الجمعة، 30 نوفمبر 2007

أين الحسنات؟

جيء بأعرابي لأحد الولاة لمحاكمته على تهمة، فلما دخل عليه في مجلسه أخرج كتاباً ضمنه قصته وقدمه له وهو يقول :
هاؤم اقرؤوا كتابيه.
فقال له الوالي : إنما يقال هذا يوم القيامة، فقال : هذا والله شرّ من يوم القيامة، ففي يوم القيامة يؤتى بحسناتي وسيئاتي، أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي.
تذكرت هذه القصة وأنا أقرأ عن الوطن العربي إن الحوار بشأنه الآن قد وصل الى حد، نفتح فيه أعيننا على الآلام والأحزان، لحظات الفرح والسعادة عندنا نادرة عابرة نقضي ايام عمرنا بالتفكير المتواصل، ونشعر بالقلق على الدوام.
تربينا على التعايش مع الواقع الأليم، وانصهرنا مع الهموم لنشكل معها كتلة صلبة لا تنفصم.
عندما نضحك يكون ضحكنا خارجا من جروح القلب، كما يقولون، بل نستعيذ من شر الضحك، متوقعين حصول الأسوأ لأننا خرجنا عن قاعدة الحزن، ولو لدقائق معدودة.
وسط هذا الليل العربي المظلم الطويل يسطع في كبد السماء نور مضيء يخفف من قسوة العتمة.. يثبت أن هذه الأمة ستبقى رافعة الرأس بحسناتها.. ولو الى حين.