الجمعة، 4 أغسطس 2006

فوق الروابي

كيف يمكن أن تشرق إبتسامة الصباح الوضاح وتنجلي، لتحل موضعها رقة الربيع، واخضرار الطبيعة.
الجو مخيف وصوت الرعد يعلن عن قدوم أمطار غزيرة، ماعادت الشمس تشرق بمحياها الوديع، وهكذا بدأت الكآبة تجتو.. برهات من السكون ترافق الظلمة.. طال العهد واستمر الذل يتجاوز الشهور. القلب يفقد عنان العزيمة خوفا من المستقبل، فلم البكاء على معالم قديمة، مادام الإنسان خلق ليواجه التحدي ويربح الرهان، وإلا فالإستسلام يعيق الإستمرار.. فمن قاوم نال ماتشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.
إن مواجهة المسافات الطوال تبدأ بأول خطوة. والحكيم من يترك العامي يتشدق، وإذا تكلم هو نطق بمعنى، إذ ليس العبرة في كثرة القيل والقال.
صاحب النية يتمطى صهوة جواد أبيض، فمن كان كثير الخداع، لاشك ثعلبا ماكرا، ومن عاش عديم الحيل وصافي السريرة، لابد أنه حمل وديع سيصبح أضحية في الأعياد المجيدة من أجل البهجة والفرحة المطلقة، وبينهما ذو الوجهين. ولامبدأ له غير نهش فريسته.
وتنتهي الطريق المعبدة.. فيستعصي النوم وتعظم الخشية مما يمكن أن يخبأه المستقبل!! الخشية من إفناء بقية العمر خلف هذه الروابي.. ولن يتحقق ذلك إلا بانبلاج أسارير التناغم واليقين، وليس الشك.. وينتهي كل شيء.