الجمعة، 24 نوفمبر 2006

ظاهرة الكتابة النقدية

ظاهرة الكتابة عن الإصدارات الثقافية حديثة الصدور، أصبحت من الكثرة والشيوع بحيث إفتقد معظمها طابع الإثقان والتأني. فلا تخلوا صحيفة أو مجلة أدبية من مثل هذه المراجعات أو الإشارات السريعة التي لا تشير في الغالب إلا إلى وجهة نظر صاحبها فيما إستجابت له حواسه لما قرأ.
وقد يكون هذا بالأمر الإعتيادي والمشروع لو أن هذه الظاهرة قد إلتقت من إحدى الزوايا بالتحليل طورا وبالنقد طورا أخرى. لكنها تتم ويتسع مداها في الوقت الذي إختفت فيه التحليلات النقدية التي كنا نستأنس بها في السابق، والتي كانت أعطت للعمل العربي أبعاده ودلالته بتحليل عناصره من جميع الجوانب.
فهل لغياب العملية النقدية المتعمقة دور في إعلاء الظاهرة وإعطائها أكثر مما تستحق؟ ..
وإذا كان هذا هو الصحيح فما موقف النقاد إذن من النقد الذي لا زال يعاني من صمت أغلب الأصوات النقدية المتميزة..؟
هناك الكثير من الأدباء كتبت عن النقد الأدبي للكثير من الأعمال الأدبية جعلت الكثير من المقاييس تتغير كمشكلة موقف توفيق الحكيم. فما البديل إذن؟ ..
إننا بحاجة ملحة الآن إلى موقف نقدي أشبه بصرخة الإحتجاج العالية حفاظا على المعطيات الإبداعية. وبحاجة أيضا إلى إعادة النظر فيما هو سائد الآن من نقاد يحاولون الحصول على الإنتشار الإعلامي وهذا الأمر كان على حساب النوع في العطاء ..