الجمعة، 8 سبتمبر 2006

عبر كاتم الصوت

العالم هادئ، غارق في سواد ليله، لاأحد إذن سيفسد عني السكينة التي إسترخت طائعة لنظام الكون، فلا يسمع خلالها إلا الموسيقى الهادئة.. النجوم أتمت ولاءها للبدر، وضوءها الذي كانت تملأ به الظلام، بدأ يخبو معلنا إنتهاء الحفل، والضباب يحجب إنسحابها مخالطا عظمة هذا الليل....
تأهبت للخروج لممارسة الرياضة كما هي عادتي دائما في الصباح الباكر، هيأت نفسي ولبست حذائي الرياضي، وغادرت البيت بإتجاه الساحة العامة .
تملكني رغبة شديدة في العدو.. فإستمرت أعدو حتى إهتز قلبي بنبضات قوية، وجف ريقي من زفرات متقطعة، جاء الصباح كاشفا عن كل شئ، فبدأت الشمس تنتشر أنوارها ودفئها الجميل وتنشر غسيلها على سطوح المنازل والعمارات بشعاعها الوضاح والبراءة والهدنة الجميلة، هكذا فرضت نفسها على الطبيعة. هذه الطبيعة المتفائلة، التي تري في الحياة وجوها باسمة سعيدة وأخرى حزينة شقية .
فكثير من أسباب الشقاء يرجع إلى الطبع الساخط. الطبع الذي لايري في الحياة إلا مصائبها وأحزانها، الطبع الذي يخلق من السعادة حزنا ومن السرور بكاء، ولتجاوز هذه العقبات لابد من أن تجدد نظرك للحياة. ببدء حياة شعارها النجاح والسمو.. حياة جادة، بعيدة عن مغامرات تافهة وأوهام سخيفة وعوامل الطغيان والفساد مقابل حلاوة الحياة التي تأخد من المشاعر الذابلة المساند للوقوف. وهذا واجب كبير وشأن في حياة النشء...
أنثر خطواتي على الرصيف.. لاأعرف إلى أين أمضي.. أسأل قلبي أن يتوقف عن عزفه، فلم أشعر إلا وأنا أصحو من نومي!! ، كنت أعلم أن الإنسان لايهتدي أبدا إلى أحلامه متى أضاعها، لذلك أحسست بأني ربما أخطأت في عدم ممارستي للرياضة وها قد جائني هاتف ينبأني مثل حلم جميل .