الجمعة، 9 مايو 2008

التدوين العربي

في الأعوام الأخيرة بدأ الإهتمام واضحا بعالم التدوين العربي.. وهذا الإهتمام له مبرراته بالتأكيد.. فعالم التدوين قد فرض نفسه من خلال الموضوعات الحساسة التي طرقها ومن خلال الأساليب التي وظفها - الى جانب كل هذا ففي العالم العربي شعوب تناضل من أجل الحرية والرفاه الإجتماعي الى جانب النضال الذي يخوضه بعض المدونين من أجل تحريك مشاعر المسلمين ضد اليهود لتحرير الأرض الفلسطينية ومنع الظلم الواقع على المسلمين الفلسطينيين، وغيرهم !
ونجاح هذا التدوين والتصاقه ((بالعالميّة)) يكمن أيضا في أنه تدوين يمتلك ملامح إنسانية.. تعبر عن معاناة مجتمعاتنا العربية.
وقد اهتم العرب بالتدوين منذ زمن قريب (كان من المفروض الإهتمام به قبل هذا الزمن)، فقام عدد من المثقفين بإنشاء مواقع لهم، شهدت بعد ذلك متابعة واسعة أدى الى ظهور هذا العدد الهائل من المدونات اليوم..
ويأتي ظهور المدونات على كثرتها حسب رأيي كضرورة ملحة وذلك لأهميتها وقيمتها ولثِقَل المواضيع التي تطرحها - والتصاقها بالواقع الإجتماعي والإقتصادي للمنطقة العربية المعاشة بشكل أو بآخر، فالمُدوّن العربي عندما يهتم بواقعه لايكون هذا الإهتمام ناتجا عن ((عقدة)) كما يسميها البعض.
بل ان ذلك ينبع من أهمية وجدية واقعه.. اضافة الى الهموم المشتركة التي تربطنا.
فالمسألة هنا ليست بمسألة ((انبهار)) ولا مسألة ((عقدة)) بقدر ما هو نقل للواقع ولكنه نقل من نوع خاص.. ان التدوين يعبر شئنا أم أبينا عن جزء كبير من همومنا وطموحاتنا وفي خصوصية بارزة... ومن هنا تأتي مسألة مهمة وهي التفاعل الذي يخلقه مجتمع التدوين وطريقة التعامل معه ضمن منهج قويم صحيح.
ومسألة الإستلاب هنا غير واردة أيضا لأن التدوين العربي كما ذكرت، تدوين يعبر بصدق عن واقع متشابه لواقعنا العربي.. ، وهو تدوين مناضل من أجل قضايا خاصة وعامة.. ذاتية وموضوعية.. نناضل نحن كمدونين من أجل تحقيقها وخاصة في المجال الوقائعي.. إذن ليست هناك ((عقدة)) ولاحالة استلاب ولاقضية ((محاكاة)) تجاه مجتمع تدوين معين... بل المسألة المطروحة هي كيف نتعامل مع التدوين وكيف نستفيد منه.. وكيف نوظف بعضاً من أدواته التقنية لصالحنا... كل ذلك مع الإلتزام الكامل بتراثنا وواقعنا المعاش وطموحاتنا المستقبلية...