الجمعة، 26 يناير 2007

من أجل تواصل بناء بين الناشر والقارئ

نشكر لك مطالعتك لمدونتنا:((مدونة أوراق متضاربة)) ورغبة في تواصل بناء بين الناشر والقارئ، وباعتبار أن رأيك مهم بالنسبة لي، فيسعدني أن ترسل إلي دائما بملاحظاتك، لكي ندفع سويا مسيرتنا إلى الأمام ويعود النفع على القارئ وإلي .
أريد تطوير المدونة إلى الصورة الفُضلى التي أنشدها دائما ويمكن إعتبار هذه السطور بمثابة دعاية أو إعلان لجلب مزيد من الأصدقاء أو القراء للمشاركة فيها، وأيضا أريد فتح الباب (أكثر) للمناقشة حول الكثير من القضايا والمشكلات والأفكار والإقتراحات التي يمكن أن تشكل إضافات تغني المسيرة، وتنير، الطريق، كمحاولة جديدة وضرورة صحية .
هذا مع العلم أن آخر تعليق وصلني ولم أوجزه للنشر وهذا طبيعي لأنه خارج عن الموضوع المطروح، وصاحبة التعليق تعرف الشرط مسبقا وقد أشارت في تعليقها تذكرني فيه ببعض المسائل التي لابد من توفرها في المدونة (كالبريد الإلكتروني لمراسلة صاحب المدونة لأي ملاحظة أو إستفسار مثلا). وترجح في تعليقها أن مدونتي غنية لكن ينقصها بعض الأساسيات لتكون متكاملة. والحقيقة أني كنت أحاول تعديل قالب المدونة بشكل مقبول قادر على ترك القارئ حين يقرأ المدونة مريحا ولا يؤثر على عينيه، ويعني أن يكون القالب صحيا. ودام ذلك ردحا من الزمن لم أتمكن خلالها من إضافة الأشياء الأخرى وأقتصر ما تمكنت في أن يكون محتوى المدونة جليا واضحا، عذرا لصاحبة التعليق وللمعلقين الآخرين الذين أبدوا بملاحظاتهم (وقد راسلتهم بهذا الشأن) ولكل من زاروا المدونة وخاب أملهم في مراسلتي أو إضافة تعليق في مراحل التعديل .
إذن: وبإعتبار الشورى من مقومات المجتمع فسأطرح عليكم مجموعة من الأسئلة أطمح في أن تجيبوا عليها بمجرد الإنتهاء من قراءتها. إذ أنني بصدد تقييم (أو تقويم) تجربة التدوين، وملاحظاتك وإقتراحاتك تهمني من أجل تطوير هذه الورقية ليقدم فيها ماتطمح إليه. الأسئلة التالية هي لمجرد فتح الشهية ويمكنك الإجابة على بعضها إذا لم ترغب الإجابة عليها جميعها. بل يمكنك كتابة أية تعليقات إضافية ترغب فيها من أجل رصد التجربة .
أ- قدم وصفا لإنطباعك عن هذه المدونة وماتقدمه لك .
ب- من أين عرفت هذه المدونة: محرك بحث/ترشيح من صديق/إعلان .
ج- ما رأيك في مدة التحديث: قصيرة/معقولة/طويلة، (لطفا وضح لما) .
د- ماهو أفضل ماقدمته لك هذه المدونة وما ترغب في أن تقدمه لك .
ه- هل تحب وجود روابط داخلية لموضوعات داخل المدونة تأخدك إلى مواقع أخرى وهل هناك فائدة في تفعيل هذه الخاصية وماذا عن تقديم الإعلانات أو إلغائها؟ .
و- هل هناك مالا يعجبك في هذه المدونة؟ (لطفا وضح لما) .
ز- هل صادفت أخطاء عفوية أثناء قراءتك للمدونة؟ نادرا/يوجد أخطاء عفوية/موضع الخطأ...... .
ولك شكري، فلا تتوان ودون ما يجول في خاطرك وإلى لقاء جديد مع مدونة جديدة صباح الأسبوع المقبل .

