطرف الثاني، الذي هو -بمعنى من المعاني- يحمل نوعا من الإلتزام الإيجابي الذي ينبغي أن يختم الطرف الأول الذي يعبر عن الإضطراب والخلط الفكري.
إن الوعي الإجتماعي عند المبدع، هو جزء من الوعي الجماعي. ولعل هذه الرؤية المشتركة هي مايربط الواحد بالكل ـ
وإن كانت هذه السمة تختلف لإختلاف منابع الثقافة التي نهل منها كل منهما.
صحيح أن مثل هذه المعاني تحمل فائدة ((مضمونية))، -إذا صحت الكلمة- إذ يعني أن هناك عوامل عديدة جعلت الأوراق متضاربة وأن الطبيعة أو البيئة أو المجتمع أو الزمن رسول -بمعنى من المعاني- الى قطبي العملية الإبداعية المرسل - المستقبل، كذلك.
هذا صحيح، لكن هذا التعبير البسيط والشافي ذو تأثير مباشر في طبيعة العلاقات المجتمعية، لذا يتعين الوقوف والإستمرار في كتابة الأوراق، تلك الرسائل التي تنطلق من رؤية مجتمعية، ليقرأها المجتمع ويعرفها.
وعلى أي حال فالتأملات مازالت مستمرة.. نرفع الجلسة الى موعد آخر.

الجمعة، 26 يناير 2007

من أجل تواصل بناء بين الناشر والقارئ

نشكر لك مطالعتك لمدونتنا:((مدونة أوراق متضاربة)) ورغبة في تواصل بناء بين الناشر والقارئ، وباعتبار أن رأيك مهم بالنسبة لي، فيسعدني أن ترسل إلي دائما بملاحظاتك، لكي ندفع سويا مسيرتنا إلى الأمام ويعود النفع على القارئ وإلي .
أريد تطوير المدونة إلى الصورة الفُضلى التي أنشدها دائما ويمكن إعتبار هذه السطور بمثابة دعاية أو إعلان لجلب مزيد من الأصدقاء أو القراء للمشاركة فيها، وأيضا أريد فتح الباب (أكثر) للمناقشة حول الكثير من القضايا والمشكلات والأفكار والإقتراحات التي يمكن أن تشكل إضافات تغني المسيرة، وتنير، الطريق، كمحاولة جديدة وضرورة صحية .
هذا مع العلم أن آخر تعليق وصلني ولم أوجزه للنشر وهذا طبيعي لأنه خارج عن الموضوع المطروح، وصاحبة التعليق تعرف الشرط مسبقا وقد أشارت في تعليقها تذكرني فيه ببعض المسائل التي لابد من توفرها في المدونة (كالبريد الإلكتروني لمراسلة صاحب المدونة لأي ملاحظة أو إستفسار مثلا). وترجح في تعليقها أن مدونتي غنية لكن ينقصها بعض الأساسيات لتكون متكاملة. والحقيقة أني كنت أحاول تعديل قالب المدونة بشكل مقبول قادر على ترك القارئ حين يقرأ المدونة مريحا ولا يؤثر على عينيه، ويعني أن يكون القالب صحيا. ودام ذلك ردحا من الزمن لم أتمكن خلالها من إضافة الأشياء الأخرى وأقتصر ما تمكنت في أن يكون محتوى المدونة جليا واضحا، عذرا لصاحبة التعليق وللمعلقين الآخرين الذين أبدوا بملاحظاتهم (وقد راسلتهم بهذا الشأن) ولكل من زاروا المدونة وخاب أملهم في مراسلتي أو إضافة تعليق في مراحل التعديل .
إذن: وبإعتبار الشورى من مقومات المجتمع فسأطرح عليكم مجموعة من الأسئلة أطمح في أن تجيبوا عليها بمجرد الإنتهاء من قراءتها. إذ أنني بصدد تقييم (أو تقويم) تجربة التدوين، وملاحظاتك وإقتراحاتك تهمني من أجل تطوير هذه الورقية ليقدم فيها ماتطمح إليه. الأسئلة التالية هي لمجرد فتح الشهية ويمكنك الإجابة على بعضها إذا لم ترغب الإجابة عليها جميعها. بل يمكنك كتابة أية تعليقات إضافية ترغب فيها من أجل رصد التجربة .
أ- قدم وصفا لإنطباعك عن هذه المدونة وماتقدمه لك .
ب- من أين عرفت هذه المدونة: محرك بحث/ترشيح من صديق/إعلان .
ج- ما رأيك في مدة التحديث: قصيرة/معقولة/طويلة، (لطفا وضح لما) .
د- ماهو أفضل ماقدمته لك هذه المدونة وما ترغب في أن تقدمه لك .
ه- هل تحب وجود روابط داخلية لموضوعات داخل المدونة تأخدك إلى مواقع أخرى وهل هناك فائدة في تفعيل هذه الخاصية وماذا عن تقديم الإعلانات أو إلغائها؟ .
و- هل هناك مالا يعجبك في هذه المدونة؟ (لطفا وضح لما) .
ز- هل صادفت أخطاء عفوية أثناء قراءتك للمدونة؟ نادرا/يوجد أخطاء عفوية/موضع الخطأ...... .
ولك شكري، فلا تتوان ودون ما يجول في خاطرك وإلى لقاء جديد مع مدونة جديدة صباح الأسبوع المقبل .

