الجمعة، 17 نوفمبر 2006

الإختيار العربي

هناك مسألة تحيرني، ولاشك أنها تدفع الكثيرين غيري إلى الحيرة : ما الذي يحدد الإختيار الثقافي العربي من الأمم الأخرى؟ لماذا أولى العرب كل هذا الإهتمام لأرسطو وأفلوطين في العصر العباسي بينما تجاهلوا هوميروس و أسخيلوس ويوربيديس وسوفوكليس؟ لماذا ترجموا أقاصيص من تلك التي نجد بعضها في (كليلة ودمنة) لإبن المقفع و(ألف ليلة وليلة) ولم يترجموا الإلياذة والأوديسة؟
وإذا ما إنتقلنا إلى العصر الحديث لنا أيضا أن نتساءل عن سبب إختيارات رفاعة الطهطاوي، وعن السبب الذي جعل طه حسين يتجاهل مدارس النقد الفرنسية ويكتفي بسانت بيف وتين.
لماذا إهتم طه حسين بجيرور ككاتب مسرحي بينما أغفل تشيكو وغيره.
وإننا لنشعر بالدهشة أكبر لهذا الإختيار العربي. ما الذي جعل الأدباء العرب يحصرون أنفسهم في إختيار وحيد : المحاكات ـ المدرسة ـ التأثر ـ الإستفادة من الأدب الأوربي وحسب؟
لماذا إبتعدوا أو أداروا ظهرهم تماما عن الإختيارات الأخرى؟ وهنا نصل إلى فكرة أدباء عرب مثقفون يجتمعون على خصائص الوطن وخصوصيته.
ومن يخون هذا التحديد يخون الإختيار العربي وثقافته هو.
إن الإختيار الثقافي العربي وأولوياته يتمثل في أدبائنا العرب وأدبائنا العرب يتمثلون في الإختيار العربي. دعونا نعود الآن إلى موضوعنا، ولنجعله إجابة عن السؤال التالي : لماذا لايمتلك الأدباء جرأة لإنعاش الإختيار الثقافي العربي. عندما يكون الأديب العربي حرا في إختياره..؟