الجمعة، 23 فبراير 2007

استفتاء عن الحب

سبق أن طرحت "مدونة أوراق متضاربة" مع مقالها الثلاثون- بدء السنة الأولى- ولأول مرة مجموعة من الأسئلة لإستطلاع الرأي من أجل تقييم تجربة التدوين وإثارة لكثير من القضايا والمشكلات والأفكار والإقتراحات، كمحاولة جديدة وضرورية في مجال التدوين الإلكتروني، ولاشك أني أفدت كثيرا من نتائج إستطلاع الرأي الذي إنعكس على عملي ونقله الى مواقع متقدمة على طريق تأصيل الثقافة، ومعالجة القضايا.. لذلك كان لابد من العودة الى إستطلاع الرأي مرة ثانية، وسوف تكون ثالثة ورابعة.. مستقبلا إن شاء الله، لأنني أعتبر ذلك من معالم عملي الرئيسية.
فالشورى من مقومات المجتمع، وحتى لايفكر أحد بتجاوزها أو التهوين من شأنها.. فالشورى إجتماع للعقول في عقل عام وإستفادة من كل الخبرات والطاقات، وتكاد تكون اليوم غائبة غيابا تاما عن مجتمع التدوين ومجالات نشاطنا المختلفة، وقد يكون ذلك بسبب الأثر الثقافي السيئ والذي أدى إلى نزوح معظمنا الى الفردية والإستئثار بالرأي.
ويكاد الجدل حول مفهوم الشورى وهل هي ملزمة أم هي معلمة؟ يستهلك جهدي ويحولني عن العمل لتأصيلها وممارستها. ولقد سبقنا كثير من الأمم على مختلف الأصعدة - في إجراءات إستطلاع الرأي في معظم الأمور - والشورى من أصل ديننا!
إن هذا الإستقصاء الحر.. أو هذا الإستفتاء عن الحب كان عن حب القراء والقارءات للمدونة والتي تستحق التطوير لأني أرى إقبال القراء عليها يزداد أسبوعا بعد أسبوع.
إني لن أتحدث عن التطوير الذي حدث.. ويحدث في مستوى الأبواب الثابتة.. والموضوعات. فكل ذلك أتركه للقارئ الذكي والقارئة الذكية.. وكلني ثقة أنه سيلقى إعجابهم وإعجابهن.. ولكن في نفس الوقت أتمنى أن أسمع الرأي الآخر.. فمدونة أوراق متضاربة أولا وأخيرا ملك لقرائها ولقارئتها!!
إن ' ' مدونة أومرزوك' ' تخطو - ولاأقول تحبو - واثقة الخطو شديدة الإندفاع والحيوية.. لأن العبء ممتع.. أو هذه المسؤولية رائعة.
إني شعرت بسعادة لما توصلت به من قراء المدونة من الذين أجزت تعليقاتهم للنشر والذين راسلوني على البريد الإلكتروني وحتى أصدقاء القرب، وعائلتي الكريمة..
أشكر أخي الشقيق يوسف الذي إنتقدني بشدة ولما أقدمه، طالبا التطوير والتنويع أكثر، وأتمنى أن أوفق في تحقيق ما طلبته مني. وأن أبقى دائما عند حسن ظنك بي.
الأخت ليلى من مدينة فاس شكرا لك على عواطفك النبيلة وأتمنى أن تظل المدونة عند حسن ظن قرائي بها. وأنا مقتنع برأيك.