الجمعة، 19 يناير 2007

عام الحزن 1428 هـ

منذ بدء الخليقة والأحداث تتغير والأيام تتبدل. فالحياة ليست عيونا تذرف الدموع، وهي كذلك ليست أفواها تطلق الضحكات، أنها تتغير من دمعة لضحكة ومن غفوة حلم إلى صحوة ألم، والشجاع منا فقط من يستطيع أن يضحك ودموعه ملء أحداقه.
وهكذا الحياة بالأحداث تتغير.. كنت صاخبا سارحا في مكتبي.
في صباح هذا اليوم بالذات، فأحسست أنه يوم غير عادي.
فعقلي يحدثني بشيئ غريب ربما وإقتراحا مثيرا .. لكن الحقيقة تملي علي أن أروي ما عندي بلا تحفضات أو حساسيات.
خلاصة القول أن الإقتراح يقول: أن نبدأ عامنا الجديد 1428هـ بطريقة جديدة نستمدها (بكل أسف) من واقعنا المرير ألا وهو إعلان اليوم الأول من العام الهجري الجديد ((يوما حزينا)) أو ((غاضبا)) نقف فيه حدادا وحزنا على شهداء مخيمات الفلسطينيين وفي لبنان وأيضا شعب العراق وتعبيرا عن مشاعر أمة بأكملها.
وفي هذا اليوم تقدم أجهزة الإعلام من صحافة إذاعة مدونات قرارات الإدانة وبيانات الشجب ومشاركات الدول الأوربية وغيرها في القضية العربية، وتنقل هذا كله وكالات الأنباء العالمية حيث تدلل على أن الأيام لاتنسينا أحزاننا ولاشهداء معاركنا. نعم أن هذا لن يعيد للذين سحقتهم ((القوات المعادية)) في الخيام أو الذين بقرت بطونهم كالحيوانات أو الذين قطعت أذرعهم وأرجلهم رشاشات وطعنات المعسكرات الغازية، ولكنه شيء ضروري ومفيد في هذه اللحظات التي ينقضي ويمر فيها عام حزين حزين ويأتي عام جديد يدفع أمامه مظالم وأحزان الأرض السلبية، يدفع أمامه بحار الدماء وتلال الجثت البشرية، يدفع أمامه صراخ وعويل الأطفال والمجروحين، يدفع أمامه أصحاب العاهات والمشوهين. إنه عام جديد بشهوره وأيامه وأحداثه، إنه عام نحن فيه غاضبون من أحداث أعوام كثيرة مضت، ولكننا متفائلون.
فإذا كنت قد تجاوزت حدودي في هذا الإقتراح فالجاني هنا هو الصدق وحده.
سنة سعيدة.
وكل عام وأنتم بخير

