الجمعة، 15 ديسمبر 2006

ما ذا نقرأ ؟

يحيل السؤال "ماذا نقرأ" مباشرة، على الكتابة. وفي هذا الشأن ثمة إجماع : "أننا شعب لا نقرأ" .
يا للحسرة !.
وللتأكد من هذا الحكم لدينا إحصاءات دقيقة تملكها دور النشر من أرقام متلاعب فيها قلما يذكر فيها جانبا من الصحة. وهذا صحيح لذا إعتمدوا على هذه الدعاية المجانية لترويج بضاعتهم. بدلا من تخفيض ثمن الكتاب ليناسب الجميع .
إن المطالعة تقاس بالطبقة الإجتماعية المتوسطة، فكلما إتسعت هذه الطبقة، توسع رواج الكتاب. غير أن الركود عن قراءة الكتاب له أسباب ومسببات.. وأشير هنا إلى أن السبب الرئيسي -حسب وجهة نظري المتواضعة- لعزوفنا عن مطالعة الكتاب، يتعلق بضعف الدخل الفردي وحده، خلافا لما تذهب إليه تأملات البعض .
فهل السبب هو الدخل!؟ أم أن الحقيقة تقول أن هناك عوامل كثيرة وملابسات عديدة تقف وراء أزمة قراءة الكتاب عندنا ؟
لنتفاعل مع الموضوع شيئا ما ولننزل بالحوار إلى الواقع على الأرض .
فمن الناذر ألا ترى في الشارع العربي وأقصد المقهى العربي، الزوار إلا وهم صحبة كأس شاي أو فنجان قهوى.. يمكن للإنسان العربي من إستعراض صحيفتين يوميا. وبحساب بسيط إقتناء صحيفتين يغطي ثمن كأس أو فنجان. علما أن المقهى هي مأوى المواطن العربي. فهي : الصالون - المنزل. طبعا ثمة عيب عندنا وهو أنه لايوجد عندنا تقليد "للجريدة" التي يجد فيها القارئ مبتغاه مهما تعددت إهتماماته ورغباته .
إذن : فهي مطالبة بتنويع المواضيع من غير الأحداث على الأرض للإستزادة المعرفية لهذا الشعب المذكور .
هناك كتب نقرأها بالفعل. فطلبة الجامعات يقتنون كتب أساتذتهم بمحض الإرادة للإستزادة في العلم والمعرفة، أو قهرا حيث يربط بعض الأساتذة بين إقتناء كتبهم والتنقيط. وثمة كتب أخرى نقرأه أيضا. وهي الكتب التي يجري عرضها في الصحف.. وغالبية الكتب المعروضة تكون مترجمة. وهي تتنوع بين السير الذاتية للقادة السياسين أو العسكريين أو النجوم، أو كتب خاصة مثل القصص القصيرة. على أن سر الإختيار يكون دائما هو التشويق. هذا التشويق الذي يحتاجه القراء. يجعلهم يتهافتون على الصحف .