أستاذي في التاريخ، وقد تحدث عن المدونات والتدوين كآفاق بديلة للمستقبل. وقال موجها كلمته لزملائي في الصف: "المدونة صحيفتك على الإنترنت تنشر فيها آرائك ومواقفك، وقد جاءت هذه التقنية في وقتها المحدد، فصعب جدا في الوقت الراهن أن تعبر عن آرائك المختلفة في الصحافة المكتوبة.. لذلك فظهور المدونات إلى حيز الوجود أفسح المجال أكثر ليعبر كل شخص عما يريد.. وقلل من جهة أخرى لعدم إهتمام الطلاب بإبداعاتهم وأفكارهم، لإنشغالهم بعوالم الهواتف النقالة، والكاميرات الرقمية، والأجهزة القارئة لتخزين الموسيقى بشكل مضغوط. أشكرك على غيرتك، وعلى تشجيعتك الوافية، وأقول لك (أستاذي العزيز) أني أرحب بكل ما يصلني منك من توجيهات وإنتقادات، لأن ذلك يساهم في تطوير المدونة.
الصديق عدنان: يقول.. أنا من هواة مدونتكم أتتبعها أسبوعا بأسبوع، إلا أنني أريد منك أن ترشدني كيف أحصل على مدونة.
والزملاء أمين وأسامة ويوسف وإبراهيم و... ذكروا في لقاء بيني وبينهم أنهم جد متعلقين بما تطرحه مدونة أوراق متضاربة. أشكرهم جميعا.
الأخت الغالية دينا يوسف، أجابت عن الأسئلة المذكورة في المقال، وذيلت بملاحظة تقول فيها: "أرى بأن مدونتك هذه تحتاج لبعض الترويج لأنها تستحق القراءة من قبل الجميع .. وربما عليك أن تدخل إلى عدد أكبر من المدونات وتدلي بتعليقاتك فيها كي يعرف مدونتك عدد أكبر من المدونين ويطرقوا مدونتك الهادفة هذه.." إنني إذ أشكرك لك ثقتك وحلك هذا الواجب فإنني أقدر توجيهك الهادف وأحييك على صدق القول. وفيما يخص الإقتراح الذي تقدمت به، أعدك بالنظر فيه.
والأخت الفاضلة سلوى القاسمي. إستوفت الأجوبة جميعها وأضافت تقول: "هذه المدونة.. قد لاتصدق ولكني أرى فيها التفكير الصادق السليم الذي به صراحة قل أن أراه في الكتاب والكاتبات (مدونين ومدونات) في شتى المواضيع التي تطرحها سيدي الكريم ولم أذكر أني رأيت تدوينة تخالف أفكاري أو معتقداتي". أشكر لك إجابتك الوافية الصادقة وبخصوص مشكلة التصميم سأعالجها لاحقا شكرا جزيلا لك ولتشجيعاتك.
الناقد الكريم سلمان السكري: تحدث عن هدف المدونة فقال: "يشار فيها إلى مكمن الخطر.. أو يكشف فيها قناع عن وجه عدو للأمة ومقوماتها"، وأضاف أيضا: "أو يبصر برؤية ويسد طريقا ويقوم منهجا. تحت عنوان ماقل ودل.
وإقترح توظيف الإبداع الشعري، والإستزادة من القضايا الثقافية راجيا أن تصبح المدونة يومية. أقدر تعليقك، وأشكرك على غيرتك على المدونة وأقول لك أنني أرحب بك وبهذه اللفتة لتقييم تجربتي التدوينية. بخصوص مقترحاتك أعدك بالنظر فيها مستقبلا.
الأخت الكريمة فاطمة ذكرت في تعليقها تقول: ".. لايوجد بموقعك رابط للتواصل وهو ما اضطرني لكتابة تلك الملحوظات هنا، كما أن روابط مواقع الزوار لاتعمل بشكل جيد.."، وتضيف: "مدونتك جميلة وتستحق أن تكون متكاملة"، وتورد في أحد تعليقاتها السابقة: "التغيير يبدأ من الداخل بداية بالتمسك بالهوية، واستخدام التقويم الهجري في مدوناتنا". أشكرك على تلك الملحوظات رغم أنك ضمنت تعليقك عدم نشره فقد أجزته للنشر، بخصوص رابط التواصل تجدينه في أحد قوائم المدونة والمعنون بـ' للمراسلة '، أما عن مواقع الزوار فسوف أقوم بتصحيحها، لك جزيل الشكر وأهلا بك.