الجمعة، 19 يناير 2007

عام الحزن 1428 هـ

منذ بدء الخليقة والأحداث تتغير والأيام تتبدل. فالحياة ليست عيونا تذرف الدموع، وهي كذلك ليست أفواها تطلق الضحكات، أنها تتغير من دمعة لضحكة ومن غفوة حلم إلى صحوة ألم، والشجاع منا فقط من يستطيع أن يضحك ودموعه ملء أحداقه.
وهكذا الحياة بالأحداث تتغير.. كنت صاخبا سارحا في مكتبي.
في صباح هذا اليوم بالذات، فأحسست أنه يوم غير عادي.
فعقلي يحدثني بشيئ غريب ربما وإقتراحا مثيرا .. لكن الحقيقة تملي علي أن أروي ما عندي بلا تحفضات أو حساسيات.
خلاصة القول أن الإقتراح يقول: أن نبدأ عامنا الجديد 1428هـ بطريقة جديدة نستمدها (بكل أسف) من واقعنا المرير ألا وهو إعلان اليوم الأول من العام الهجري الجديد ((يوما حزينا)) أو ((غاضبا)) نقف فيه حدادا وحزنا على شهداء مخيمات الفلسطينيين وفي لبنان وأيضا شعب العراق وتعبيرا عن مشاعر أمة بأكملها.
وفي هذا اليوم تقدم أجهزة الإعلام من صحافة إذاعة مدونات قرارات الإدانة وبيانات الشجب ومشاركات الدول الأوربية وغيرها في القضية العربية، وتنقل هذا كله وكالات الأنباء العالمية حيث تدلل على أن الأيام لاتنسينا أحزاننا ولاشهداء معاركنا. نعم أن هذا لن يعيد للذين سحقتهم ((القوات المعادية)) في الخيام أو الذين بقرت بطونهم كالحيوانات أو الذين قطعت أذرعهم وأرجلهم رشاشات وطعنات المعسكرات الغازية، ولكنه شيء ضروري ومفيد في هذه اللحظات التي ينقضي ويمر فيها عام حزين حزين ويأتي عام جديد يدفع أمامه مظالم وأحزان الأرض السلبية، يدفع أمامه بحار الدماء وتلال الجثت البشرية، يدفع أمامه صراخ وعويل الأطفال والمجروحين، يدفع أمامه أصحاب العاهات والمشوهين. إنه عام جديد بشهوره وأيامه وأحداثه، إنه عام نحن فيه غاضبون من أحداث أعوام كثيرة مضت، ولكننا متفائلون.
فإذا كنت قد تجاوزت حدودي في هذا الإقتراح فالجاني هنا هو الصدق وحده.
سنة سعيدة.
وكل عام وأنتم بخير

