الجمعة، 14 يوليو 2006

واقع الحال

جاء الصباح باردا جميلا، انسحبت من فراشي في هدوء، اتجهت إلى المرحاض، نظرت إلى المرآة بتمعن وكأن الوجه الذي أمامه ليس وجهي. كان غامق السمرة يميل إلى الشحوب خدان بارزان وجبين تظهر عليه علامة اليأس، رغم برودة الصباح، وضعت رأسي تحت الصنبور، وتركت الماء ينسكب عليه، رفعت رأسي مجددا صوب المرآة مازالت عيناي ناعستين، ورأسي ثقيل، دخلت المطبخ ثم فتحت الثلاجة، وأخرجت منها إبريق قهوة المعدة سلفا، ووضعته على الموقد، أخرجت ملابسي من الصوان، وخلعت البيجامة، وارتديت ملابسي في فتور أسرعت إلى الموقد لأنقد ماتبقى في الإبريق من قهوة تناولت فطوري، وخرجت مسرعا.
في مثل هذا الصباح تكون المدينة هادئة، كنت أحس أني أشارك فيها وأني جزء من هذه المدينة، لكني اليوم مشتت الأفكار، وأحس بدوار. دلفت إلى مكان عملي، طلبت كأس ماء وحبة اسبرين، شربتها على الفور، فشعرت بدفء ونشاط شيئا فشيئا، ثم باشرت عملي. لشدة ما أكره معالج النصوص لكن ما يربطني به هو عملي، رحت أعمل بجهد جهيد حتى دمعت عيني من ضوء شاشة الحاسوب، ابتعدت عنها وأنا أحس بدوار. تناولت جريدة متخصصة في مجال الإنترنت. ليتني أهدأ لكن السطور مشتبكة لا أقدر على قراءة شئ، وقفت بغتة كنت أدرك أن شيئا سيحدث، دخلت على مكتب المدير تلعتمت قبل أن يأذن بانصرافي، خرجت لا ألوي على شئ. أحسست بالغثيان فاستنشقت الهواء بتلهف. ثم انطلقت الى بيتي، فخامرني شعور غريب مفاده أن هذا هو واقع الحال.
دخلت البيت. ثم استغرقت في نوم عميق.