الجمعة، 13 أبريل 2007

الراب"... ثورة جيل اليأس على المجتمع المغربي"

من خلال تأمل الواقع الذي نعيشه. وفي ضوء مانراه حولنا من سلوكيات شائكة، وجرائم تثير العجب والحيرة والتساؤل.. خطر لي خاطر.. ماذا جرى للناس؟ ما الذي ابتليت به نفوسهم وعقولهم؟ .. لقد أصبحت حياتنا اليومية تعج بمشاكل مريرة طاحنة. والأيام الأخيرة لخير دليل على ذلك. والغريب أن بعض هذه السلوكيات والجرائم كقتل عباد الله من طرف المتطرفين المتعصبين المجبولين على روائح الدم.. يؤمنون أن أعمالهم التخريبية وتفجير أنفسهم سبب بدخول جنة نعيم والحقيقة أنه ليس لهم إلا نار جحيم. والذي لابد من ذكره هو أن كل عمل يؤدي الى القتل او القتال، لايقف إثمه عند حد القاتل وحده بل يشمله كل من شاركه بقول أو فعل فيصيبه من سخط الله وغضبه بقدر مشاركته.
وأمور أخرى تافهة لاتستوجب غلظة قول أو فورة غاضبة عارمة وخيمة العواقب.
والحق، الحق لابد من وقفة ..
هذا الأسبوع نتحدث عن جيل جديد بدأ يأخد مكانه في هذا العالم، هم شباب يافعون ليسوا كشباب عهدنا الأول فهم شكل آخر.
فقد جهلوا فوق جهل الجاهلين كما قال الشاعر العربي.
إنهم ليسوا عاجزين عن المسؤولية، وإنما يرفضونها. والرفض هو طابع هذا العصر الصاخب بالضجيج والملل، والضجر، واليأس، والكآبة. ربما ان كل جيل يرفض على طريقته، فرفض شباب اليوم، يتخد أشكالا ومظاهر عجيبة غريبة تتجسد بين فترة وأخرى بحركات لا هي سياسية، ولا هي اقتصادية وانما هي انعكاس لهما.
هذه الحركات تعبر عن نفسها بأساليب خارجة عن المألوف، فلغتها الوحيدة المعتمدة هي الموسيقى وكتابتها هو الرقص، وايديولوجيتها هي الغموض، ورسالتها رفض شعارات المجتمع ونواميسه التقليدية المألوفة.
أما عناصرها فهي جحافل أبناء هذا الجيل، انهم جيل العلم الناقص والفرص الضائعة، الجيل الذي لايرتوي ولايشبع، انهم الجيل الذي يتطلع الى الحياة بنهم وكلما أخد منها يطلب المزيد. انهم الجيل الشبعان الجوعان الذي يتعطش الى اللذة الهاربة منه باستمرار في عصر الإباحية والإنفلات الأخلاقي.
انهم بإختصار "مجموعات الهيب هوب" أو "راب المغرب" أو "الراب على إيقاعات شعبية" ومهما اختلفت التسميات فالمصدر واحد : خروج عن المألوف.
قيل قديما، عن العرب، أن الطبل يجمعهم والكلمة تفرقهم، واليوم فالطبل هو سيد الأحكام في منطق الجيل الجديد، والكلمة تبدو عاجزة وغير معترف بها. ولذلك فإن قادة هذه الحركات وملهميها هم الضاربون على الطبول أو الناقرون على الأوتار أو الصادحون بملء أشداقهم انهم أساطين النغم المبهم والحناجر المهدجة والاوتار المشدودة. انهم بعبارة أخرى (هداوى) هذا العصر يهزون برؤوسهم، ويترنحون بأجسادهم ويتمايلون بخصورهم لعلهم بذلك ينتقلون من "غربتهم" في هذا العالم الى الواقع الآخر الذي ينشدونه، عالم النشوة التائهة..
و"فرقة الراب" هم رواد "الموجة الجديدة" وقد تحولو الى ظاهرة إجتماعية تنتشر بين أبناء الجيل الجديد في المغرب ولا سيما مراكش والدار البيضاء كانتشار النار في الهشيم. ليست لهم معتقدات واحدة ولانظريات فلسفية في الوجود والكون ولكن لهم ميولا واحدة وأمنية واحدة وميولهم هي الخروج عن المألوف والتمرد على الحياة الرتيبة في المجتمع المغربي وأمنيتهم هي التقرب الإجتماعي التي تنطلق بها موسيقاهم متحدثين عن قضايا الوطن عن البطالة عن العمل عن الثقافة الناقصة عن اليأس الضارب اطنابه في المجتمع في بيئة اللاهثين وراء الرغيف والمعانات اليومية وسط الرخاء الإقتصادي.
هذه المظاهر الغريبة على المجتمع المغربي أصبحت مألوفة وعادية في شوارع المدن الكبرى المغربية، ولا أحد يدري الى أين سينتهي بنا المطاف في هذا العالم الصاخب الذي يسيطر عليه الضجر والملل واليأس.

حوار محبة قراء
حوار بين "أسامة" عضو من
أعضاء أحد فرق الراب
مدونة
أوراق متضاربة تسأل. والضيف يجيب.

في البداية كان لابد من طرح السؤال الذي يفرض نفسه :
ماردكم على من اتهمكم بالخروج عن المألوف ؟
حملتم أنتم القلم (يقصد المدونيين) ونحن الموسيقى مصلحتنا واحدة، صحيح أننا خرجنا عن المألوف ولكن مزجنا الموسيقى الغربية بكلمات الدارجة المغربية وسرنا على هذا اللون ونتمنى أن نرضي المغاربة جميعهم.
مما يقال عنكم أنكم أسأتم للأغنية المغربية ؟
هذا بين حين يكون هناك خروج أو تغيير لرونق الأغنية، فلا بد أن نسمع هذا ولكن على أي أننا حاولنا فهم الناس بأسلوبنا وأتيحت لنا الفرصة لمواجهة الجمهور عن قرب في المهرجانات التي أقيمت مؤخرا وأيضا في الإذاعة والتلفزة المغربية.. ومما قلناه أن الأصل هو الأصل والتغيير فقط في القشور الخارجية. والحمد لله موسيقى الراب والهيب هوب بدأت تتقدم ويتقبلها الجمهور.
كيف ترى من وجهة نظرك هذا الصراع الحاصل بينكم وبين الأغنية المغربية ؟
صراع طبيعي.. بين جيل والجيل الذي يأتي بعده، لابد أن يكون الصراع وحتى بيننا كفرق يكون هناك تنافس لكن في الحقيقة وبمعنى أدق فالأعمال هي التي تتنافس.
ماحقيقة مايشاع عن الكلام الجارح في أسلوب أغانيكم ؟
فعلا هناك فرق سامحهم الله لايقننون حدود الكلام، وحتى رافضيننا يفهمون غلط.
نتمنى أن لاتقول أننا فهمناك أيضا غلط، ونعطيك مساحة بوح لتوضيح لنا وللقراء وجهة نظرك .
الكلام ما أسميته بالجارح في هذا الوقت يؤكد العجز والسهافة، لكن من وجهة نظري الجمهور لايسامح. المناخ الفني (مفربك)، ونحن الشباب بإمكاننا مسايرة الجو، وأتمنى أن ينسحب الذين يريدون تشويه صورة الراب والهيب هوب المغربي فالفن ليس حرفة ونحن قادرون على العطاء.
كيف علاقتك بمدونة أوراق متضاربة المغربية ؟
قلت لك في سابق حديثنا أن المصلحة واحدة. لذا فنحن معكم..
وهل تتابعها، وتتابع مايكتب عنكم ؟
بالطبع نعم، وسنقرأ كل مايكتب عنا، ومايريدون أن يقولوه سوف نتركهم يقولونه.