الجمعة، 23 مارس 2007

نظرات في الجمال

الجمال قوام الوجود، والخيط الذي ينظم حباته عقده. وهو على أنواع. فهناك الجمال الأدبي أو الفني، والجمال البشري أو الطبيعي. الأول يحتاج - سواء في تذوقه أو توليده - الى مهارات وخبرات خاصة. فتذوق الجمال الكامن في لوحة تشكيلية أو قصيدة أو مقطوعة موسيقية يستلزم ثقافة وإلماما ودراية، وهذا مالا يتوفر في الإنسان العادي. أما الشعور بالجمال البشري - جمال المرأة - فهو حاسة فطرية مطبوعة في النفس البشرية . وهو أمر لايختلف فيه إثنان، العالم والجاهل. وفي الوقت الذي نقف فيه مبهورين بحمال الطبيعة أو مأخودين بجمال الفنون والآداب .. نتذوقها بحاسة أو أكثر. نرى أن كل حواسنا، تقريبا تستنفر وتنشط وتتآزر في حضرة جمال المرأة.
والجمال المثالي في أحسن تعريف له هو : " نفس جميلة في جسد جميل" كما يقول (تولستوي) وهو يتركب من النظام والتوازن والتناسق بين أجزاء الموضوع أو الشيء. وينجم عنه بالضرورة إحساس بالراحة والمتعة. وهو موضوعي ما لم يتدخل فيه عامل الثقافة أو الخيال. وفي هذا المعنى يقول الشاعر : ( إذا الحاجات آدت / فاطلبوها الى من وجهه حسن). ويقول آخر : (وإذا لم يكن من العشق بد / فمن العجز عشق غير الجميل) .ولا أحد ينكر أن قوة المرأة في ضعفها، وجمالها، وضعف الرجل في قوته، وإلا فما سر تصدع وانهيار هذه القوة في مواجهة جمال المرأة. ولأن الحياة جوع لايشبع فسوف يظل سر الجمال الواحد .. المتعدد، ساكنا في أغوار ذلك البحر الذي كلما شربنا منه ازداد عطشا، وليس سعي الإنسان وتطلعه الى الجمال إلا لأنه يتوق الى الكمال والوحدة والترقي. الى منبع الجمال كله.
الجمال باختصار : هو كل مايجعلنا نهتف من أعماقنا ونقول : (( الله)).