الجمعة، 13 أكتوبر 2006

الشهر الفضيل لنا لقاء

أيام قلائل وينقضي الشهر الفضيل، سيفارقنا حاملا معه صحائف أعمالنا التي نرجو أن يكون قد حفلت بالطاعات، وازدحمت بالحسنات، وأرضت عنا رب الكائنات .
فيا هناءة من صام رمضان، ويا سعادة من قام لياليه، ويا هناءة من أكثر فيه من تلاوة القرآن وذكر الرحمن، ويا سعادة من ضاعف فيه العمل الصالح، وضاعف فيه الصلة والصدقة، وضاعف فيه البر والإحسان .
فهنيئا لكم -أيها المؤمنون- مغفرة الله، وهنيئا لكم رضوان الله .
سينقضي رمضان، وليس معنى ذلك أن نتفلت من فرائض الدين وندع الصلاة والعبادة، ونعود إلى المعاصي والموبقات وكأن الله حاضر في رمضان غائب فيما سواه .
إن رب رمضان هو رب سائر الشهور، ونحن عبيد اله في رمضان وغيره. والله في كل حين يستحق أن يطاع فلا يعصى، ويستأهل أن يذكر فلا ينسى، وسيستحق أن يشكر ولا يكفر .
ولا يليق بنا -أحباب الله- أن نطيع الله في رمضان ونعصيه في بقية الشهور بينما نعمه تتدفق علينا آناء الليل وأطراف النهار : {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان . فبأي ءلاء ربكما تكذبان} .
لا بشيء من نعمك ربنا نكذبك فلك الحمد والشكر. إن الهدف من الصيام هو زرع التقوى في القلوب، وإصلاح النفوس، وتهذيب الأخلاق، والتوبة عن المعاصي، والإستقامة على الطاعات، وإبتداء عهد جديد في حياة المسلم. ولذلك فإننا ينبغي أن نحافظ على تقوى رمضان، وروحانية رمضان، وعبادة رمضان، وصدقة رمضان، وصلة رمضان، وإحسان رمضان، وأخلاق رمضان .
جدير بنا في هذا الشهر الفضيل أن نحمد الله الذي أعاننا على الصيام، وقوانا على القيام، وأعاننا على الطاعات، ووعدنا عليها أعظم الجزاء، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. وما كنا لنصوم لولا ان أعننا الله .
خليق بنا في هذا الشهر الكريم أن نحمد الله على نعمة الإسلام، ونعمة الإيمان، ونعمة بعثة محمد عليه الصلاة والسلام، ونعمة تنزيل القرآن .
حري بنا في هذا الشهر العظيم أن نشكر الله على شرعة الصيام التي جعلها فرصة للتطهير من الذنوب والآثام، والفوز بالمغفرة ودار السلام .
تقبل الله منا ومنكم .