الجمعة، 12 يناير 2007

همسة نفس دافئة

يا حبيبتي..
مشتاق إليك..
ها أنت إلى جواري.. مسمرة إلى مكتبك، تحيط بك الأوراق المبعثرة.. يلفك بخار القهوة الصباحية في هذا اليوم البارد، ويحجب ملامح وجهك عن عيني!،
لا أرى عينك، لا أرى وجهك البشوش، ونظرتك والألف مغزى!.
مشتاق إليك!.
لحظات طويلة لم يعبر بيننا حديث.. ولم تسافر على وجهنا إبتسامة..
آه لم نتبادل ولو كلمة.. كلانا هائم في دنياه، في دنيا أفكاره والتي ترسوا في كتاباته وكلماته، نسطر ماذا؟ نقول ماذا؟ !.
مشتاق إلى إبداعاتك..
مشتاق إلى سمع صرير قليمك الهامس، إلى كلمة حنان تتدحرج بين أسطر مقالاتك، فأضحك، وأرخي مخيلتي لتسبح إلى عالم ثالت غريب كوجهك، اتركي أناملك تغوص في شعرك وتبعثره، عسى أن تستيقظ فكرة، تفككي جدائلها، بمداد لسانك، وتزرع بينها ألوان الحنان الدافئة، توقظ الشوق إليك.. توقظ نوما في أعماقي للسفر في رحلة فكر طويلة تبدد آهات الحزن ومشاعر الكآبة الجاثمة على جبين أيامنا..
مشتاق إليك حبيبتي! .
ها أنت إلى جواري.. ولا أراك! .
لا أسمع.. صوتك! .
صداك يشق زحام بخار القهوة ويأتيني بأحساس غريب.. بلهفة للإلتصاق بك للإختباء بظل عينيك.
مشتاق إليك.. ياحبيبتي..
مشتاق إليك بكل فكر دفين في عقلي، بكل حب يرقص في فؤادي، بكل ما يعنيه الإشتياق مشتاق إليك.
مشتاق، إلى ذاتك العامقة التائهة في بحر التساؤل، تبحث في الوجود لها.. عن طريق! .
حبنا ياصديقتي هو الطريق، هو المنارة والشاطئ الأمين، حيث ترسو كل أفكارنا، لتشكل أوراقا متضاربة، وسفينة تتعهد بالسير الأمين وعلى المدى البعيد! .

