الجمعة، 19 يناير 2007

عام الحزن 1428 هـ

منذ بدء الخليقة والأحداث تتغير والأيام تتبدل. فالحياة ليست عيونا تذرف الدموع، وهي كذلك ليست أفواها تطلق الضحكات، أنها تتغير من دمعة لضحكة ومن غفوة حلم إلى صحوة ألم، والشجاع منا فقط من يستطيع أن يضحك ودموعه ملء أحداقه.
وهكذا الحياة بالأحداث تتغير.. كنت صاخبا سارحا في مكتبي.
في صباح هذا اليوم بالذات، فأحسست أنه يوم غير عادي.
فعقلي يحدثني بشيئ غريب ربما وإقتراحا مثيرا .. لكن الحقيقة تملي علي أن أروي ما عندي بلا تحفضات أو حساسيات.
خلاصة القول أن الإقتراح يقول: أن نبدأ عامنا الجديد 1428هـ بطريقة جديدة نستمدها (بكل أسف) من واقعنا المرير ألا وهو إعلان اليوم الأول من العام الهجري الجديد ((يوما حزينا)) أو ((غاضبا)) نقف فيه حدادا وحزنا على شهداء مخيمات الفلسطينيين وفي لبنان وأيضا شعب العراق وتعبيرا عن مشاعر أمة بأكملها.
وفي هذا اليوم تقدم أجهزة الإعلام من صحافة إذاعة مدونات قرارات الإدانة وبيانات الشجب ومشاركات الدول الأوربية وغيرها في القضية العربية، وتنقل هذا كله وكالات الأنباء العالمية حيث تدلل على أن الأيام لاتنسينا أحزاننا ولاشهداء معاركنا. نعم أن هذا لن يعيد للذين سحقتهم ((القوات المعادية)) في الخيام أو الذين بقرت بطونهم كالحيوانات أو الذين قطعت أذرعهم وأرجلهم رشاشات وطعنات المعسكرات الغازية، ولكنه شيء ضروري ومفيد في هذه اللحظات التي ينقضي ويمر فيها عام حزين حزين ويأتي عام جديد يدفع أمامه مظالم وأحزان الأرض السلبية، يدفع أمامه بحار الدماء وتلال الجثت البشرية، يدفع أمامه صراخ وعويل الأطفال والمجروحين، يدفع أمامه أصحاب العاهات والمشوهين. إنه عام جديد بشهوره وأيامه وأحداثه، إنه عام نحن فيه غاضبون من أحداث أعوام كثيرة مضت، ولكننا متفائلون.
فإذا كنت قد تجاوزت حدودي في هذا الإقتراح فالجاني هنا هو الصدق وحده.
سنة سعيدة.
وكل عام وأنتم بخير