الجمعة، 27 يونيو 2008

سنتين من الإنطلاقة التدوينية.. !

ها هو العام الثاني من عمر مدونتنا يوشك على الرحيل، فأين نحن من تحقيق الحلم الذي كانت من أجله الإنطلاقة، أين نحن من تحقيق الأمل الذي خلفته مدونات المدونين الأوائل في عيون المجتمعات العربية ؟!
أسئلة تأتينا دوماً، أو هي حاضرة فينا لا تفارقنا، غير أن حضورها مع ذكرى إنطلاقة مدونتي له شكل آخر أكثر إلحاحاً.. فكيف والحال أنها الذكرى الثانية - الذكرى التدوينية التي تأتي وقد تطور المدوّنون الذين كان لقلمهم الإسهام الأول في صنع مجتمع التدوين، وبعد أن غيّب الحجب وأشياء أخرى لا يسعنا ذكرها العديد من المدوّنين، والمئات من الذين رأوا في هذا المجتمع طريقهم نحو الحقيقة.. طريقهم نحو الحرية.
لن نقول أننا قد أصبحنا (قاب قوسين أو أدنى) من تحقيق الحلم الكبير، ولكننا نستطيع القول أننا قطعنا شوطاً من المشوار الذي ندرك أنه طويل، وطويل جداً.. وأننا لا زلنا نحتفظ بالحلم نضراً ومتوهجا كما كان، وأكثر.. فالمدوّن الأوّل لا زال قادراً على قول كلمته. والمدونين الجدد الذين ولد فيهم الأمل بعد أن اكتحلت عيونهم بمرأى المدونين الأوائل أمسوا اليوم هم المدونون الذين بهم تكتمل العملية التدوينية، وشيوخ التدوين لا زال فيهم عنفوان اليوم الأول.
لذلك سوف نحتفل بالذكرى، سوف نفرح بنقطة الضوء التي يشعلها الحلم في الظلام المحيط، وسنستعيد ذكرى السنتين التي مضت بما فيها من إخفاقات وإنتصارات.
أما الإحتفال، فسيكون بإدراج خاص عن السنتين الماضيتين، ومراجعة ما بث لي هنا من مقالات وتدوينات، وكذلك ما بثه القارئ أيضا في حق المدونة، وملاحظاته وتعليقاته الجديرة بالإهتمام.
فإلى اللقاء في مدونة الشهر المقبل بحول الله.. وكل عام وأنتم بخير.
ملحوظة لها علاقة بما سبق
كان قد سبق لي أن قمت بتجربة إنتقالية بين المنصات التدوينية العربية منها والعالمية ودام ذلك لأكثر من سنة ونصف.

الجمعة، 20 يونيو 2008

الأسلوب الماهر

الرسام الماهر يعتمد دائما أسلوب التأني والتريث، أثناء قيامه بعمله : لا يرتحل ولا يندفع ولا يخضع للسطحية والحماسة. يرسم الصورة في ذهنه... ثم يترجمها الى الواقع على شكل لوحة ساحرة جذابة...
ويُعجبني في الرسام أنه متواضع مع عمله، لا يتوهم أنه لا يخطئ، بل تراه بين الحين والحين يرجع الى الوراء قليلا، ينظر الى لوحته، يزيد عليها أو يُنقص منها ثم يُنقحها... وكذلك يفعل طوال مدة القيام بهذا العمل الإبداعي، فيخرج الرسم في النهاية منسجما منظما متكاملا.
بهذا الأسلوب يتقدم الإنسان والفنان... أي إنسان أو أي فنان... وينال شهرة كبيرة. تُرى لماذا لا يسلك رواد التدوين والإنترنت وكل من له صلة بذلك، أسلوب التأني والتفكير الشمولي العميق حين يدونون، ويتراجعون، بلا وجل ولا خجل، إذا استدعت المصلحة، قبل فوات الأوان... حتى لا يوقعوا أنفسهم في متاهة لا بداية لها ولا نهاية، فتصبح حياتهم تسبح في بحر من الفتن والمشاكل.

الجمعة، 6 يونيو 2008

كلمة فلسطينية

بعد نحو 60 سنة من احتلالها رسميا، لاتزال معركة فلسطين الأولى هي معركة تحريرها الحقيقي.
بالطبع هناك إجماع فلسطيني على أن معركة التحرير لها الأولوية الآن. لكن مقابل ذلك هناك ((سوء فهم)) لدى بعض الفلسطينيين حول مضمون هذا التحرير وطبيعته.
فتحرير فلسطين الحقيقي لايعني ((تحريرها)) عن عروبتها وعن روابطها القوية مع الدول العربية، كما يرى البعض. كما أنه لايعني تحريرها عن النزاع مع إسرائيل وعن الموقف الموحد تجاه الأخطار والمطامع الصهيونية المتعددة، كما يتصور البعض، لأن إسرائيل لاتعفي فلسطين من مطامعها بل ان لها فيها ((حصة كبيرة)). وتحرير فلسطين الحقيقي لايعني تكريس انتصار فئة على فئة، وتجريد نصف الفلسطينيين من فلسطينيتهم على أساس أن لديهم تصورا للوطن مختلفا عن تصور النصف الآخر. كما أن تحرير فلسطين لايعني مسايرة الدول العربية وتنفيذ خططها ولو كانت على حساب روابط هذا البلد العربية على أساس أن العرب ((خيبوا أمل فلسطين ولم يقفوا معها كما يجب)) كما يقول البعض.
والواقع أن الفلسطينيين بأكثريتهم، يؤمنون بأن تحرير فلسطين الحقيقي يبدأ بتحريرها من السيطرة الإسرائيلية، سواء اتخدت هذه السيطرة شكل الوجود العسكري - وما يرافق ذلك من اشعال الفتن - أو اتخدت شكل اقامة علاقات قوية مع بعض القوى الفلسطينية بحيث تخدم أهداف الحكومة الإسرائيلية، أو اتخدت شكل ((تطبيع)) العلاقات بحيث تصبح فلسطين امتدادا لإسرائيل وربما استكمالا لها على الصعيد السياسي والإقتصادي والعسكري.
والشعب الفلسطيني يدرك تماما أنه يخوض الآن أصعب معركة لتحقيق تحرير فلسطين.
فهو لايحارب فقط عدواً خارجياً، بل يحارب أيضا عدواً داخلياً. وهو لايحارب فقط خصوماً مكشوفين بل يحارب أيضا خصوماً متسترين بثياب الصداقة والود.
وكان الشعب الفلسطيني يأمل، في ذكرى الإحتلال التي صادفت النصف الثاني من الشهر الماضي، أن يكون التحرر من الإسرائيليين هذا العام. لكن ذلك لم يحدث، ربما لأن الوعود الغربية لم تتخد شكل الضمانات.
لكن استمرار الإحتلال الإسرائيلي ليس إلا دليلا إضافيا على أن الطريق الذي يسير فيه الشعب الفلسطيني هو الصحيح، وان اصراره على إبقاء فلسطين ضمن الأسرة العربية يجعل إسرائيل تتصلب ولاتتساهل وتضع شروطاً تلو الشروط.
فالشعب الفلسطيني ليس حليفا لإسرائيل ولاصديقا لها، بل هو يعتبر إسرائيل خصم فلسطين الرئيسي. وهو يريد تحريراً حقيقياً لاوهمياً، لذلك فإن معركته ستكون طويلة.