الجمعة، 1 ديسمبر 2006

التعليقات في المدونات العربية

القلم وسيلة الكاتب في تسجيل أفكاره وخواطره، والكتابة تهشيم للعالم، وإعادة بنائه من جديد حسب اولان بارت، فهي عتبة لدخول عوالم الأديب المنسية، وفي آن واحد نور مضيء وعترة نقية لكتاب وصناع أعمدة بكلمة تشد قلوب الناس إليهم .
أومن كغيري من القراء، بأن النص المطلق والكامل لم يولد بعد، كما أعتقد بأن لكل نص قارئه. فأساليب الكتابة تختلف بإختلاف الزمان والمكان والمبدعين أنفسهم. ويقال إن أسلوب المدون هو المدون نفسه .
(ومنهم من يستمع إليك)، (يرضونك بأفواههم وتأبى قلوبهم)، يطلقون عنان أقلامهم لتسود صفحات أعمدتهم، مسترشدين في ذلك ((الموهبة)) و ((الخبرة)) . ((الثقافة))، إنه ..
إنه -حسب إيماننا- مجهود فكري وذهني معا، يوازيه بالمقابل مجهود آخر متوار لايكشف عنه إلا حينما يتعلق الأمر بنقد لاذع، أو تعليقات صارمة في معالجة الموضوع لاترحم كاتبها ((المدون))، خصوصا إذا كان ملتزما بإدراجات يومية أو عمود أسبوعي ..
حديثنا عن التعليقات يتشعب، ويتخد سبلا وشعابا وطرقا... فكم من مدون وكاتب عمود تثور ثائرته حينما يجد هجوما من قبل أحد قرائه في باب التعليقات.. يمكن أن ينزل بسرعة بمستوى الحوار إلى أدناه. أو معلق متعالي أو تعليقا جارحة. يمكن أيضا أن تخلي بالمبنى والمعنى .
قد يفرد تعليق إفتزازي أو جارح أجنحته ليستقر في إدراج بعضهم أو مقالة كتبت على مضض، فالقراء لن يكونوا موضوعيين حين يكون المدون أو الكاتب غير موضوعي، والتعليقات كذلك قد تنسي المدون مجهود نفسه حين يضطر إلى كبح غضبه بالرد العنيف وهو الذي إستنفر جميع حواسه ليتحاشى هذا العتاب المر. فلا يستفيق إلا وقد سبق السيف العذل وإنصرف معظم قرائه عن مدونته .
الكلام البذيء من صاحب المدونة أعظم وأشد وقعا ليس على المقصود به وإنما أولائك الأشخاص الجيدون في النقاش المتصفون بالود والسمعة وسعة المعلومات وغزارتها. الذين سوف يعلنون الحسم في مغادرة (المدونة) فقد سقط ( المدون) في الشباك بسبب رده على تلك التعليقات .
خليق بالمدون عدم الإلتفات إلى هذه التعليقات السالفة الذكر. أو توجيه كاتبها إلى الصواب بنقاش مثمر بناء، أو بعتاب جميل وبأحسن الألفاظ والتعبير، كاتما الغيظ، فالخطأ أولا وأخيرا إنساني .
فتحية للمدونين الذين يحترقون من أجل قرائهم .
وتحية أيضا للمقاليين والموضوعين المتنورين .
والذين يسهرون على مشاغل الكتابة لنشرها في مدونتهم في أروع عطاء .