الجمعة، 18 أغسطس 2006

والعصر إن بنات مدينتي لفي خسر

تبدو الأرض فسيحة رائعة من هذا المكان وقد تشكل الربيع بشكل جميل إلى أن تناطح مع السحاب. سكون المقهى يغري بفنجان قهوى تذيب روحي بين الجرعات.. وتترك ناظري يتمشى مع الخضرة إلى الأفق... أتطلع إلى الوجوه من حولي، أبحث عن فتاة عن طفل، عن فراشة، .. أبحث عن نظرة، عن إبتسامة، عن كلمة جميلة، .. في الشارع أمامي رجال ونساء ومن كل الأصناف.. مايهمني الآن، أن أشرب قهوتي، وأقرأ رواية بعيدا عن فضول الناس.. وفي غفلة عن السكون، داهم رجل صمت المقهى. فجلس غير بعيد عني مسافة كرسيين، قبل أن تلتحق به بنتان .
صديقتي"ثريا" التي حدتتك عنها، أصرت على أن تأتي معي، فقبلت، لم تستطع المسكينة أن تخلص نفسها من حبائل العزلة.. إيه! قلت إنك ستأتي لها برجل! أنظر بنفسك كم هي جميلة، للإشارة فهي غنية الوجدان، ولا تختزن في قلبها غير الأحاسيس المرهفة، خانها حبيبها الأول، بعد أن إستاق منها أنوثتها، فرحل بعيدا .
لاأستطيع عزيزتي أن آتيها بأي كان ففي كل رجل ثعلبا! .
أخوك مثلا! يبدو ظريفا، وظرافته وحدها تستطيع تدفئة هذا الجسد! أليس كذلك؟
قلت لك أنني لاأستطيع أن آتيها بأحد! فأخي لا يهتم إلا بالبقر من بنات المدينة، فهو يحب اللحم، الشحم، والريق الدسم ..
عدت للرواية والفنجان وتهت.
سأنصرف، قالت، الكل سيغيب عن بيتنا هذه الليلة، لاتنسى أن تأتيني بشهوتك، إركب سطح الجيران أفضل، فالعيون في كل مكان، ستجد عندي في الغرفة الثانية بعد المطبخ كل شيء مشتهى، سأفترش لك نعومتي، وستتوسد طراودة نهدي، لأخلصك بعد قبلة أو قبلتين من الذي قهر النساء .
ضربته جهة الأسفل بعد أن عاينت أن ليست عيون ترصد حركتها. فأخدت يد "ثريا" وإنصرفتا. لحظتئد جائني النادل بفنجان ثان وهمس "والعصر إن بنات مدينتي لفي خسر" . أومأت له بالإيجاب قبل أن ينصرف الرجل بعدهن... الضباب يحاول السيطرة على العالم، وهو يحجب عني الخضرة البعيدة .
الرذيلة والخيانة، تزكم الأنوف في شوارع المدينة.. وبناتها يعرضن ممتلكاتهن بشكل أو بآخر، هذا هو عصر التحرر كما نزعم! فماذا أستطيع ان أفعل؟ مادمت لاحول لي ولاقوة.