الجمعة، 22 فبراير 2008

متى تكف مواقعنا العربية عن إعلاناتها اللأخلاقية ؟!

توقفت منقبضا أمام الصفحة الإلكترونية .
الموقع لإحدى المنصات المعروفة لخدمة المدونات على الإنترنت. والإعلانات على أشدها في سبيل الحصول على أكبر عدد من النقرات ولو بطرق غير مشروعة. جذبني من حشاشتي نص إعلاني تجاري مترجما الى اللغة العربية. صدمتني العلامة المطبوعة تعلو هامة الإعلان، فأيقنت من الوهلة الأولى أن الإهتمام من قبل المعلن والناشر منصب على العلامة التجارية، بغض النظر عن الإعلان التجاري.. المترجم !
وابتلعتني ردود الفعل. تذكرت أنني منذ أيام - وكنت أتردد على شارع من شوارع مدينتي مراكش بالمغرب - أتيح لي مشاهدة إعلان تجاري (بالمنطقة)، وهو صورة كبيرة يلاحظ فيه المشاهد شفتين بمكياج خاص - لفتاة من عارضات الجمال - تأخد ثلاثة أرباع من الإعلان، وفي الجانب الأيسر للإعلان يوجد تصميم صغير لسيارة مع إسم شركتها. ومن لحظتها أيقنت أن المتلقي بأخلاقه وروحه وإنسانيته لايمكن ولاينبغي أن يصبح ألعوبة يوجه الى أي إتجاه. لا أتذكر الآن من شواهد الإقتناع بهذا الرأي غير أن الإعلان غير الأخلاقي عمل غير إنساني ينحدر الى مستوى البهائم.
أقول أنني توقفت منقبضا أمام الصفحة الإلكترونية. تجلدني ردود الفعل في السابقة القديمة، ووجدتني أنقر على الرابط بأكبر حجم هائل من الفضول المعذب !
لا أريد أن أخوض في عرض تلك المضاهاة البائسة بين ما هو على الإعلان التجاري المترجم، وبين ما هو موجود خلفه من إباحية ورسوم جنسية بمختلف الأوضاع ! ومواد مرئية خليعة ! لكني حين بدأت - مدفوعا بذلك الفضول المعذب - الى إقامة تلك الحدود بين ما رأيته قبلا في الإعلان، وبين ما أشاهده الآن (دون قصد مني) من صور تمس آدمية وشرف المرأة بالذات.. أدركت أن الخطأ الجسيم الذي ارتكبه الناشر (صاحب المنصة التدوينية) أقل بكثير من خطأ المدونين على تلك المنصة، الذين لم يتخدوا حتى الآن وسيلة من وسائل الحد من هذا العبث المتكرر بين حين وآخر بدعوى "حق الإعلان في المواقع المجانية" أو غيره من الدعاوي السافرة، التي تهدف الى توصيل الإعلان بأي طريقة، (ولو بإعلانات جنسية فاجرة) الى المتلقي (المبحر) ! ضاربة عرض الحائط مبدأ الكرامة الاخلاقية وأصول الإعلان والدعاية.
إن الإعلان الموجود أمامي نشر لأول مرة في مارس/آذار 2007 . مثلما نلاحظ الى أنه منذ ذلك التاريخ، وهو يعاد - بين الفينة والأخرى - نشره. وهذا يعني أن مديري الموقع راغبون ومتلهفون للإستمرار في إعلانه والكسب من إيراداته. وهم يؤمنون حتماً بالشعار الشهير الذي يقول : << كل ممنوع مرغوب >>، بينما المدونون على موقع هذه الشركة (التي لانريد الإفصاح عنها حتى لانتهم بالتشهير أو التغرير) غائبون عن هذه الحقيقة. مثلما يعني نشر هذا الإعلان في صفحات مدوناتهم الشخصية، أن المؤامرة على المتلقي (المبحر) تؤتي أكلها في أوساط هذه المدونات، دون أن يتنبّه مدوّنونا الى ذلك الخطر المحدق بهم وبقرائهم في كل بلاد الدنيا، والى تلك الجراح التي تنزف من كل قارئ ومبحر غيور !
إن أهل الإختصاص المنوطون بحماية المبحر على الإنترنت من التطاول عليه والتلاعب به.. ينبغي عليهم أن ينبروا بخطط مستنيرة في وجه مثل هذه المواقع الآثمة، إحباطاً لمؤامرات علنية تمس جوهر المُبحر الأنترنتي، وتنتهك آدميته وشرفه.
إن الإستغفار - أيها السادة الأفاضل - لايغفر ما تحتوي عليه المدونات على هذه المنصة بالذات من مواد كريهة (المواد الإباحية)، تنعكس بالسلب - على الأطفال والشباب خاصة - أخلاقيا وتزيد من معدلات الإنحراف السلوكي وإرتفاع معدلات الجرائم الأخلاقية.
مالنا لانسعى وراء ما يجعل الإعلان يوافق فطرتنا الطبيعية سلامة لشرفنا وحفاظا على آدميتنا ؟
إن مثل هذه الإعلانات عانينا منها الكثير - لقد أصبحت مواقعنا التجارية مثلها مثل المواقع الغربية مواقع مليئة بكل الصور الإباحية والجنسية - وهو ما يجعلنا في موقف ستهدد فيه أسرنا وتزلزل كل قيمنا ومبادئنا.
فمتى تكف المواقع التجارية العربية عن إعلاناتها اللأخلاقية ؟!

الجمعة، 15 فبراير 2008

نية الإسرائيليين تجاه غزة

الإسرائيليون أصبحت نيتهم جلية واضحة في ضم غزة الفلسطينية، وباتوا ينتظرون اللحظة المناسبة. وبتنفيذ الإسرائيليين هذه النية، فإنهم يأملون في إزالة وتصفية المشكلة الفلسطينية، خصوصا إذا نجحوا في إجبار أغلبية فلسطيني غزة على تركهم أرضهم والذهاب إلى مصر والدول العربية الأخرى. وعلى الرغم من نيات الإسرائليين الواضحة، فلا يزالون يدعون أنهم متمسكون بأحبال السلام ! .
والمشكلة الفلسطينية - كما نعلم - كنتيجة للعدوان الإسرائيلي، أصبح أكثر من ثلثي (وفق إحصاء 2007) من الفلسطينيين لاجئين في الدول الأجنبية. أما أولائك الذين بقوا في أراضيهم السابقة فقد اضحوا يعيشون في الظروف والشروط التي تمليها إسرائيل وأمريكا، وهي ظروف لا تقرها العدالة والمساواة واللياقة.
وما يعنينا اليوم - في حملتنا هاته - هو السبيل للخروج من هذه الورطة أو هذا الحصار المقام على غزة الفلسطينية، لأنه ستقع كارثة في حالة عدم التوصل الى حل، ولامر من مواجهة تؤدي الى مزيد من إسالة الدماء ولن يكون حينئد خيار آخر سوى أن نتحد كعرب في مواجهة مع إسرائيل.
ولسنا هنا ضد السلام ولكن يبقى هذا الخيار محتملا إذا لم تصنع الحلول السلمية شيئا.
وللأسف الشديد، أقول وأكرر لابد من مواجهة في الشرق الأوسط ولو الى حين ! .