بخصوص ردود المدونين التي تم نشرها في مدوناتهم:
فتقول الصديقة السعودية سارة ليل الجمل: "طبعا مافيش أي داعي لأؤكد على حب الشديد لعقلك هذا أولا.. ويشهد الله على ما أقوله.. إني أحسدك جدا جدا على قوتك وعنادك واصرارك.. أحب شخصيتك جدا"، وتضيف في رد آخر:"أتمنى أن أراك مثقفا تعرفك الناس كلها.. بل يعرفك العالم كله.. أتعرف لماذا؟
ثقافتك التي تغرني بالتنقيب عن عالمك.. تجعلني أتمنى ان أراك من الأسماء اللامعة في مجتمع الثقافة والأدب".
ومن باب التلميح والتصريح ذكرت في أحد الردود في مدونتها لي قائلة:"إني أجد أن الكثيرين من المدونين يطوفون كل المدونات بحثا عن أصوات لتعلق على مدونتها ورغم ذلك فهم أحرار في أسلوب تسويقهم لكتاباتهم..!
ومن بين ما تعتقده: "إننا في مرحلة إبداع ولسنا في مرحلة توجيه".
أما الأستاذ محمد الجرايحي فذكر في أحد تعليقاته الدائمة قائلا: " أشكر لك أخي هذا الطرح الجاد وإهتمامك الطيب بالأدب والثقافة.. وإشاراتك الدائمة إلى نواحي القصور".
والمسمى بالتعبير الحر ذكر في تعليق في أحد مواضيع المدونة ينتقدني ساخرا: ".. إنها حرية النقد؟ إنه القرن 21 وإنه وقت محاولة إستعمال فكرك في مكان قبول الحكايات القديمة للفلكلور بدون تحليل ولا تفكير".
والأخت أنيما بنت بلادي ذكرت في أحد تعليقاتها: "أنا كتعجبني مدونة أوراق متضاربة". وإني شاكر لك مداومة اللقاء.
الصحفية أروى تتعهد على العودة دائما للمدونة لقراءة المزيد.
نزهة الفاضلة تحيي على الجهود التي أبذلها وأتمنى أن أوفق فيها.
والأستاذة نبيلة غنيم تقول ردا على أحد حواراتي: "لقد تفوقت على نفسك في إدارة الحوار".
لكم جزيل الشكر. وللإخوة(الذين لن أنساهم أيضا) منهم: إيمان حسان، بلافرنسية، بنان، الأسعد المصطفى، والعاشق أمين، سعاد الصالح، رضوان تروان، سلوى، عاشقة الجنة،.. ورئيس التحرير جريدة دليل الإنترنت سعيد السليماني، الذي رحب بي في عالم التدوين، وكان له الفضل للتعريف بمدونتي في أوساط المبحرين المغاربة الذين يطالعون هذه الجريدة الموقرة.
لو أمكني نشر كل مايرد في إستطلاع الرأي وعدم الإكتفاء بتحليل النتائج وإعلانها لفعلت، وذلك يسهم في توقف الحراثة في البحر، وتحذف من حياتنا النشاطات غير المجدية والجهود غير المثمرة، ويتحقق الإحساس والإستجابة لحاجات الناس الحقيقة.
وقد لايكون المطلوب السبق في إجراء عمليات إستطلاع الرأي أو التقليد في ذلك، وهو السهل، وإنما المطلوب العمل على تحليل النتائج ووضعها في المكان المناسبة من خطة العمل وترجمتها إلى حقائق ملموسة توجه السير، وما توصلت به من الملحوظات والإنتقادات والإقتراحات والتزكيات والتشجيعات، سوف أعتبرها من أغلى ما أملك لتبقى مرجعا لعملي ومرشدا لطريقي وهاديا لمنهجي الذي ألزمه.. والله يقول الحق ويهدي إلى سواء السبيل.