الجمعة، 5 يناير 2007

العلمانية تعزز من سوء التفاهم مع الإسلام

لقد أثارت مدونة: " نكنييف الحنون " في عالم التدوين عواصف من المساءلات وردود الفعل المتباينة. وذلك إبتداء من الدفاع المطلق عن صاحب المدونة وماورد فيها من تجديف على الله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بإسم حرية التعبير وحقوق الإنسان، وعبورا بالمطالبة بمحاكمته وتراجعه عما سبب من إساءة بالغة لمشاعر الجماعة الإسلامية. وإنتهاء بأمر حذف المدونة. هذا فضلا عن التظاهرات الإحتجاجية المستنكرة له. التي عمت هنا وهناك على الواقع الإفتراضي وإنشاء بعض المواقع الغيورة والتي تهدف إلى وقف الإساءة برب العباد، وشخص الرسول، ودين الإسلام. من خلال مثقفين مسلمين ضده. وإجتنابا لردود الفعل العنيفة على هذه المسألة سأحاول رصدها من خلال هذه المقابلة مع المدون سعيد ناصر بصفته مثقف مسلم غيور على دينه.
ـ ..........: ما حكمك على مدونة " نكنييف الحنون " ؟
ـ سعيد ناصر: إن المدونة عبارة عن مقالات، ومن إختصاص النقد الديني وأهل الدين أن يتعرضوا لها، في المقام الأول، لكن هذه المدونة تمس المقدس الجوهري في كل وجود إنساني والمكونة لكل مجتمع. وإني لأعرف مجتمعا سواء كان قديما أو حديثا لم يُجذر واقع وجوده في مقدس منتشر بالضرورة. إني أرفض مبدئيا القول بأن الكاتب له الحق بقول وكتابة كل شيئ. وقد إرتكب نكنييف الحنون أكثر من حماقة. بإعتبار الله وشخص النبي مقدسا بالنسبة للمسلمين ولا بد من إحترامه كما هو. سواء مجال التخيل الأدبي أو في مجال التعبير عن وضع معين. كما أن المدونة إقترنت في أكثر جوانبها على الإساءة البالغة لله ونبيه وبمشاعر الجماعة الإسلامية .
فأقول: لا لهذه المدونة لأنها لم تكتف بإستخدام رموز وصور متعلقة بالتاريخ الذاتي لمجموعة. إنما يرجع إلى حوادث كانت في أصل الإسلام وإلى مُثل تخص الوجود الإنساني. كون النبي هو مثال الوجود الإنساني. ووظيفته إبلاغ الرسالة عن طريق الوحي .
ـ ..........: بوصفك مثقفا مسلما ماهو إنطباعك على ما كتب فيها ؟
ـ سعيد ناصر: بالنسبة لي تعتبر هذه المدونة أكبر من قضية لأنها تمس الضمير العالمي وليس الضمير المسلم .
إني أرفض هذا التجدديف على الله والرسول محمد بإسم حرية التعبير وحقوق الإنسان والتي تعتمد فيه على مراجع زاعمة أنها علمية وعقلية. هذه الثقافة العامة مطبوعة بفلسفة عصر الأنوار فقط. لاشك في أنها سمحت بتطورات واقعية وخاصة في تأكيدها حقوق الإنسان إلا أنها أصبحت اليوم متجاوزة في الإطار الثقافي .
ـ ..........: وماذا عن شخص المدون ؟
ـ سعيد ناصر: لقد إهتز الضمير المسلم هو أيضا من هذه المدونة كما هزتني في العمق. لكن هل تتفقون معي في أن الموضوع لايقف عند هذا الحد ـ إن الوضع الإنساني الذي يفترضه الخطاب النبوي يرجع إلى الآخر المطلق الذي نستطيع تسميته بالله. والذي لابد من قوله أن صاحب المدونة مرجعه هو الفكر العلماني المنبثق عن فلسفة عصر الأنوار. هذا الفكر الذي همش مطلق الله .
ـ ..........: ماذا يمكن أن تقول أيضا ؟
ـ سعيد ناصر: هذا الشخص وقع له سوء تفاهم مع الإسلام. ضمن فكر مقتصر على وضعية وتاريخانية واحدة. وليعلم علم اليقين أن الوضع الإنساني تحقق على حساب ثقافة دينية وعلى حساب دعوة روحية للإنسان فتحها له الوحي بدون أن تكون مفصولة عن التجربة النبوية. { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} .
ـ ..........: ما تتمناه إذا هو الرجوع إلى الدين الإسلامي .
ـ سعيد ناصر: إن إغفال دور الدين في المجتمع وإعتباره ((لعنة)) حلت على البشرية كما يروج البعض، تحت شعار أنه يهدد ((مكاسب العلمانية)) يعتبر إجحافا خطيرا وإنتقاما مشينا لكل ما يحمله من قيم إنسانية وأخلاقية للمجتمع بل يعتبر إستعلاء وإحتقارا لمشاعر وأحاسيس الغالبية المؤمنة به. مما يجعل العلمانية، نخبة مستكبرة ومنغلقة على هموم المجتمع تريد فرضها كدين جديد من أجل أن تضفي على قوانينها الزمنية هالة قدسية متعالية على حساب الأديان الأخرى .
فإذا كان سعيد ناصر أو غيره يطالب بإعادة إدخال الله والوحي المقدس إلى المجتمع دون تمييز -وهنا تكمن نقطة الضعف- مابين ماهو ثابت في الدين وماهو متغير من قوانين زمنية مستوحية منه، فهذا على أي حال لا يقلل ولايبرر قط إهمال أو إقصاء ماطرحه هو من مساءلات قيمة جديرة بالإهتمام والمناقشة، بل كفيلة بفسح المجال لإرساء المقدمات الأولى لقواعد الحوار البناء للإسلام .
هذا وقد قال الله في كتابه ((القرآن الكريم)) سورة النساء الأية 136 : { يا أيها الذين ءامنوا ءامنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا } .
ورب قارئ يسأل لم حفل القرآن بأخبار ماسبق من الأديان حتى إكتمال رسالة الإسلام؟ والجواب بسيط ... لأن الإسلام دعوة عالمية لإيمان إلى جميع الناس ... ولأن الدين عند الله الإسلام. {إن الدين عند الله الإسلام } {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} .
وللأنفس الملحدة يقول الله الكريم: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} ومن أين لهم البرهان إن هم إلا يخرصون . ويطول الحوار معهم في أناة وصبر ... يدعوهم القرآن للهدى والإيمان ولكنهم يودون رد المؤمنين إلى الكفر حسدا من بعد ما تبين لهم أنه الحق من الله .بعد كل هذا فلنقرأ قوله تبارك وتعالى : {فإن ءامنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم }.