الجمعة، 2 فبراير 2007

تأملات في أوراق متضاربة - الجزء 2

مدونتك أطلقت عليها ((أوراق متضاربة .. رسائل في زمن الواحد والكل)) فماذا تعني هذه التسمية بالنسبة لك؟
كنت أطمح أن أصل بانسانيتي كانسان ينتمي الى مجتمع معين.. أطمح أن يصل هذا المجتمع أيضا الى مستوى أفضل ولكوني إنسانا أعيش في العالم ككل كنت أتمنى أن يعيش العالم في إستقرار وهدوء وسلام وكلها أشياء نفتقدها وغير موجودة، في عالمنا العربي لم يصل الإنسان إلى أهدافه التي يطمح لها ولم تصل مجتمعتنا الى المكانة التي كنا نتمنى أن تصل لها.. هناك الحروب والتقسم والإنشقاق إن طموحي بالنسبة للمجتمع الإنساني في مثله مثل الإنسان الذي يعاني من الإضطراب الفكري وأقصى أمانيه أن يمتلك أوراقا ليفرغ فيها مايحز ذاته في وسط أجاج.
هذه تفاعلات مجتمعية أعتقد أنها خلقت عنوان مدونتي.. هذا العنوان نفسه هو عنوان لعدة تدوينات تعبر عن قضية أوراق متضاربة .. رسائل في زمن الواحد والكل وما أغلى هذا الواحد في زمن كله أجاج.
أوراق متضاربة .. رسائل في زمن الواحد والكل. يمكن أن ترى من مستويين. المستوى الأول هو المستوى المباشر البسيط. حيث يمكن أن تكون اللغة والمفردات مقصورة على دلالتها الأولية وهنا سيكون عنوان المدونة يعبر عن القساوة القلمية -على صعيد الكتابة- أمام تغير الزمن السائد.
المستوى الثاني هو المستوى ((الرمزي)) غير المباشر، وهو جوهر العملية الكتابية، حيث يصبح العنوان هو عنوان التعبير عن الصراع بين الموجب والسالب، بين القيم النبيلة وبين القيم الخسة، بين التخلف والتقدم.
وفي هذا الصراع فإن التخلف والخسة والسالب يقهر التقدم والنبل والموجب ويطرده -مؤقتا- من موقعه الذي كان يفيض منه بالخير على الجميع: المجد الغابر العربي، فلا شك أننا نحن أهل الثقافة والعلم والمعرفة ولكن ينقصنا من يعمم هذا على الملأ وينشره بالعالم العربي والغربي.
أوراق متضاربة .. رسائل في زمن الواحد والكل. -إذن- هو كل معنى يبعث في نفس المثقف الثقة بالنفس لتحفيزه وسيره نحو طريق علمي يخدم الوطن العربي والعالم أجمع.
على أننا لابد أن نقول أن هذه الفكرة -وعذرا للتعبير غير الدقيق- هي فكرة تقليدية ومألوفة. ولذلك فمن المنتظر أن يكون تجسدها الفني تقليديا مألوفا هو الآخر، وتكاد أن تصبح ((ثباتا)) جديدا.
فالعنوان كله يكرر نفس المعنى بتعبيرات مختلفة، إلى الطرف الثاني، الذي هو -بمعنى من المعاني- يحمل نوعا من الإلتزام الإيجابي الذي ينبغي أن يختم الطرف الأول الذي يعبر عن الإضطراب والخلط الفكري.
إن الوعي الإجتماعي عند المبدع، هو جزء من الوعي الجماعي. ولعل هذه الرؤية المشتركة هي مايربط الواحد بالكل ـ
وإن كانت هذه السمة تختلف لإختلاف منابع الثقافة التي نهل منها كل منهما.
صحيح أن مثل هذه المعاني تحمل فائدة ((مضمونية))، -إذا صحت الكلمة- إذ يعني أن هناك عوامل عديدة جعلت الأوراق متضاربة وأن الطبيعة أو البيئة أو المجتمع أو الزمن رسول -بمعنى من المعاني- الى قطبي العملية الإبداعية المرسل - المستقبل، كذلك.
هذا صحيح، لكن هذا التعبير البسيط والشافي ذو تأثير مباشر في طبيعة العلاقات المجتمعية، لذا يتعين الوقوف والإستمرار في كتابة الأوراق، تلك الرسائل التي تنطلق من رؤية مجتمعية، ليقرأها المجتمع ويعرفها.
وعلى أي حال فالتأملات مازالت مستمرة.. نرفع الجلسة الى موعد آخر.