الجمعة، 12 يناير 2007

همسة نفس دافئة

يا حبيبتي..
مشتاق إليك..
ها أنت إلى جواري.. مسمرة إلى مكتبك، تحيط بك الأوراق المبعثرة.. يلفك بخار القهوة الصباحية في هذا اليوم البارد، ويحجب ملامح وجهك عن عيني!،
لا أرى عينك، لا أرى وجهك البشوش، ونظرتك والألف مغزى!.
مشتاق إليك!.
لحظات طويلة لم يعبر بيننا حديث.. ولم تسافر على وجهنا إبتسامة..
آه لم نتبادل ولو كلمة.. كلانا هائم في دنياه، في دنيا أفكاره والتي ترسوا في كتاباته وكلماته، نسطر ماذا؟ نقول ماذا؟ !.
مشتاق إلى إبداعاتك..
مشتاق إلى سمع صرير قليمك الهامس، إلى كلمة حنان تتدحرج بين أسطر مقالاتك، فأضحك، وأرخي مخيلتي لتسبح إلى عالم ثالت غريب كوجهك، اتركي أناملك تغوص في شعرك وتبعثره، عسى أن تستيقظ فكرة، تفككي جدائلها، بمداد لسانك، وتزرع بينها ألوان الحنان الدافئة، توقظ الشوق إليك.. توقظ نوما في أعماقي للسفر في رحلة فكر طويلة تبدد آهات الحزن ومشاعر الكآبة الجاثمة على جبين أيامنا..
مشتاق إليك حبيبتي! .
ها أنت إلى جواري.. ولا أراك! .
لا أسمع.. صوتك! .
صداك يشق زحام بخار القهوة ويأتيني بأحساس غريب.. بلهفة للإلتصاق بك للإختباء بظل عينيك.
مشتاق إليك.. ياحبيبتي..
مشتاق إليك بكل فكر دفين في عقلي، بكل حب يرقص في فؤادي، بكل ما يعنيه الإشتياق مشتاق إليك.
مشتاق، إلى ذاتك العامقة التائهة في بحر التساؤل، تبحث في الوجود لها.. عن طريق! .
حبنا ياصديقتي هو الطريق، هو المنارة والشاطئ الأمين، حيث ترسو كل أفكارنا، لتشكل أوراقا متضاربة، وسفينة تتعهد بالسير الأمين وعلى المدى البعيد! .

