الجمعة، 11 مايو 2007

من أجلك يا فلسطين

كنت مسترسل في أفكاري، أحاول أخد زمام المبادرة وأمسكت بالقلم لأكتب، لاأجد الكلمات.. تهرب مني تبتعد ويظل رنين ضحكاتها الساخرة يتردد في مسامعي، تتحداني..
وعدت الى الشبكة العالمية للمعلومات، وعالم المدونات الجاد الطيب..
لم أستطع التحديق في الأوجه المصورة على صفحات بعض المدونات الداعمة بالكلمة لمحنة أهالينا الفلسطينيين، فالصور المنشورة بالدماء والأشلاء والأطراف المتناثرة تعبرعن الفظاعة والهمجية التي يمارسها الصهاينة الأعداء، قلبت صفحاتها حتى وصلت الى تدوينة " من أجلك يا فلسطين " هذه المرة السابعة عشرة في هذا اليوم، التي أفتح فيها هذه المدونة وأقرأ إسم ( من أجلك يا فلسطين ) وأحاول مجرد قراءة العنوان دون جدوى، فأثار في نفسي ما أثار من ذكريات وشجون، وأثار في ذهني خواطر يصعب حصرها وتسجيلها في مثل هذه الحال.. وقرأت مقالات بعين القلب والآلآم لمدونين يتحدثون عن قضية المسلمين (القدس الشريف) حين تفرقوا شيعاً {كل حزب بما لديهم فرحين} !
القدس، تلك المدينة، التي يرن صدى إسمها في آذان معظم سكان الأرض، تمر حاليا بمرحلة انعطاف كبير حيث يخطط الصهاينة لإقتطاعها نهائيا من أيدي المسلمين..
وقفت قليلا وأعدت القراءة مرة .. ومرات، وحجبت دموعي عني السطور.. فما عدت أفهم شيئا.. صرت أبكي بمرارة هذه الكلمات التي يكتبها المدونون والتي أجد صداها في نفسي فتملؤها جراحا على جراحها! هذه الكلمات التي ينذر أن تفهمها الشعوب العربية الإسلامية لأنهم لم يعانون أبدا ماعانه ومايعانيه الشعب الفسطيني.. أجيال قضيتها والفلسطينيون يصرخون ويكتبون عن محنتهم مع الإحتلال فما يجدون أي صدى لكلماتهم.. وقررت إلقاء القلم !
تعبت وامتد التعب إلى أوصال روحي بسبب هذه القضية،.. أجيال بالنسبة لفلسطيني يهوى استرجاع أرضه ومقدساته، ويرفض إذا أتى ما يزلزل كيانه التي استصحبها أمدا طويلا باسم التحرير، أجيال مثل هذه تعني أجيال من الحرب المتصلة بما فيها من خطأ وصواب !!!
تساءلت : من أنا؟ وماذا تفعل كلماتي في هذا الضجيج الذي لايفتأ يعلو، بارهاب صهيوني عنصري بتقتيله آلاف الأبرياء بتشريد أكثر من خمسة ملايين فلسطيني بالحصار وتهويد المقدسات، والذي أرى فيه بعض المسلمين الدعاة يسيؤون الفهم، كما أرى فيه كفرة يشاقون الله ورسوله ويريدون تدمير كل شيء .. وبين هؤلاء وهؤلاء تقف المسيرة مراوحة فلا تتقدم إلا ببطء !! فأتاني الجواب : <<اعلم أن جهدك واجتهادك وجهد المدونيين أصحاب القلم الغيوريين واجتهادهم رصيد للأمة فلا تحقر نفسك ولا تحقروا أنفسكم>> !
هكذا راودتني مخيلتي هذا الصباح، وأمسكت قلمي فخانتني أفكاري وقوتي، وزادت في ذلك دقات الساعة وهي تذكرني بضرورة الإستعداد لأداء صلاة الفجر، ولكن رغبة جامحة للكتابة قد تملكتني ... لن ألقي هذا السلاح.. ما دام هذا الجهد وهذا الإجتهاد لله، فلعله ذات يوم مع أمثاله يصنع شيئا، لن ألقيه من أجل الذي مضى، ومن أجل ما نعيشه اليوم، ومن أجلك يا فلسطين لكي تعيشي محررة الأرض وتضمين لك قدسك الأسير، كما نريد لا كما يحلو لبعض أبنائه أن يضيقوا على أبنائه ! من أجل الإسلام العظيم وفهم واضح لكتاب الله وسنة رسوله ينقدنا مما نحن فيه من هم وكرب عظيمين..
ولابد من التأكيد على أن موقفنا كأمة ساهم، ومايزال، في تهميش دورنا في تحرير الأرض، وبقيت القدس مرتهنة بأيدي الصهاينة. فرغم الخطابات والتصريحات، فإن التناحر الداخلي وإلغاء دور الجماهير في عملية التحرير.. كل ذلك يضعف شوكتنا عربا ومسلمين وقلل من أهميتنا في المواجهة المحتومة بين أمتنا والكيان اليهودي الغاصب. ومالم يتغير هذا الوضع فستظل القدس أسيرة بأيدي الظالمين.>
علينا أن نتابع الطريق مهما قلت امكاناتنا، مهما كانت أصواتنا ضعيفة، ينبغي أن نتابع الطريق بإذن الله ولو كثرت السدود وارتفع الضجيج..