الجمعة، 23 مايو 2008

فهمت

منذ سنوات فرضت على العراق عقوبات إقتصادية وحصار، بحجة الإستمرار في تصنيع أسلحة الدمار الشامل. السنوات مرّت والعقوبات كانت لاتزال موجودة لكن الضغوطات مستمرة، ولم نر أي تأثير أنذاك. كل ما فعله العراق هو الحفاظ على مصالح شعبه ونظامه، لم يفعل أي شيء إطلاقاً لرفع الحظر الدولي، بل على العكس قد يكون أحد العوامل التي ساعدت على استمراره وتطوره فيما بعد.
ثم جاء الهجوم الأمريكي وقام باحتلال بغداد ونصف الأراضي العراقية بل أكثر، والجيش العراقي واقف موقف المتفرج إلا قليل من الوطنيين والغيوريين، وكأنه غير معني بما يجري، وقد رأيناها أنذاك في التلفزيون كيف كان الجيش العراقي الذي تم تسريحه في وقت سابق يمر من أمام الدبابات الأمريكية والعلم الأمريكي يرفرف (مناظر لاننساها ماحيينا)، وأنا متأكد من أنه لو أن جيشا عربيا كان قد دخل العراق وليس الجيش الأمريكي لكان النظام العراقي قد أعلن الحرب فوراً ودون تأخير إنطلاقا من مبادئه المعروفة علناً وحفاظا على وحدة أراضي العراق من ناحية أخرى، أما الجيش الأمريكي فإنه، كما يعتقدون، لايهدد وحدة وسيادة العراق، وإنما سيأتي لهم بالحرية !
وكنت أتسائل عن سبب بقاء قوات الإحتلال الأمريكية والبريطانية في العراق بعد الحرب الرسمية وما الذي فعلته ؟ والآن وبعدما ساعد العالم على إشعال الفتنة بين الإخوة العراقيين فهمت سبب بقاء هذه القوات..
إنه بكل بساطة لإشعال الفتنة ونهب خيرات العراق وخاصة النفط (الذي تحدثنا آخر أخباره بأنه يواصل إرتفاعه ومن المحتمل أن يسجل في النصف الثاني من هذه السنة 2008 أكثر من 141$ سعر البرميل الواحد) وكذلك ترك العراق يتخبط في دماء شعبه الى أقصى حد.