الجمعة، 5 يناير 2007

العلمانية تعزز من سوء التفاهم مع الإسلام

لقد أثارت مدونة: " نكنييف الحنون " في عالم التدوين عواصف من المساءلات وردود الفعل المتباينة. وذلك إبتداء من الدفاع المطلق عن صاحب المدونة وماورد فيها من تجديف على الله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بإسم حرية التعبير وحقوق الإنسان، وعبورا بالمطالبة بمحاكمته وتراجعه عما سبب من إساءة بالغة لمشاعر الجماعة الإسلامية. وإنتهاء بأمر حذف المدونة. هذا فضلا عن التظاهرات الإحتجاجية المستنكرة له. التي عمت هنا وهناك على الواقع الإفتراضي وإنشاء بعض المواقع الغيورة والتي تهدف إلى وقف الإساءة برب العباد، وشخص الرسول، ودين الإسلام. من خلال مثقفين مسلمين ضده. وإجتنابا لردود الفعل العنيفة على هذه المسألة سأحاول رصدها من خلال هذه المقابلة مع المدون سعيد ناصر بصفته مثقف مسلم غيور على دينه.
ـ ..........: ما حكمك على مدونة " نكنييف الحنون " ؟
ـ سعيد ناصر: إن المدونة عبارة عن مقالات، ومن إختصاص النقد الديني وأهل الدين أن يتعرضوا لها، في المقام الأول، لكن هذه المدونة تمس المقدس الجوهري في كل وجود إنساني والمكونة لكل مجتمع. وإني لأعرف مجتمعا سواء كان قديما أو حديثا لم يُجذر واقع وجوده في مقدس منتشر بالضرورة. إني أرفض مبدئيا القول بأن الكاتب له الحق بقول وكتابة كل شيئ. وقد إرتكب نكنييف الحنون أكثر من حماقة. بإعتبار الله وشخص النبي مقدسا بالنسبة للمسلمين ولا بد من إحترامه كما هو. سواء مجال التخيل الأدبي أو في مجال التعبير عن وضع معين. كما أن المدونة إقترنت في أكثر جوانبها على الإساءة البالغة لله ونبيه وبمشاعر الجماعة الإسلامية .
فأقول: لا لهذه المدونة لأنها لم تكتف بإستخدام رموز وصور متعلقة بالتاريخ الذاتي لمجموعة. إنما يرجع إلى حوادث كانت في أصل الإسلام وإلى مُثل تخص الوجود الإنساني. كون النبي هو مثال الوجود الإنساني. ووظيفته إبلاغ الرسالة عن طريق الوحي .
ـ ..........: بوصفك مثقفا مسلما ماهو إنطباعك على ما كتب فيها ؟
ـ سعيد ناصر: بالنسبة لي تعتبر هذه المدونة أكبر من قضية لأنها تمس الضمير العالمي وليس الضمير المسلم .
إني أرفض هذا التجدديف على الله والرسول محمد بإسم حرية التعبير وحقوق الإنسان والتي تعتمد فيه على مراجع زاعمة أنها علمية وعقلية. هذه الثقافة العامة مطبوعة بفلسفة عصر الأنوار فقط. لاشك في أنها سمحت بتطورات واقعية وخاصة في تأكيدها حقوق الإنسان إلا أنها أصبحت اليوم متجاوزة في الإطار الثقافي .
ـ ..........: وماذا عن شخص المدون ؟
ـ سعيد ناصر: لقد إهتز الضمير المسلم هو أيضا من هذه المدونة كما هزتني في العمق. لكن هل تتفقون معي في أن الموضوع لايقف عند هذا الحد ـ إن الوضع الإنساني الذي يفترضه الخطاب النبوي يرجع إلى الآخر المطلق الذي نستطيع تسميته بالله. والذي لابد من قوله أن صاحب المدونة مرجعه هو الفكر العلماني المنبثق عن فلسفة عصر الأنوار. هذا الفكر الذي همش مطلق الله .
ـ ..........: ماذا يمكن أن تقول أيضا ؟
ـ سعيد ناصر: هذا الشخص وقع له سوء تفاهم مع الإسلام. ضمن فكر مقتصر على وضعية وتاريخانية واحدة. وليعلم علم اليقين أن الوضع الإنساني تحقق على حساب ثقافة دينية وعلى حساب دعوة روحية للإنسان فتحها له الوحي بدون أن تكون مفصولة عن التجربة النبوية. { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} .
ـ ..........: ما تتمناه إذا هو الرجوع إلى الدين الإسلامي .
ـ سعيد ناصر: إن إغفال دور الدين في المجتمع وإعتباره ((لعنة)) حلت على البشرية كما يروج البعض، تحت شعار أنه يهدد ((مكاسب العلمانية)) يعتبر إجحافا خطيرا وإنتقاما مشينا لكل ما يحمله من قيم إنسانية وأخلاقية للمجتمع بل يعتبر إستعلاء وإحتقارا لمشاعر وأحاسيس الغالبية المؤمنة به. مما يجعل العلمانية، نخبة مستكبرة ومنغلقة على هموم المجتمع تريد فرضها كدين جديد من أجل أن تضفي على قوانينها الزمنية هالة قدسية متعالية على حساب الأديان الأخرى .
فإذا كان سعيد ناصر أو غيره يطالب بإعادة إدخال الله والوحي المقدس إلى المجتمع دون تمييز -وهنا تكمن نقطة الضعف- مابين ماهو ثابت في الدين وماهو متغير من قوانين زمنية مستوحية منه، فهذا على أي حال لا يقلل ولايبرر قط إهمال أو إقصاء ماطرحه هو من مساءلات قيمة جديرة بالإهتمام والمناقشة، بل كفيلة بفسح المجال لإرساء المقدمات الأولى لقواعد الحوار البناء للإسلام .
هذا وقد قال الله في كتابه ((القرآن الكريم)) سورة النساء الأية 136 : { يا أيها الذين ءامنوا ءامنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا } .
ورب قارئ يسأل لم حفل القرآن بأخبار ماسبق من الأديان حتى إكتمال رسالة الإسلام؟ والجواب بسيط ... لأن الإسلام دعوة عالمية لإيمان إلى جميع الناس ... ولأن الدين عند الله الإسلام. {إن الدين عند الله الإسلام } {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} .
وللأنفس الملحدة يقول الله الكريم: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} ومن أين لهم البرهان إن هم إلا يخرصون . ويطول الحوار معهم في أناة وصبر ... يدعوهم القرآن للهدى والإيمان ولكنهم يودون رد المؤمنين إلى الكفر حسدا من بعد ما تبين لهم أنه الحق من الله .بعد كل هذا فلنقرأ قوله تبارك وتعالى : {فإن ءامنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم }.