الجمعة، 20 يونيو 2008

الأسلوب الماهر

الرسام الماهر يعتمد دائما أسلوب التأني والتريث، أثناء قيامه بعمله : لا يرتحل ولا يندفع ولا يخضع للسطحية والحماسة. يرسم الصورة في ذهنه... ثم يترجمها الى الواقع على شكل لوحة ساحرة جذابة...
ويُعجبني في الرسام أنه متواضع مع عمله، لا يتوهم أنه لا يخطئ، بل تراه بين الحين والحين يرجع الى الوراء قليلا، ينظر الى لوحته، يزيد عليها أو يُنقص منها ثم يُنقحها... وكذلك يفعل طوال مدة القيام بهذا العمل الإبداعي، فيخرج الرسم في النهاية منسجما منظما متكاملا.
بهذا الأسلوب يتقدم الإنسان والفنان... أي إنسان أو أي فنان... وينال شهرة كبيرة. تُرى لماذا لا يسلك رواد التدوين والإنترنت وكل من له صلة بذلك، أسلوب التأني والتفكير الشمولي العميق حين يدونون، ويتراجعون، بلا وجل ولا خجل، إذا استدعت المصلحة، قبل فوات الأوان... حتى لا يوقعوا أنفسهم في متاهة لا بداية لها ولا نهاية، فتصبح حياتهم تسبح في بحر من الفتن والمشاكل.