الجمعة، 21 يوليو 2006

استنطاق

جمع القدر بينهما. كانت البداية عبر رسائل الصداقة عرف الطالب "ناصر" أن ذاكرته لم تخنه، عن اللقاء الأول وعن ظروف الفشل الدراسي والضيق المالي التي تعرض لهما. لكن مساعدة أصدقائه خفف شيئا ما من نكبة فترة الصيف. يحكي ناصر عن رحلة فترة الصيف. حيث شاءت الأقدار أن تحفظها الذاكرة.
*ماذا كنت تكتب في مذكراتك التي دونتها في فترة الصيف؟
كل مايخطر على بالي مقالات أشعار، أكتب عن تفاصيل من حياتي السابقة، عن كل شئ وأي شئ .
*ألا زلت تحتفظ بما كتبت؟
شذرات مما كتبت فقط. أما الباقي فقد حرقته. لكني أفكر الآن بشكل جدي في إعادة كتابته. كنت أطلع بعض الطلبة المتميزين على ما كتبته، والحقيقة أنهم شجعوني أكثر، لم تكن حياة عادية تلك التي عشتها في فترة الصيف، فالمصائب تأتي دفعة واحدة ولا تهمل صاحبها وقت تفاديها، فقد كنت ما إن أنهض من نكبة حتى أسقط في أخرى. عندما تم العام الدراسي خرجت النتيجة هزيلة، وباء العام بالفشل وبمجرد نسيان هذا وقعت في ضيقة مالية كبيرة.. في ظل هذه المواجهات والسلسلة من المشاكل التي لا تنتهي. بفضل الله، وبفضل الأصدقاء الطيبين مرت المحنة بسلام، لكنها تركت آثارها النفسية ..
*لابد أن فشلك الدراسي قريب جدا من الضيق المالي خلال تلك الفترة؟
ليس من بين الشيئين من هو أقرب إلىّ من الآخر. الإثنان في منزلة واحدة. صحيح أنه كان قريبا مني في فترة الصيف، خصوصا في منتصف تلك الفترة، التي تلقيت فيها دروسا عن علم الفلسفة ثم بدأت التكوين بالمركز التربوي.
*ألم يعارضك أحد في مصاحبة الفتاة البريطانية، خصوصا وأنك في سن لا يتجاوز العشرين؟
لم يقبل أصدقائي مسألة الصديقة اللندنية المسقط، ثم تحفظي من فكرة الإرتباط بفتاة أجنبية من جهة أخرى. لقد أعطيت لي أوامر من طرف أصدقائي من عدم التفكير في ربط علاقة من فتاة تكبرني سنا. هناك العديد من الطلاب العرب الذين يرتبطون بفتيات أو أرامل أو مطلقات لكي يحصلوا على الجنسية الأجنبية فقط. قلت لهم: فلتكن إذن فتاة أحبها ومن سني .
*متى تغضب من أصدقائك؟
هذه مسألة نادرة ماتقع. من طبع بعض الأصدقاء أنهم يغضبون بسرعة، لكنهم يتراجعون عن موقفهم بسرعة كذلك. والحقيقة أن محاسنهم أكثر بكثير من مساوئهم. إذا أحبوا إنسانا فإنهم يعطوه كل مالديهم، لا يعرفون الحد الوسط، صحيح أن انشغالاتهم الدراسية لا تنتهي، لكنهم يبذلون مجهودا للتوفيق بين التزاماتهم. تأتي لحظات تكون فيها خلافات. لست مجنونا لكي أدعي عكس ذلك. لايوجد في الدنيا من لايختلف مع الأخر، لكنها سرعان ما تتلاشى وتستعيد الحياة صفوها من جديد.
*من يتدخل لحل النزاعات بينكم؟
مند تعرفنا ونحن نعرف كيف نحل مشاكلنا في ما بيننا دون اللجوء الى أحد. أذكر أنه نشب خلاف بسيط بيني وبين أحد أصدقائي، والحقيقة أنه كان شيئا تافها. كنت أذهب الى الجامعة كل صباح وبحكم أنه يدرس حرا لم يكن يلزمه الإنضباط للتوقيت الدراسي. مما يحعله لا مباليا، فيما أكون دائما على على عجلة من أمري، الشئ الذي كان يثير غضبي، حيث أكره الوصول متأخرا. الى أن نفد صبري وطلبت منه أن يفارقني غضب مني وقال: كان عليك أن تقول لي أني أتأخر.
*كلمة أخيرة؟
كنت أجد مايقوله أصدقائي هو عين الصواب، والحقيقة أنهم إسم على مسمى، أما في مايخص الفشل الدراسي والضيق المالي. فقد كانت لدي قناعة تامة بأني سأحقق كل ما أريد. تعلمت من أبويّ وأصدقائي الصبر والمثابرة. فقد تربيت على المقاومة وعدم الإستسلام للظروف. لدرجة أنني كلما رأيت هدفا أو مشروعا صغيرا يتحقق، أحسست بالفخر، دون التفكير في أهمية المشروع في حد ذاته.