الجمعة، 2 نوفمبر 2007

سينما العنف وثقافة التسلية

لايخلو هذا العنوان من طرافة وتشويق، كما أن موضوعه يحتاج إلى عمق في التحليل، والبصيرة الثاقبة في الوقت نفسه. لقد كُتبت مجموعة من المقالات كتبها عدد من المتخصصين عن ((سينما العنف)). وأضاف الناقدون تحليلاتهم ومنهم المؤيد والمعارض.
لكن يبقى السؤال الجوهري مطروحا والذي يجمع بين المقالات المختلفة التي كُتبت في هذا الصدد، هو هل يجب أن تزيد، أو تقل، أفلام العنف؟
الملاحظ أن موجة هذه الأفلام، ذات الميزانيات الضخمة التي تزداد باستمرار، وما يصاحبها من معجزات الأعمال الخارقة، والمؤثرات الخاصة تكتسح من طريقها كل شيء. ويتفق كل من كتبوا عن سينما العنف ان هذا البحر الزاخر بهذه الأفلام يعبر عن حدوث تحول جذري في ثقافة التسلية.
هناك منهم من يقول صراحة ((أحب أفلام العنف))، والثاني يقول ((أحب أفلام العنف الجيدة))، وثالث يشرح موقفه ((يبدو لي ان التفكير في العنف يجعلني اشعر بارتياح، ويهدئ من روعي ويطهر روحي)). ويعترف آخرون بأنه عقب مشاهدة أحد أفلام العنف شعروا باستمتاع رغم انهم يقرون في نفس الوقت بأن كل هذا العنف لايمكن إلا أن يكون مناقضا لمعنى الثقافة الراقية.
ويذكر أحد النقاد، أننا يجب أن نأخد أعمال السينما الأمريكية على سبيل المثال على مأخد من الجد فبعد انتهاء الحرب الفيتنامية، وما اسفر عن ذلك من انحطاط الروح المعنوية في المجتمع الأمريكي، اصبح هذا المجتمع في احتياج شديد لنمط جديد من الأبطال الخارقين للعادة لكي تتم من خلالهم ترميم وإعادة بناء الكبرياء الأمريكية المهيضة. وثبت أن لصناعة السينما في هوليولد معنياً لاينضب ابداً في هذا المجال. ان المشاهد المعاصر الذي يرى الأسلحة العجيبة التي في حوزة هؤلاء الأبطال، يدرك جيداً ان المسألة كلها خيال في خيال وهو يعي جيداً أنه يستمتع بما يراه من أجل المتعة فقط لا من أجل الخروج من السينما لكي يقلد من رآهم على الشاشة.
ويمضي ناقد آخر خطوة أبعد قيقول ان سينما العنف تمثل ثورة بركانية للعقائد الوثنية البدائية الموجودة في صلب الحضارة الغربية. ان المشاهد يشعر بفرح شديد عندما يجد البطل يدخل احد المحال ويقوم بتحطيم كل شيء موجود على الأرفف به وهو يتخيل أنها رؤوس أعدائه وخصومه.
لكن دعونا نخرج بخلاصة وهي : ماذا يحدث، لو أن الأفلام جسدت العنف المعتاد في الحياة اليومية بالضبط ودون زيادة أو نقصان؟.. ان المشاهد سيتوقف نهائيا عن الذهاب للسينما.
مارأيكم؟.