الجمعة، 22 ديسمبر 2006

تأملات في أوراق متضاربة - الجزء 1

عاد سعيد ناصر إلى الحياة العقلية مرة أخرى.
عاد يساهم في دفع التدوين والثقافة مرة أخرى.
وقع هذا بمجرد نشر بعض التدوينات على مدونة أوراق متضاربة.. وهي المدونة التي ثم إنشائها يوم السبت من صدر يوليوز لسنة 2006 .
كانت المدونة تنشر تدويناتها يوم الجمعة من كل أسبوع.
وهو يوم يذكرني بيوم ولادتي.. لذا أحببت إحياءه كل أسبوع.. بفكرة جديدة كما نقول نحن أهل المهنة.
أكنت أتحدى بنشر تدويناتي في هذا اليوم بالذات؟
لا أعرف..
كلما أستطيع قوله أنها كانت شجاعة مني أن أختار هذا اليوم الحي لنشر تدويناتي .
ولقد صار يوم الجمعة بعد ذلك في عالم التدوين غير عادي. كان هو اليوم التي تنشر فيه تدوينات، مدونة أوراق متضاربة .
ولقد حرصت على أن ألخص عنوان رسالتي أو قضيتي في إسم المدونة إبتداء ..
ومن ثم فقد سميتها ((أوراق متضاربة)) .
وهو ما أثار عدد من المدونيين والقراء.. ما معنى أوراق متضاربة؟
بالحقيقة إن الكثيريين يمكن أن يروا ذلك، فالفضول طبع إنساني .
أوراق متضاربة لم تكن إلا خلاصة لعنوان : "أوراق متضاربة.. رسائل في زمن الواحد والكل " .
هنا يمكن توسيع الرؤيا لكل شيئ .
كما أنني أريد أن أصرح لكم بشيئين يمكن أن يلخصا ما أريد توضيحه لكم (قرائي، وأصدقائي) : الأول : أنني مدون مقل في إنتاجه (تدوينة كل أسبوع) .
الثاني : أنني عزمت منذ البداية على عدم التأثر بنفسي .
وبالنسبة للشيئ الأول – إنني بطبيعتي من المدونيين المقليين جدا، وما كتبته طوال تجربتي التدوينية. أي مدة ست أشهر هو خمس وعشرون مقالا. أي بمعدل أربع مقالات في الشهر.. وهذا ملائم جدا لطبيعتي لأن التباعد وعدم الكتابة المتوالية يعطيني الفرصة للتأمل وحمل التجربة داخلي لأكبر وقت ممكن، وأجد راحة كثيرة في هذا، بالإضافة على أنني مشغول أيضا بجوانب الحياة، ودراستي التي أتمنى لي ولجميع الطلاب التوفيق .
وبالنسبة للشيئ الثاني – فإنني منذ البداية أوطد عزمي على عدم التأثر بتجاربي الخاصة .
فالتأثر بتجاربي الخاصة، يعني في رأيي – إستهلاك تجاربي وتكرارها لمدة أطول، لأن هناك كثيرا من المدونين يصلون إلى مرحلة ما من تطورهم، وسرعان ما نجد المرحلة الثانية والثالثة.. والأخرى تأتيان على غرار المرحلة الأولى. وربما لايصلون.. ومثل هؤلاء المدونين يتأثرون بأنفسهم، ومن هذا الصنف الكثير، بل إنك تجد مدون يكتب على مستوى جيد، لكن الكتابات بعد ذلك كثيرا ما تأتي دون المستوى المطلوب، والأمثلة كثيرة، إنني أعي هذا جيدا، نتيجة لملاحظاتي على الغير، لا أحاول تكرار الملاحظة على نفسي، ويساعدني على هذا أنني - كما قلت لكم- من المدونين المقلين.
وأنا أرى أن الكتابة المتوالية، والمتواصلة لاتكون جيدة، بل أنها تأتي في كثير من الأحيان مكررة، وتستهلك نفسها، لأنها لاتعطي الفرصة للمدون، كي يتأمل تجربته، وينظر إلى ماتوصل إليه، بل قلما يفكر في التجاوز الذي ربما يأتي متأخرا جدا..
قد يؤدي فضول الطبع الإنساني مرة أخرى لطرحكم السؤال: ماذا أعني بـ"أوراق متضاربة.. رسائل في زمن الواحد والكل" وهنا لابد من البوح أكثر.. وعليه فمن الواجب أن أترك التعمق فيه مستقلا في مقال آخر قادم .
وعلى أي حال فهذه التأملات مازالت في بدايتها.. نرفع الجلسة إلى موعد آخر ..