الجمعة، 9 نوفمبر 2007

عن أهمية التدوين في نهضة المجتمع

سبق أن تحدثنا في مقالات عديدة عن مسألة التدوين في مجتمعنا وما تعطيه هذه التدوينات لاحداث الواقع من قوة تأثيرية بالغة العمق تترجم الكثير من احداثه..
ولذلك يعطي المدونون المتميزون في مجال التدوين العالمي والعربي اهمية استثنائية للموضوعيّة الجادّة باعتبارها لوحة من الواقع الحسّاس المُصوّر الذي يعكس بامانة ودقة صراع الأحداث وتشابكها لتجسمه في إطار من النزاهة والمصداقية بعيداً عن الذاتية.
واعترف ان مجتمع التدوين الطيب، مازال وليدا في مجتمعنا لم يبلغ بعد سن الرشد، لأن المهتمين بعالم التدوين والموهوبين فيه اندرجوا في صياغة إدراجات <لاتسمن ولاتغن> وهم في هذا الإتجاه معذورون لفقرهم الثقافي أو سوء فهمهم في هدف وجودهم في هذا المجتمع الإفتراضي. لكن من الإنصاف أن نتحدث انه في الآونة الأخيرة انضم الى هذا المجتمع الكبير، مدونون جادون لهم باع في الصياغة التدوينية، لأن واقعهم والمامهم الثقافي الواسع، دفعهم الى هذه التجربة الصعبة. ومع الدوافع القيمة والنتائج الباهرة لهذا المجتمع الفذ، فإن هؤلاء الجيران، ساهموا في الكتابة التدوينية لأجل القضايا المشتركة والمصلحة العامة، جعلت مجتمع التدوين يقطع أشواطاً إضافية ونسقاً جديداً، لعل أهمها (الإنتفاضات والحملات التدوينية) والتي تتناول احداثها الصحافة، لكن ما من احد اشار، مجرد اشارة للتدوين وهذا ما يدعو الى الغرابة فعلا كأنما التدوين جهد ثانوي لايستحق الإشارة الى أهميته.
ان مجتمع التدوين مدعو الى تعضيد هذه التجربة الإفتراضية الصعبة وتسليط الأضواء عليها لا بالتحليل، فهذا شأن شيوخه ومن لهم التجربة العميقة، ولكن بالإشارة إليها والإعلان عنها، لأنها تشكل رافدا جديدا في نهضتنا بشكل مختلف، (لإختلاف مشاربنا وطرق تفكيرنا) ودعوة الى تعضيد المدون الصادق الحقيقي وكفانا الإشتراك في لعبة العلاقات الشخصية.